انطلاق الدورة ال38 للجنة نقاط الاتصال للآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء بالجزائر    قانون المالية: المحكمة الدستورية تصرح بعدم دستورية التعديلات الواردة على المواد 23 و29 و33 و55    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    تقليد المنتجات الصيدلانية مِحور ملتقى    اللواء سماعلي قائداً جديداً للقوات البريّة    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    أكثر من 500 مشاركاً في سباق الدرب 2024    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الملفات التي تمس انشغالات المواطن أولوية    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    "صفعة قانونية وسياسية" للاحتلال المغربي وحلفائه    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أولها حرب وآخرها كارثة
نشر في المستقبل يوم 20 - 09 - 2008

العالم بساسياتها... لن نتتبع في عرضنا مراحل الانتخابات طريقتها... نزاهتها... اجراءات التداول السلمي... مراقبة اداء الاحزاب والمرشحين ‮... وإنما‮ سنقف‮ عند‮ من‮ سيدخل‮ لاول‮ مرة‮ من‮ المرشحين‮ الى‮ البيت‮ الابيض‮ بعد‮ هذا‮ المشوار‮ الطويل‮...‬
اول‮ مرشح‮ اسود‮.. ام‮ العجوز‮ الجمهوري‮... فلنبدأ‮ بالتعرف‮ عنهما‮ اولا‮ ومن‮ ثم‮ نسلسل‮ الاحداث‮ بوقت‮ حدوثها‮...‬
نبذة‮ عن‮ المرشحين
اولا‮: باراك‮ أوباما
يعتقد‮ البعض‮ أن‮ باراك‮ أوباما،‮ السياسي‮ الذي‮ لمع‮ نجمه‮ في‮ سماء‮ السياسة‮ الأمريكية،‮ قد‮ يكون‮ أول‮ رئيس‮ أسود‮ للولايات‮ المتحدة‮.
فقد‮ خطا‮ أوباما،‮ السيناتور‮ الديمقراطي‮ عن‮ ولاية‮ إلينوي،‮ خطوة‮ واسعة‮ إلى‮ الأمام‮ في‮ مشواره‮ السياسي،‮ وذلك‮ عندما‮ نجح‮ في‮ الحصول‮ على‮ مقعد‮ في‮ مجلس‮ الشيوخ‮ في‮ انتخابات‮ نوفمبر‮.
وسيكون‮ أوباما‮ الأسود‮ الوحيد‮ بين‮ أعضاء‮ مجلس‮ الشيوخ‮ المئة،‮ كما‮ أنه‮ سيكون‮ خامس‮ أمريكي‮ أسود‮ يدخل‮ إلى‮ مجلس‮ الشيوخ‮.
وقد‮ أثار‮ أوباما‮ انتباه‮ جماهير‮ الحزب‮ الديمقراطي‮ عندما‮ ألقى‮ فيهم‮ خطابا‮ في‮ المؤتمر‮ العام‮ للحزب‮ في‮ بوسطن‮ في‮ جويلية‮ الماضي‮.
وقد‮ ألقى‮ أوباما‮ ابن‮ لرجل‮ كيني‮ وسيدة‮ بيضاء‮ من‮ ولاية‮ كنساس،‮ خطابا‮ حماسيا‮ عن‮ تاريخه‮ الشخصي‮ ضمنه‮ معاني‮ كثيرة‮ من‮ القيم‮ الأمريكية‮ التي‮ تركز‮ على‮ الاعتماد‮ على‮ النفس‮ والعصامية‮.
وقال‮: "‬لقد‮ حصل‮ أبي‮ من‮ خلال‮ جهده‮ وعمله‮ الدؤوب‮ على‮ منحة‮ دراسية‮ للدراسة‮ في‮ أمريكا،‮ المكان‮ الساحر،‮ ذلك‮ المكان‮ الذي‮ كان‮ دائما‮ حصنا‮ للحرية‮ وتوافر‮ الفرص‮ لكل‮ من‮ جاءوها‮ قبله‮".
ويمثل‮ أوباما،‮ 42‮ سنة،‮ حاليا‮ منطقة‮ في‮ شمال‮ ولاية‮ إلينوي‮ تقع‮ جنوب‮ مدينة‮ شيكاغو‮ في‮ الكونجرس‮.
وكان‮ أوباما‮ هو‮ الأقرب‮ للفوز‮ بمقعد‮ مجلس‮ الشيوخ‮ الذي‮ يشغله‮ بيتر‮ فيتزجيرالد‮ الذي‮ سيتقاعد‮ عن‮ العمل‮ السياسي‮.
وقد‮ فاجأ‮ أوباما‮ جماهير‮ الحزب‮ الديمقراطي‮ عندما‮ حصل‮ على‮ ترشيح‮ الحزب‮ له‮ لخوض‮ انتخابات‮ مجلس‮ الشيوخ‮ بنسبة‮ أصوات‮ 53‮ بالمئة‮.
ويقول‮ مؤيدوه‮ إنه‮ يستهدف‮ في‮ حملته‮ الانتخابية‮ الناخبين‮ البيض‮ والسود‮ على‮ السواء،‮ كما‮ يقال‮ إنه‮ يملك‮ القدرة‮ على‮ الوصول‮ إلى‮ أصوات‮ الناخبين‮ البيض‮ الذين‮ يسكنون‮ خارج‮ المدن‮ وفي‮ المدن‮ الصغيرة‮.
ويحمل أوباما نفس الاسم الذي يحمله والده، الذي ولد في كينيا وعمل في رعاية الماعز، لكنه حصل فيما بعد على منحة دراسية في هاواي، حيث التقى بوالدة أوباما، المولودة في كنساس، والتي انتقلت مع والديها إلى هونولولو.
وعندما كان باراك الصغير طفلا يحبو، حصل والده على فرصة للدراسة في جامعة هارفارد العريقة، لكن الأسرة لم تكن تملك المال الكافي، ثم عاد بعد ذلك إلى كينيا وحده حيث عمل كخبير اقتصادي للحكومة الكينية، ثم انفصل عن زوجته.
وعندما بلغ الصغير عامه السادس، تزوجت أمه من مدير إندونيسي لإحدى شركات النفط، وانتقلت الأسرة إلى جاكرتا، حيث عاش الصغير هناك لمدة أربع سنوات عاد بعدها إلى هاواي، حيث عاش مع جده لأمه وذهب إلى المدرسة.
العمل‮ في‮ مجال‮ القانون‮
واتجه‮ أوباما‮ إلى‮ دراسة‮ العلوم‮ السياسية‮ في‮ جامعة‮ كولومبيا‮ بنيويورك،‮ ثم‮ انتقل‮ بعد‮ ذلك‮ للعيش‮ في‮ شيكاغو،‮ حيث‮ أمضى‮ ثلاث‮ سنوات‮ في‮ العمل‮ كمنظم‮ للمجتمع‮.
وفي‮ عام‮ 1988،‮ ذهب‮ أوباما‮ للدراسة‮ في‮ جامعة‮ هارفارد‮ لدراسة‮ القانون،‮ وهناك‮ أصبح‮ أول‮ أسود‮ يتولى‮ رئاسة‮ قسم‮ القانون‮ في‮ كلية‮ القانون‮ بجامعة‮ هارفارد‮.
وبعد‮ هارفارد،‮ عاد‮ أوباما‮ مرة‮ أخرى‮ إلى‮ شيكاغو،‮ حيث‮ عمل‮ في‮ مجال‮ قوانين‮ حقوق‮ الإنسان،‮ ورفض‮ العمل‮ في‮ شركات‮ المحاماة‮ الكبرى‮ ليعمل‮ في‮ الدفاع‮ عن‮ ضحايا‮ التفرقة‮ في‮ السكن‮ والعمل‮.
وتزوج‮ أوباما‮ من‮ محامية،‮ اسمها‮ ميشيل،‮ ولديه‮ الآن‮ بنتان‮ صغيرتان‮.
ولا‮ زال‮ أوباما‮ يعمل‮ في‮ المحاماة،‮ كما‮ أنه‮ يلقي‮ بعض‮ المحاضرات‮ في‮ كلية‮ القانون‮ في‮ جامعة‮ شيكاغو،‮ وهي‮ المحاضرات‮ التي‮ يقول‮ إنها‮ تبقي‮ ذهنه‮ حاضرا‮ في‮ موضوعات‮ كالإجهاض‮ وحقوق‮ المثليين‮ جنسيا‮.
وكان‮ أوباما‮ من‮ أوائل‮ المناهضين‮ للحرب‮ على‮ العراق،‮ كما‮ أنه‮ كان‮ دائما‮ معارضا‮ لفكرة‮ الحرب‮ حتى‮ وقعت‮ في‮ مارس‮ عام‮ 2003‮.
وعندما‮ تحدث‮ أوباما‮ أمام‮ جماهير‮ الحزب‮ الديمقراطي‮ في‮ مؤتمر‮ بوسطن،‮ أشاد‮ بالجنود‮ الأمريكيين‮ الذين‮ يخدمون‮ في‮ العراق،‮ وقال‮ إنه‮ يجب‮ إعطاء‮ عائلات‮ الجنود‮ الذين‮ يقتلون‮ في‮ العراق‮ المزيد‮ من‮ الدعم‮ المالي‮.
وقال: "عندما نرسل أبناءنا وبناتنا إلى مواقع الخطر، يقع على عاتقنا التزام أن نذكر الأرقام الحقيقية وألا نخفي حقيقة ما يمرون به، وعلينا التزام بأن نرعى عائلاتهم التي غابوا عنها، وعلينا ألا نذهب إلى الحرب بعدد من الجنود أقل من أن يحسموا هذه الحرب، ويؤمنوا السلام،‮ ويحصلوا‮ على‮ احترام‮ العالم‮".
ويزداد‮ مؤيدو‮ أوباما،‮ وعندما‮ يأتي‮ عام‮ 2012،‮ سيكون‮ في‮ رصيده‮ ثماني‮ سنوات‮ من‮ عضوية‮ مجلس‮ الشيوخ،‮ وسيكون‮ أيضا‮ في‮ الرابعة‮ والخمسين،‮ وهو‮ سن‮ يقول‮ البعض‮ إنه‮ مناسب‮ ليكون‮ رئيسا‮ للولايات‮ المتحدة‮.
ويمزح‮ أوباما‮ كثيرا‮ من‮ خطأ‮ الناس‮ في‮ نطق‮ اسمه،‮ حيث‮ ينطقه‮ البعض‮ "‬ألاباما‮" كما‮ ينطقه‮ البعض‮ "‬يوماما‮".
ويقول‮ مؤيدوه‮ إن‮ اليوم‮ الذي‮ لا‮ يخطئ‮ فيه‮ أحد‮ نطق‮ اسمه‮ سوف‮ يأتي‮.
ثانيا‮ : السناتور‮ الجمهوري‮ جون‮ ماكين‮
السناتور الجمهوري جون ماكين الذي فاز بالانتخابات التمهيدية الجمهورية بولاية نيوهامشير، معروف بإرادته الصلبة حتى قبل خوضه السباق إلى البيت الأبيض، وهو الذي أمضي أكثر من خمس سنوات أسير حرب في فيتنام.
وجاء‮ فوزه‮ في‮ نيوهامشير‮ بعد‮ حلوله‮ في‮ المرتبة‮ الثالثة‮ بالمجالس‮ الناخبة‮ في‮ أيوا‮ (‬وسط‮) في‮ الثالث‮ من‮ جانفي‮.‬
وسبق‮ لماكين‮ أن‮ فاز‮ عام‮ 2000‮ بالانتخابات‮ التمهيدية‮ في‮ نيوهامشير‮ قبل‮ أن‮ ينهار‮ بعد‮ ذلك‮ أمام‮ جورج‮ بوش‮ خلال‮ الانتخابات‮ التمهيدية‮ في‮ كارولينا‮ الجنوبية،‮ وينسحب‮ من‮ السباق‮.‬
تقدم‮ العمر‮
والعائق الأساسي أمامه هو سنه، فقد ولد ماكين عام 1936 وهو بشعره الأبيض ولون بشرته الباهتة أكبر المرشحين سنا. وفي حال فوزه سيصبح في جانفي 2009 بسن الثانية والسبعين أكبر الرؤساء الأميركيين سنا (أكبر بسنتين من رونالد ريغان عندما تولى الرئاسة عام 1981).
لكن ماكين أثبت في السابق أنه مثابر، ومع أنه معروف عنه غضبه السريع لكنه يعرف كذلك كيف يكون لطيفا وغالبا ما يبدأ كلامه بعبارة "أصدقائي". وخلال الصيف قيل إن حملته تلفظ أنفاسها الأخيرة. واضطر ماكين الذي لم تكن تتوافر لديه الأموال إلى التخلي عن بعض مساعديه.
لكنه رغم ذلك واصل طريقه، وهو يتمسك بقناعاته بصلابة، ولا يتأثر بالتيارات السائدة. فرغم عدم شعبية الحرب بالعراق كان أول من طالب بإرسال تعزيزات على الأرض، وهو يعارض معارضة تامة سحب الجنود الأمريكيين من هذا البلد.
آراء‮ ومواقف‮
لكن هذا لا يعني أنه يوافق على كل شيء. وأظهر وفاء كبيرا لبوش برفضه العام 2004 عرضا من صديقه جون كيري ليخوض الحملة الانتخابية معه كنائب للرئيس، لكنه كان أول الجمهوريين الذين انتقدوا اجتياح العراق بعدد قليل من الجنود والأول الذي طالب باستقالة وزير الدفاع دونالد‮ رمسفيلد‮.‬
وقد انتقد كذلك عاليا التخفيضات الضريبية "المبالغ بها". وهو من الجمهوريين القلائل الذين يرغبون بإصلاح قانون الهجرة بشكل سخي. وقد عرض من دون جدوى مشروع قانون ينص على تعزيز عمليات التدقيق عند الحدود وتصحيح أوضاع المهاجرين غير القانونيين. وهو من القلائل أيضا بمعسكره‮ والذين‮ يهتمون‮ بمسألة‮ الانحباس‮ الحراري‮.‬
وأبدى‮ ماكين‮ كذلك‮ اختلافه‮ حول‮ مسائل‮ أخلاقية‮ مثل‮ استخدام‮ التعذيب،‮ وهو‮ أمر‮ يعارضه‮ أسير‮ الحرب‮ السابق‮ تماما‮. وهو‮ محافظ‮ صلب‮ في‮ غالبية‮ القضايا‮ الاجتماعية،‮ فيعارض‮ حق‮ الاجهاض‮ وزواج‮ مثليي‮ الجنس‮.‬
والده كان أميرالا فتطوع بطبيعة الحال بالجيش للذهاب إلى فيتنام. وأصبح بطلا بعدما أسر في معتقل هانوي هيلتون لأسرى الحرب عام 1967 إثر إسقاط طائرته القتالية بصاروخ فيتنامي شمالي. أصيب بجروح خطرة وأمضى 5.5 سنوات بهذا المعتقل بينها سنتان بالحبس الانفرادي تعرض خلالها‮ لأبشع‮ أنواع‮ التعذيب‮.‬
المواجهة‮ شرسة‮ بين‮ ماكين‮ وأوباما‮..
''‬الحملة‮ الأكثر‮ قذارة‮'' في‮ التاريخ
اتهم‮ المتحدث‮ باسم‮ المرشح‮ الديمقراطي‮ للانتخابات‮ الرئاسية‮ منافسه‮ الجمهوري،‮ جون‮ ماكين،‮ بأنه‮ يخوض‮ "‬الحملة‮ الأقذر‮ في‮ تاريخ‮ الحملات‮ الانتخابية‮ الرئاسية‮ الحديث‮".‬
وقال السيناتور الديمقراطي باراك أوباما في مدينة مانشستر بولاية نيوهامبشاير: "جون ماكين يريد مناظرة حول الأمن القومي، ليكن ذلك.. لقد حذرت من أن الذهاب إلى العراق يعني صرف أنظارنا عن أفغانستان، وجون ماكين هلل لها.. لقد كان جون ماكين مخطئاً وأنا كنت على حق."
وأضاف‮ أوباما‮: "‬إن‮ ماكين‮-‬بالين‮ سيتحدثان‮ عن‮ الخنازير،‮ وعن‮ أحمر‮ الشفايف،‮ وعن‮ باريس‮ هيلتون‮ وعن‮ بريتني‮ سبيرز،‮ ويريدان‮ تشويه‮ سجلي،‮ وسيحاولان‮ تقويض‮ مصداقيتي‮ وثقتي‮ بما‮ يريد‮ الديمقراطيون‮ تحقيقه‮."‬
وحول الإعصار "غوستاف"، قال كبير مستشاري أوباما، ديفيد ألكساندر إنه كان ينتابه قلق كبير حيال ذلك الإعصار وآثاره، وأن هذا كان سبباً في إلغاء "لقاء السبت على الهواء مباشرة"، إلا أن هناك أناساً حضروا، فكان لا بد من الرد على القضايا التي يتحدثون عنها وعن مخاوفهم‮.‬
وكانت‮ حملة‮ ماكين‮ قد‮ شنت‮ هجوماً‮ على‮ أوباما‮ قائلة‮ إنه‮ لم‮ يظهر‮ "‬أي‮ اهتمام‮" فيما‮ يخص‮ الإعصار‮ "‬غوستاف‮".‬
وجاء رد حملة أوباما على ذلك أكثر عنفاً وقسوة، فقد قال المتحدث باسم أوباما، بيل بيرتون: "نحن لن نتلقى دروساً من ماكين، الذي يدير الحملة الأقذر والأكثر لا أخلاقية في التاريخ الحديث للحملات الانتخابية الرئاسية الأمريكية".
وأضاف‮ قائلاً‮: "‬إن‮ إعلاناته‮ المخزية‮ التي‮ تحتوي‮ على‮ أكاذيب‮ مثيرة‮ للقرف‮ منتشرة‮ في‮ كل‮ مكان‮ من‮ البلاد‮ حالياً‮. إنه‮ يدير‮ حملة‮ انتخابية‮ لا‮ تنسجم‮ مع‮ المنصب‮ الذي‮ يسعى‮ وراءه‮".‬
وألغى أوباما لقاء تلفزيونياً على محطة "أن. بي. سي" ضمن برنامج "مساء السبت على الهواء مباشرة"، معتبرا أن الظهور لن يكون ملائماً بسبب المخاطر التي يواجهها سكان الولايات الجنوبية الساحلة بسبب الإعصار "آيك".
وفي‮ الأثناء،‮ أعلنت‮ حملة‮ ماكين‮ عن‮ إعلانات‮ باللغة‮ الإسبانية،‮ وأدرجتها‮ في‮ مواجهة‮ أوباما،‮ معتبرة‮ أن‮ أوباما‮ والديمقراطيين‮ أخفقوا‮ في‮ محاولات‮ إصلاح‮ قوانين‮ الهجرة‮ إلى‮ الولايات‮ المتحدة‮.‬
وجاء‮ في‮ أحد‮ الإعلانات‮: "‬أوباما‮ وحلفاؤه‮ في‮ الكونغرس‮ يقولون‮ إنهم‮ يقفون‮ إلى‮ جانب‮ المهاجرين،‮ ولكن‮ هل‮ هم‮ كذلك‮ فعلاً؟‮ إلى‮ أي‮ جانب‮ يقفون؟‮"‬
وأضاف‮: "‬لقد‮ ذكرت‮ التقارير‮ الصحفية‮ أن‮ جهودهم‮ "‬أشبه‮ بأقراص‮ مسمومة‮" أدت‮ إلى‮ فشل‮ إصلاح‮ وتعديل‮ قوانين‮ الهجرة‮".‬
وتابع الإعلان: "والنتيجة: لا برامج للعمال الزوار ولا سبيل للحصول على الجنسية ولا حدود آمنة ولا إصلاح.. هل هذا يعني أنهم إلى جانبنا؟ إن أوباما وحلفاءه في الكونغرس مستعدون لمنع إصلاح قوانين الهجرة، ولكنهم ليسوا مستعدين للقيادة".
ومن‮ المنتظر‮ أن‮ يتم‮ بث‮ الإعلانات‮ في‮ كولورادو‮ ونيومكسيكو‮ ونيفادا،‮ وهي‮ من‮ الولايات‮ المهمة‮ والتي‮ يوجد‮ فيها‮ أهم‮ أصوات‮ الناطقين‮ بالإسبانية‮ والمهاجرين،‮ في‮ انتخابات‮ نوفمبر‮ المقبل‮.‬
الاقتصاد‮ الأمريكي‮ يمرّ‮ بأزمة‮ "‬لا‮ تحدث‮ سوى‮ مرة‮ في‮ القرن‮"
ألقى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتقاعد، ألان غرينسبان، بظلال الشكّ على قرب خروج اقتصاد بلاده من فترته الصعبة، قائلا إنّ أزمة القروض أدّت إلى أزمة "لا تحدث إلا مرة في القرن" من المرجح أن تطيح بمزيد من الشركات الكبرى، قبل أن تبدأ في الهدوء. وأوضح في حوار أجرته معه قناة ABC لحساب برنامجها "هذا الأسبوع" أنّ الموقف "بصدد تجاوز كلّ ما واجهته، وأنه لم يتمّ حله بعد، كما أنّه ما زال أمامه طريق ليقطعه". وأضاف "وفي الحقيقة فإنّ الموقف سيستمر في لعب دور قوة تآكل إلى أن تستقرّ أسعار المنازل في الولايات المتحدة‮" مرجحا‮ أنّ‮ ذلك‮ لن‮ يتمّ‮ قبل‮ أوائل‮ العام‮ المقبل‮ "‬حيث‮ أنّ‮ احتمالات‮ كساد‮ الاقتصاد‮ الأمريكي‮ تزايدت‮ في‮ الشهور‮ الأخيرة‮".
وقال‮ "‬لا‮ يمكنني‮ أن‮ أعتقد‮ أنّ‮ أزمة‮ مالية‮ تعدّ‮ الوحيدة‮ في‮ القرن،‮ يمكنها‮ أن‮ تحدث‮ من‮ دون‮ أن‮ يكون‮ لها‮ تداعيات‮ على‮ الاقتصاد‮ الكوني،‮ وأعتقد‮ أنّ‮ ذلك،‮ في‮ حقيقة‮ الأمر،‮ بصدد‮ الحدوث‮".
وفي‮ فترة‮ تتميّز‮ بتراجع‮ أسعار‮ النفط‮ والغذاء،‮ بما‮ زاد‮ من‮ تكهنات‮ احتمال‮ أن‮ يساعد‮ ذلك‮ في‮ تجنّب‮ الكساد،‮ قال‮ غرينسبان‮ "‬لا‮ يمكنني‮ أن‮ أراهن‮ على‮ ذلك‮".
وأدّت الأزمة حتى الآن، إلى انهيار بنوك من أبرزها بنك الاستثمار بير ستيرنز، ووضع الإدارة الأمريكية يدها على عملاقي الائتمان "فاني مي" و"فريدي ماك" وأزمة عميقة في بنك "ليمان براذرز" بعد خسارته سبعة مليارات دولار كأصول للاستثمار العقاري.
وتوقّع غرينسبان، الذي غادر منصبه في 2006، إنه توقّع مزيدا من الخيبات قبل أن تخفّ الأزمة، قائلا "في الوقت الذي ينبغي أن لا يحاول فيه المسؤولون حماية أي مؤسسة، ينبغي أيضا أن تتمّ مساعدة الشركات على تجنب أن تنهار بشكل تخريبي حاد".
وسبق‮ لغرينسبان‮ أن‮ تعرض‮ لموجة‮ انتقادات‮ حتى‮ بعد‮ مغادرته‮ منصبه،‮ لأنه‮ أبقى‮ أسعار‮ الفائدة،‮ على‮ ودائع‮ المدى‮ المتوسط،‮ منخفضة‮ لمدة‮ طويلة،‮ مما‮ أدى‮ إلى‮ أزمة‮ سوق‮ العقارات‮.
غير‮ أنّ‮ غرينسبان‮ اعتبر‮ أنّ‮ الأزمة‮ لا‮ تتعلق‮ بالقروض‮ بحدّ‮ ذاتها،‮ وإنّما‮ في‮ تحويلها‮ إلى‮ ضمانات‮ وأصول‮ يتمّ‮ بيعها‮ للمستثمرين‮.
ويقول منتقدون لغيرنسبان إنّه كان يشجع الرهن العقاري غير المعياري ذي سعر الفائدة المعدل، الأمر الذي غذى فقاعة الإسكان؛ كما أنه كان عليه أن يكبح جماح فقاعة سوق البورصة التي استمرت طيلة التسعينيات، وأنه كان عليه أن يفعل نفس الشيء مع فقاعة العقارات السكنية التي‮ شهدتها‮ السنوات‮ السابقة‮ من‮ القرن‮ الواحد‮ والعشرين‮.
ويذكر‮ أنّ‮ غرينسبان‮ قاد‮ دفة‮ الاقتصاد‮ الأمريكي‮ في‮ زمن‮ شهد‮ فترتي‮ ركود‮ وانهيار‮ اقتصادي‮ في‮ آسيا‮ وأزمات‮ مصرفية‮ وأخرى‮ خاصة‮ بالصناديق‮ عالية‮ المخاطر‮ وانفجار‮ فقاعة‮ الإنترنت‮ وهجمات‮ 2001‮.
وفي حين يدفع بعض المنتقدين بأن الزيادات المحمومة في أسعار الفائدة التي قام بها مجلس الاحتياطي الفيدرالي أدت إلى ركود لفترة وجيزة في مطلع تسعينيات القرن العشرين، يصر آخرون على أن الخفض الحاد في معدلات الفائدة على الودائع قصيرة الأجل بين 2201 و2002، ربما أسهم‮ في‮ خلق‮ الفقاعة‮ التي‮ شهدها‮ قطاع‮ الإسكان‮ مقارنة‮ بتلك‮ التي‮ شهدتها‮ الأسواق‮ المالية‮ أواخر‮ تسعينات‮ القرن‮ الماضي‮.
وعموما‮ فإنّ‮ عددا‮ من‮ المحللين‮ قالوا‮ لدى‮ توديع‮ غرينسبان‮ إن‮ تأثيره‮ في‮ الاقتصاد‮ ربما‮ لن‮ يتضح‮ قبل‮ مرور‮ سنوات‮.‬
ماكين‮ وأوباما‮ ومزايدة‮ في‮ حب‮ الدولة‮ العبرية‮
لعل‮ الدلالة‮ الأبرز‮ لمهرجان‮ التنافس‮ في‮ حب‮ الدولة‮ العبرية‮ بين‮ المرشح‮ الجمهوري‮ (‬ماكين‮) ومنافسه‮ الديمقراطي‮ (‬أوباما‮) هي‮ تلك‮ المتعلقة‮ بالمدى‮ الرهيب‮ الذي‮ وصله‮ النفوذ‮ الصهيوني‮ في‮ الولايات‮ المتحدة‮.
نعلم أن أصحاب نظرية أن الدولة العبرية مجرد أداة من أدوات السياسة الأمريكية، وأنها مجرد "دولة وظيفية" لن يغيروا رأيهم، ولن يروا الفارق بين ما كان عليه الحال قبل عقود، وبين المرحلة الأخيرة بعدما سيطر اللوبي الصهيوني على الكونغرس، ومن بعده الرؤساء، كما في حالة‮ كلينتون،‮ وعلى‮ نحو‮ أكثر‮ وضوحاً‮ وحسماً‮ في‮ حالة‮ بوش،‮ وصار‮ بوسعه‮ فرض‮ سياسات‮ تتناقض‮ حتى‮ مع‮ المصالح‮ الأمريكية،‮ مثل‮ الحرب‮ على‮ العراق‮ (‬نذكّر‮ هنا‮ بدراسة‮ هارفارد‮ الشهيرة‮).
ما جرى خلال الأيام الأخيرة، وقبله مهرجان الإذلال للمرشحين، لا سيما أوباما أمام منظمة "الإيباك" الصهيونية، يؤكد ذلك بكل وضوح، إذ بات الموقف من الدولة العبرية من أهم محاور حملة الانتخابات، ربما لأن أصحابها هم الذين بوسعهم ترتيب سائر الأوراق الأخرى في الحملة،‮ بما‮ فيها‮ الداخلية،‮ وبالطبع‮ عبر‮ ما‮ يملكونه‮ من‮ نفوذ‮ سياسي‮ واقتصادي‮ وإعلامي‮.
بعد أسابيع من وقوفه أمام "الإيباك" لتأكيد ولائه للدولة العبرية، على أمل كسب، وأقله تحييد اليهود الذين يبدون أقرب لمنافسه ماكين، قام أوباما بالحج إلى الدولة العبرية ليغازل أتباعها من هناك: من حائط المبكى ومن النصب التذكاري لضحايا الهولوكوست، ومن سديروت.
في الجانب الإخراجي الذي يداعب قلوب اليهود: اعتمر أوباما القلنسوة اليهودية ووضع ورقة أمنياته في "حائط المبكى"، بينما تفقد سديروت، تلك المدينة التي يقصفها "الإرهابيون الفلسطينيون" بصواريخهم، فيما خط بقلمه في كتاب نصب "الهولوكوست" كلاماً عاطفياً صيغ بعناية يقول: "ليأتي أولادنا إلى هنا ويعرفوا هذا التاريخ حتى يمكنهم ضم صوتهم لشعار: لن يحدث ثانية"، لكأنهم في حاجة إلى ذلك، هم الذين تجلدهم وسائل الإعلام بحشود من البرامج والأفلام التي تكرّس عندهم تلك العقدة.
في المقابل لم تدم زيارة أوباما لرام الله أكثر من ساعة واحدة 35 (للطرف الثاني)، رفض خلالها تناول الغداء أو وضع إكليل من الزهور على قبر ياسر عرفات، أو حتى عقد مؤتمر صحفي، خشية الأسئلة المحرجة عن الاستيطان والممارسات الإسرائيلية.
في السياق السياسي فاجأ أوباما الإسرائيليين من جديد، ليس فقط بتأكيده من جديد على القدس عاصمة موحدة لكيانهم، وإن في إطار تفاهمات الوضع النهائي، بل أيضاً بتركيزه على سائر الملفات الأخرى التي تعنيهم (التحالف الاستراتيجي وضمان أمن الدولة العبرية، الموقف من السلاح النووي الإيراني، تأييد الغارة على المنشأة السورية التي قيل إنها نواة مشروع نووي)، مع حديث عن ضرورة فك التحالف بين سوريا وإيران، فضلاً عن الإشادة العاطفية بما أسماه "معجزة" إنشاء "إسرائيل".
من جانب آخر، ورغم تقديم ماكين لما يكفي من الأدلة على تقدمه المشهود في مضمار خدمة الدولة العبرية، تماماً كما هو حال سلفه بوش، إلا أنه خشي على ما يبدو من تأثيرات زيارة أوباما، فكان أن منح مقابلة غير مسبوقة من مرشح رئاسي أمريكي للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي،‮ أعاد‮ فيها‮ التأكيد‮ على‮ دعمه‮ الشديد‮ للدولة‮ العبرية‮.
سيقال إن ذلك كله محض مزايدات انتخابية، الأمر الذي لا يبدو صحيحاً في واقع الحال، لأن أياً من المرشحين لن يكون بوسعه المساومة على دعم الدولة العبرية، ليس تمهيدًا للولاية ثانية فحسب، بل كذلك خوفاً من النفوذ الصهيوني الهائل في الكونغرس وسائر القطاعات، والذي يمكنه إثارة المتاعب لأي رئيس. وعندما أحاط أوباما نفسه بعدد من رموز الصهاينة ذوي الصلة بالملف الإسرائيلي (دينيس روس، مارتن إنديك، دان كيرتزر، أرون ميلر)، فقد كان يدرك أهمية ذلك لحملته الانتخابية، ومن ثم لوضعه بعد الفوز.
وهكذا‮ وإن‮ تغير‮ رؤساء‮ البيت‮ الأبيض‮ فالسياسية‮ الأمريكية‮ ومصالحها‮ الاستراتيجية‮ لن‮ تتغير‮ وسيتنفس‮ الكثير‮ الأكسجين‮ النقي‮ بعد‮ ذهاب‮ بوش‮ وسياسته‮ العرناْ‮ ولكن‮ هل‮ تخلف‮ النار‮ الرماد‮ دائما‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.