أقدم أربعة سجناء جزائريين، بليبيا، على خياطة أفواههم، بعد دخولهم في إضراب عن الطعام، بداية من يوم الخميس الفارط، احتجاجا على استثنائهم من قرار العفو الذي أصدره الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي مؤخرا بشأن إطلاق سراح أكثر من 3 آلاف سجين عربي وإفريقي وأروبي، بمناسبة عيد ثورة الفاتح من هذا الشهر الجاري. وكانت السلطات الليبية وتطبيقا لقرار العفو الذي قضاه معمر القذافي قد قررت ترحيل ما عدده 25 جزائريا، من أصل ال58 سجينا الذين عقدت بشأنهم اتفاقية ماي إلا أربعة، بينما البقية من الذين سيتم ترحيلهم هم سجناء تم إيقافهم منذ أشهر قليلة فقط بتهم التواجد غير الشرعي على الأراضي الليبية. حيث أن السجناء قد عبروا عن سخطهم الشديد لعدم استفادتهم من قرار العفو، وعليه قرروا استئناف الإضراب عن الطعام بشكل مفتوح، أما أمس، فقد تدهورت الحالة الصحية لسجين بشكل لافت للنظر، مع دخوله رفقة زملائهم في إضراب عن الطعام، منذ يوم الخميس المنصرم، حيث أقدم أربعة منهم على خياطة أفواههم، احتجاجا عن استثناء القائد امعمر القذافي، السجناء الجزائريين من قرار العفو الذي أصدره بمناسبة عيد الثورة الليبية، لصالح المئات من السجناء الأجانب. واتهم السجناء مسؤولي السفارة والقنصلية الجزائرية بطرابلس، بعدم تحمل مسؤوليتها"، ما دفع بجمعية أهالي المسجونين إلى تحرير شكوى قصد إرسالها إلى مصالح وزارة الخارجية في الجزائر، كما أكد منسق العائلات في الجزائر، في اتصال به أمس. وكشف منسق السجناء، بأن 11 سجينا جزائريا يعانون أمراضا خطيرة بين داء فقدان المناعة المكتسبة "سيدا" والوباء الكبدي والسل، وعزا أسباب الإصابة بهاته الأمراض إلى اختلاط الجزائريين بنزلاء سجون من بلدان إفريقية كغانا والطوقو والمزنبيق، حيث يتناولون الوجبات ويحلقون أذقانهم جماعيا، كما يمارس هؤلاء السجناء طقوسا خاصة في الإدمان على المخدرات والوخز بالإبر، مما يسهل انتقال عدوى المرض بين المساجين. وبلغ عدد السجناء المتوفين في السجون الليبية، ثمانية وكانت آخر حالة وفاة سجلت بالسجن المركزي شهر ماي الفارط، حينما لفظ السجين علي بوفلوس من سكيكدة، أنفاسه الأخيرة متأثرا بالمرض.