انتقد الحاج عمر محداد عضو المجموعة النيابية للثلث الرئاسي بمجلس الأمة أمس بشدة ما صدر عن الجنرال المتقاعد رشيد بن يلس قبل أسبوعين ضد شخص رئيس الجمهورية، مؤكدا أن وزير النقل الأسبق أبعد ما يكون عن تقييم الرجال وقدرات الرئيس بوتفليقة على أداء مهامه الوطنية، واستغل المناسبة لعرض جانب من سجل بن يلس السيئ في إدارة وزارة النقل. وأشار عضو مجلس الأمة في رسالة تلقت "المستقبل" نسخة منها إلى الفترة التي قضاها بن يلس في منصبه الوزاري والتى "لا تشهد إلا على تفكيك شركة النقل الحضري بالعاصمة"، مشيرا إلى "عدم أهليته للمهام التي تولاها فهو لم يكن يعرف أين تقع أقرب ثكنة، أما بالنسبة للنقل فتركته لم تكن سوى ثغرة كبيرة في المجرة حيث يختفي فيها كل شيء". وتساءل كيف أصبح بن يلس عضوا في قيادة حزب جبهة التحرير في عهد الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد وهو الذي لم يعرف له نضال في تاريخ الحزب إلى درجة أنه لا يملك حتى بطاقة مناضل. وفضح عضو مجلس الأمة مغالطات بن يلس بخصوص قدرات الرئيس بوتفليقة على ممارسة مهامه وقال محاورا إياه "صرّحتَ بمعارضتك لتعديل الدستور فلتكن صريحا هل لمستم فعلا تراجعا للقدرات الفكرية للرئيس بوتفليقة". ويجيب بدله "أعماله وقراراته أليست تلك الصادرة عن رئيس يتوفر على قدرات الحكم والقيادة؟" "صحيح -يقول السيناتور عمر محداد - أنه، أي الرئيس بوتفليقة، لا يملك جسدا رياضيا للمشاركة في سباق ماراتون، ولكنه في صحة تؤهله لمواصلة برنامجه وقيادة الدولة نحو السلم والتنمية والتقدم". وجزم عضو مجلس الأمة بأن معارضي الرئيس" لا يملكون إلا خطبا مزيفة وبرنامجهم الوحيد قائم على نقد إنجازات الرجال والتى لا يمكن للتاريخ أن يحجبها وهي محاولات تظل عقيمة وصادرة من أمثال الجنرال بن يلس الذي يمضي كل وقته بحثا عن الترفيه السياحي والتنزه بعيدا عن تحسس التحولات التي حصلت في الجزائر العميقة. إنها تهدف يقول السيناتور قطع الطريق أمام البرنامج الرئاسي دون التفكير في الآثار المأساوية لخططهم على الجزائريين والشباب. وتساءل ماذا سيفكر فيه شاب مفعم بالحيوية والنشاط والعمل لتطوير بلده حين تلقبه بالوضيع. إنه فعلا سيقرر وضع حد لتنفيذ طموحاته لأنه كُسّر قبل حتى أن يولد بسبب من فقدوا كل حشمة وضمير لا ينظرون إلا بعين الاحتقار لشعبهم". وخاطب السيناتور الجنرال المتقاعد رشيد بن يلس قائلا:" اذهب وقم بجولة في دول الجوار ولا تبق فقط في المركبات السياحية. اذهب إلى عمق الأحياء والقرى البعيدة سترى بأن وضع تلك البلدان ليس أحسن حالا مما لدينا، مع الفارق بيننا وبينهم بسبب تاريخ الجزائر المؤلم في إشارة إلى الفترة الاستعمارية التي لا تزال أثارها لم تختف بعد". ويعلق عضو مجلس الأمة على ما جاء في بيان الجنرال بن يلس قائلا:"لما تقولون إن المقارنة غير مناسبة فإن الأمر بكل بساطة عبارة عن تمرين منطقي لأنه لا يمكن مقارنة بطريقة تحليلية بين بلدان يختلف تاريخها تماما. وأشار إلى الخلاف البين بين ما عاشته تونس والمغرب من ظاهرة انتداب وحالة الجزائر التي تعرضت لاستعمار عنيف بينما تونس والمغرب خضعا للحماية فقط. ودعا السيناتور في رسالته الجنرال بن يلس لإبداء قدر من الحشمة، موضحا أن ترشح بوتفليقة لعهدة ثالثة سيسمح بإكمال بعض مشاريع برنامجه الذي بدأه لإعادة الجزائر إلى مسرح الأمم وتمكين الجزائريين من العيش في كرامة ورفاهية. وأضاف عضو مجلس الأمة" لحسن الحظ أن الرجال الذين لا يزالون يصنعون التاريخ التزموا بوضع حد للعنف وإعادة الأمل لأمة بأسرها من بينهم عبد العزيز بوتفليقة في حين لم تفرض أنت موجها كلامه للجنرال بن يلس وجودك في أي مكان سيدي الجنرال. وخاطبه مجددا ما الذي يهمك أكثر نفسك أم الجزائر ؟ كما تضمنت الرسالة التي وجهها عضو مجلس الأمة عرضا تاريخيا عن قصة لقائه بالجنرال بن يلس وأفرز مساحة كبيرة للمؤامرة التي تعرض لها الرئيس بوتفليقة وعائلته في الثمانينيات حيث لم يمنع وزير الخارجية الأسبق من خلافة الرئيس الراحل هواري بومدين، فحسب بل وتم تلفيق تهم له بالفساد وطردت أمه من مسكنها ومنعت من أخذ الملابس التي كانت ترتديها. في محاولة للتأثير على بوتفليقة التي كانت كل شيء بالنسبة إليه. ويرى المتتبعون للشأن السياسي في الجزائر أن هذه الرسالة تأتي كصفعة لكل من يريد الاصطياد في الماء العكر خاصة وأن المرحلة تتطلب العودة إلى الشعب لأخذ الشرعية منه بعيدا عن الدسائس والمناورات وصدق من قال "لا ترم الرجال بالحجارة إن كان بيتك وسخا ومن زجاج".