بمناسبة إنتهاء الزيارة الرسمية للسيد صالح علي عمر باصرة، وزير التعليم العالي والبحث العلمي اليمني، إثر الدورة التاسعة للجنة المشتركة الجزائرية اليمنية، أقام وزير التعليم العالي الجزائري مأدبة عشاء على شرف الوفد اليمني. انهزت الفرصة لإجراء حوار معه حول العلاقات الطيبة التي تربط الجزائر بدولة اليمن الشقيق في الميادين الاقتصادية والثقافية ومجالات أخرى كالتعاون في ميدان التعليم العالي والتنسيق بين البلدين في مكافحة ظاهرة الإرهاب التي أصبحت تهدد أمن واستقرار الدول، وفيما يلي مضمون هذا الحوار. * ما تقييمكم معالي الوزير لنتائج أشغال اللجنة التاسعة بعد ثلاثة أيام من العمل والتشاور حول القضايا المشتركة؟ - أعبر عن جم سعادتي والوفد المرافق لي خلال هذه الزيارة طيلة ثلاثة أيام متواصلة، وأغتنم الفرصة لأعبر مرة أخرى عن الشكر والتقدير لما حظينا به أنا والوفد المرافق لي من حفاوة وترحاب كبيرين، وكذلك رد الشعب الجزائري وحسن الاستقبال وكرم الضيافة لحظة وصولنا إلى غاية هذه الساعة، وأنا متأكد أن هذه الزيارة سوف تعطي للبلدين الشقيقين دفعا جديدا في شتى المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية. * ما هو أثر العلاقة الطيبة القائمة بين الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وعلي عبد الله صالح في تحسين وتدعيم أكثر للعلاقة بين البلدين والشعبين؟ - العلاقة الشخصية الطيبة بين المسؤولين قد أثرت إيجابيا على تمتين العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، ان العامل الشخصي له دور حيوي في تقريب وجهات النظر بين القيادتين والشعبين. * ما هي تصوراتكم ونظرتكم حول التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر؟ - على حسب ما علمت من المسؤولين الجزائريين، فإن هناك أكثر من مليون طالب اليوم في الجامعة الجزائرية، وأكثر من 500 ألف ممتهن، وإن التحصيل العلمي في الجامعات الجزائرية جيد، وهذا ما يؤكد أن الجزائر تسير بشكل متطور. * على ذكر الجامعة، هل هناك تعاون بين الجزائر واليمن في هذا الميدان؟ - نعم هناك تعاون بين الجامعات في البلدين، وخاصة بين جامعة صنعاء وجامعة الجزائر المركزية، حيث يوجد عدد كبير من الطلبة اليمنيين بهذه الجامعة، وبالمناسبة أحيي مسؤولي الجامعة الجزائرية وعمداء الكليات وأعضاء لجنة التدريس عى الجهود الطيبة التي بذلوها ويبذلونها من أجل إعداد الطلبة اليمنيين في هذا الميدان. * وماذا عن الأوضاع الأمنية السائدة اليوم في صعدة بعد الأحداث الدموية؟ - إن البلبلة التي جرت في محافظة صعدة في السنوات الاخيرة من أحداث دموية هي فتنة لا مبرر لها من قبل سوى بعض العناصر المتمردة والخارجة على النظام والقانون. إن كل تلك المحاولات تحطمت على صخرة الوعي الوطني وصلابة ووعي المؤسسة العسكرية والأمن، وقد طرح علي عبد الله صالح وثيقة تهدئة وأصدر عفوا عاما، والأمور الآن تعود إلى طبيعتها. * وما الجديد في ميدان الاقتصاد وتدعيم التعاون بين البلدين؟ - العلاقة بين البلدين في الميدان الاقتصادي هي علاقة جيدة ومتميزة ومبنية على الثقة والتعاون، ونحن نتابع باهتمام أعمال اللجنة المشتركة الجزائرية اليمنية، والجديد في هذه الدورة توقيع 13 بروتوكول برنامج تنفيذي يشمل جوانب النفط والنقل البحري والفلاحة والشباب والرياضة وغيرها من جوانب التعاون، وأنا واثق بأن هذه الزيارة ستعطي دعما جديدا للتعاون بين اليمن والجزائر ليرتقي إلى مستوى أعلى من العلاقة الاخوية العامة بين شعبي البلدين الشقيقين. * وهل هناك معالي الوزير اتفاقية بين البلدين في ميدان محاربة آفة الإرهاب؟ - الارهاب مدان منا جميعا كأمة إسلامية، ولا أحد يؤازر أو يدعم الإرهاب أو يتواطؤ معه، فهذه الظاهرة غريبة عن مجتمعنا العربي الإسلامي، ويجب محاربتها ووأدها بالتآزر وتوحيد الصفوف والكلمة، كما أكد الرئيس علي عبد الله صالح "إننا كأمة إسلامية كنا خير أمة أخرجت للناس، فكيف لخير أمة أن تخاف أو تتردد في محاربة هذه الآفة.. فلا نخاف إلا من الله سبحانه وتعالى". * وفي ميدان التكامل الاقتصادي والتجاري بالخصوص، ما هي حاجيات اليمن من الجزائر؟ * قائمة الاشياء التي يستوردها اليمن تشمل الادوات الزراعية والمواد الصيدلانية وغيرها، ولكن في المستقبل إن شاء الله وبفضل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في مجال النقل البحري سيكون مجالا واسعا وكبيرا للتبادل التجاري، نظرا لوجود منتجات جزائرية تعد على مستوى عال وعالمي.. وبهذه المناسبة أدعو المستثمرين الجزائريين للتوجه إلى اليمن للاستثمار فيها، وسيحصلون على كل الدعم والرعاية والتشجيع والضمانات في جميع المجالات والفرص وهي متاحة للجميع، فهناك مثلا في مجال النفط والمعاد في اليمن كنز لا يزال مخزونا لم يكتشف بعد، وأخبرك أن اليمن غني بالمعادن والثروات الباطنية، فمنها الزنك والماس والذهب والبلاتين والصخور والرخام والغرانيت والفضة، وكذلك الاستثمار في المجال السمكي، ونحن نعتبر أنفسنا دولة سمكية لأنه وبكل بساطة لدينا شاطيء طوله أكثر من 2200 كم وهو ما سمح لنا بتصدير الأسماك إلى أروبا. * على ذكر الاستثمار.. أين وصل حجم التبادل بين البلدين؟ - في الحقيقة إن وجود مستثمرين جزائريين في اليمن يمثل فرصة لإقامة شراكة تجارية مع نظرائهم اليمنيين، وهو ما من شأنه إقامة مشاريع تجارية واقتصادية مشتركة تخدم مصالح البلدين، ولكن هذا الامر يحتاج إلى مدة زمنية ليست بالهينة، نظرا لعدة عوائق تحيل دون الخوض في هذا الميدان. لكن أخبرك بأن ملف الاسثتمار في اليمن يعتبر أسهل ملف في الوطن العربي، كذلك أتمنى أن يطلع عليه من طرف رجال الاعمال الجزائريين. وقد عبر معاليه في ختام كلمته عن إعجابه الكبير بما شاهده في الجزائر من معالم تاريخية وعمرانية، وكذلك النهضة التنموية التي طالت الجزائر علي جميع الاصعدة، كما جدد شكره لمعالي وزير التعليم العالي على حسن استقباله وكرم ضيافته، ومعلوم أنه منذ تعيين السفير اليمني الدكتور أحمد عبد الله عبد الاله في الجزائر والعلاقة بين البلدين في نشاط مستمر، وتسير دائما إلى ما هو في صالح البلدين والشعبين. ومعلوم أيضا أن السيد صالح علي باصرة من مواليد 1952 بمدينة المكلا وقد تدرج في مراحله الدراسية وتخرج في الثانوية سنة 1971 ثم في جامعة عدن قسم التاريخ والجغرافيا سنة 1976 وتحصل على درجة ماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر من جامعة لايبزغ في ألمانيا عام 1982 لينال درجة الدكتوراه في نفس التخصص سنة 1986، وتقلد عدة مناصب، فقد عين رئيسا لجامعة صنعاء ثم وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي في عام 2006 وله العديد من المؤلفات والابحاث في المجال التاريخي والتعليمي وكذا العديد من المشاركات في المؤتمرات والندوات العربية والدولية، وكان عضوا في عدد من المنظمات المهنية والخيرية وعين وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي في 11 فبراير 2006 كما يحتفظ بنفس المنصب في التشكيلة الحكومية الجديدة في 5 أبريل 2007.