تجمع آلاف الجزائريين أمس بدار الشعب بالعاصمة للتنديد بالإرهاب الصهيوني والعدوان الإسرائيلي على غزة، حيث شاركت في هذا التجمع أحزاب التحالف الرئاسي إلى جانب أحزاب أخرى، بالإضافة إلى ممثل السفارة الفلسطينيةبالجزائر وسامي أبو زهري الناطق الرسمي باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس، وألهب الخطباء حماسة القاعة التي رفع بها المتجمعون شعارات ساخطة على الهمجية الإسرائيلية وحرب الإبادة التي تشنها هذه القوات على المدنيين الفلسطينيين. سامي أبو زهري، الناطق باسم حماس والذي يوجد منذ أيام بالجزائر، شدد على أن المقاومة في غزة لن تستسلم أمام العدوان الإسرائيلي، وقال "يريدون منا أن نرفع الرايات البيضاء لكن غزة لن تستسلم والمقاومة لن تستسلم"، وأضاف أمام أهازيج وزغاريد الجماهير الذين غصت بهم قاعة دار الشعب "رغم القهر والبطش فإن الاحتلال الإسرائيلي سيفشل وغزة والمقاومة ستنتصر"، ووجه الناطق باسم حماس رسالات مشفرة عندما قال "من أراد أن يتفاوض فليتفاوض، ومن أراد أن يستسلم فليستسلم، لكن المقاومة لن تركع"، وبخصوص مطلب بعض الدول العربية والسلطة الفلسطينية بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني أكد أبو زهري أن حماس لن تتعامل مع أي قوات دولية وستعتبرها قوات احتلال. من جانبه، شدد عبد العزيز بلخادم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني على أن النصر آتٍ، معتبرا أن قضية غزة هي قضية الأمة وقضية كل الشرفاء في العالم، داعيا إلى "تحرير فلسطين كل فلسطين" مما يعني أن الأفلان أصبح يرفض إقامة دولة فلسطين عند حدود 1967 فقط بل يطالب بزوال إسرائيل، وقال بلخادم مناديا الفلسطينيين "رايتكم لا تخذلوها ولا تمنحوها إلا للمقاومة" مشددا على أن فلسطين ستتحرر. أبوجرة سلطاني، رئيس حركة مجتمع السلم، دعا سكان غزة إلى الصمود وقال "صبرا أهل غزة" مشدد على "رفضنا أن توطأ رؤوسنا" وأكد على دعم الجزائر للمقاومة بقوله "رسالة الجزائر إليكم يا أهلنا في غزة نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة". حزب العمال ممثلا في أمينته العامة طالب الحكومات العربية بدعم المقاومة بالسلاح في غزة وفي رام الله وفي القدس، وطالبت حنون بالخروج في مسيرات شعبية للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة لرفع رأس الجزائر، ودعت الجماهير المتجمهرة إلى ترديد شعارات من بينها "يا شباب، يا شباب... إسرائيل هي الإرهاب". وقام شباب متجمعون بحرق العلم الإسرائيلي وتمزيقه تحت هتافات الجماهير المحتشدة داخل باحة دار الشعب بعدما منعت الأمطار المتهاطلة بغزارة من تنظيم التجمع في أمام دار الشعب (مقر نقابة الاتحاد العام للعمال الجزائريين)، الذي أكد ممثله في كلمته أمام الجماهير بتحركه على المستوى العربي والعالمي في دعم صمود غزة، حيث كشف صالح جنوحات الأمين الوطني المكلف بالمالية عن تواجد ممثلين للاتحاد في سوريا للتشاور حول كيفية دعم المقاومة، وسيشارك الاتحاد في لقاء آخر مع الاتحاد العالمي للعمال للتأكيد على رفض العدوان الإسرائيلي على غزة. وأبرز تجمع أمس الذي شاركت فيه العديد من الأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية والتنظيمات الطلابية عن مدى مساندة الشعب الجزائري للمقاومة في غزة، حيث رفعت شعارات "أوقفوا العدوان.. ارفعوا الحصار.. افتحوا المعابر"، "يا صهيون شدوا رحالكم فلسطين ماهيش بلادكم"، "يا للعار يا للعار غزة تحت الحصار"، وحضرت قوات مكافحة الشغب بقوة، ولكن لم تحدث أي مصادمات، وانفض التجمع دون مشادات بين المتجمعين ورجال الأمن رغم دعوات البعض إلى تحويل هذا التجمع الحاشد إلى مظاهرات سلمية.