أكد أمس الرئيس المدير العام للشركة الجزائرية للتأمينات ورئيس اتحاد التأمين وإعادة التأمين عمارة عتروس، أن حوادث المرور كلفت شركات التأمين الجزائرية ما قيمته 26 مليار دينار خلال 2007، فيما أعلن عن تسجيل 45 ألف حادث مرور سجل منذ مطلع السنة الجارية وإلى غاية أكتوبر الماضي وخلف 34 ألف قتيل، حسب الإحصاءات الرسمية التي قال إنها تدفع إلى توقع ارتفاع محسوس في فاتورة التأمين على حوادث المرور خلال السنة الجارية، حيث أحصت مصالح الدرك الوطني خلال السداسي الأول من هذا العام، 900 حادث مرور تسببت فيه حافلات نقل المسافرين، خلفت أزيد من 270 قتيل وإصابة 1913 آخر بجروح، وسجلت أغلب الحوادث في الجهة الشرقية للوطن بأكثر من 1303 جريح ووفاة 73 شخصا. وقال مدير الشركة الجزائرية للتأمينات في تصريح للقناة الإذاعية الوطنية الثالثة أن نصف مبلغ ال 26 مليار دينار الذي دفعته شركات التأمين عن حوادث المرور ذهب إلى تعويض المتضررين من هذه الحوداث، فيما تشير الإحصاءات التي كشف عنها عمارة عتروس أن النصف الثاني من المبلغ هو عبارة عن التعويض عن الأضرار التي لحقت بالممتلكات. ومن جهة أخرى، أبدى المتحدث أسفه لعدم إقبال الجزائريين على تأمين مركباتهم ضد الكوارث الطبيعية، معتبرا أن نسبة 5 بالمائة فقط من الحظيرة الوطنية مؤمنة ضد هذه الكوارث، مضيفا أنه منذ عام 2004، لم يتم تسجيل سوى 300 ألف عقد للتأمين ضد الكوارث الطبيعية. وعرفت الجزائر في السنوات الأخيرة تصاعدا مذهلا لحوادث المرور المتعلقة بحافلات نقل المسافرين، والمركبات الخاصة بشكل عام، حيث ارتفع معها عدد الضحايا بالشكل الذي أثار تخوف القائمين على قطاع النقل والمواطن والإعلام على حد سواء. وبالنظر إلى عدد الحوادث التي سجلتها مختلف وحدات الأمن والدرك الوطني على المستوى الوطني خلال السداسي الأول من السنة الجارية تدعو إلى التساؤل عما إذا كانت المركبة وسيلة نقل أم قتل بسبب العدد الضخم للضحايا، سواء بالنسبة للقتلى أو الجرحى، أو الخسائر المادية مثلما حدث في أوت المنصرم للحافلة التي كانت تقل أزيد من 50 مسافرا بمعسكر، حيث خلف الحادث 23 قتيلا و13 جريحا. وبحسب إحصاءات حديثة للمركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرقات أن طرقات الجزائر تسجل معدل "وفاه11 شخصا يوميا وإصابة 150 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة جراء حوادث المرور، في وقت تدرج التقارير الجزائر في المرتبة الثالثة عالميا من حيث حوادث المرور بتسجيلها أعلى نسبة في العالم من حيث حوادث المرور، وفقا للتقرير الذي نشرته وزارة النقل الجزائرية والذي أفاد أن عدد حوادث المرور المسجلة في الجزائر يفوق 12 مرة ما يسجل في ايطاليا و13 مرة ما يسجل في الولاياتالمتحدةالأمريكية و10 مرات ما يسجل في فرنسا.