علمت "المستقبل" من مصادر مطلعة أن قسما هاما من المساعدات الجزائرية التي أرسلت لأهالي غزة قد تم دخولها معبر رفح المصري إلى الأراضي الفلسطينية. وتضم المساعدات الجزائرية سيارتي إسعاف في انتظار الأدوية والمواد الغذائية. وأرسلت الجزائر لحد الآن حوالي مائة طن من الدعم لأهالي غزة أحدثها طائرتان جزائريتان حطتا أول أمس السبت بمطار العريش محملتين ب 30 طنا من المواد الغذائية والأدوية وسيارتي إسعاف مجهزتين بالمستلزمات الطبية الاستعجالية كشحنات جديدة تضامنا مع أهالي غزة الذين يعانون من التقتيل الاسرائيلي المتواصل لأكثر من نصف شهر دون انقطاع. وأكدت مصادر فلسطينية خبر تحويل سيارتي الإسعاف الجزائريتين إلى رفح ضمن قافلة من الآليات رخص لها بالمرور إلى الأراضي الفلسطينية عبر معبر رفح. ونقلت مصادر إعلامية، من جهة أخرى، عن مسؤول المعابر بالسفارة الفلسطينية في القاهرة خالد عطية انه تم يوم (السبت) إدخال قرابة 2003 طن من المساعدات الغذائية والطبية المقدمة من دول عديدة إلى قطاع غزة عبر معبر رفح المصري. وقال المسؤول الفلسطيني إن الجزائر قدمت ستة أطنان، وقطر خمسة أطنان، وجنوب إفريقيا ثلاثة أطنان. وأضاف انه تم أيضا إدخال خمس سيارات إسعاف، واحدة مقدمة من اتحاد الأطباء العرب، واثنتان من ليبيا واثنتان من الجزائر إلى غزة. وفي السياق ذاته، أوضح الناطق الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير حسام زكي أن السلطات المصرية قامت بإدخال ما يزيد عن 900 طن من المساعدات الطبية والدوائية و15 مولدا كهربائيا و15 سيارة إسعاف إلى قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في 27 ديسمبر الماضي. ويطرح العديد من المراقبين مشكلة الإسراع في إدخال الأدوية والمساعدات الغذائية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، خاصة في ظل تزايد عدد الشهداء إلى 879 شهيد و3695 جريح. من جانب آخر، تمكن طبيبان من الهلال الأحمر الجزائري أمس من الدخول إلى قطاع غزة عبر منفذ رفح البري للمساهمة في مساعدة المواطنين الفلسطينيين في غزة الذين يعانون من ويلات العدوان الإسرائيلي الهمجي. وقد صرح رئيس الهلال الأحمر الجزائري، حاج حمو بن زغير، أمس، أن الطاقم الطبي الجزائري الذي حل يوم أمس بمدينة العريش بمصر يسعى إلى إجراء تقييم ميداني للوضع الطبي السائد في قطاع غزة حتى تكون المساعدة الجزائرية "ملائمة ومعتبرة وفعالة". وأوضح بن زغير أن "الطاقم الجزائري سيقوم بتقييم ميداني للأوضاع الصحية، وذلك بالتنسيق مع الهلالين الأحمرين المصري والفلسطيني واللجنة الدولية للصليب الأحمر لكي تكون المساعدة الجزائرية ملائمة ومعتبرة وفعالة". كما أضاف رئيس الهلال الأحمر الجزائري أن الأمر يتعلق بالعمل مع التنسيق مع الطرف المصري لا سيما مع وزارة الصحة، وذلك "لتحديد الحاجيات وطريقة التدخل سواء عن طريق إجلاء الجرحى الفلسطينيين باتجاه الجزائر أو بالتكفل بهم على مستوى المستشفيات المصرية". وفي هذا السياق، أوضح رئيس الهلال الأحمر الجزائري أن طاقما متعدد التخصصات يضم 12 طبيبا متأهب لتدخلات محتملة. ويتمثل الهدف الثالث في "إنجاز دراسة من طرف هذا الطاقم تتعلق بإجلاء محتمل للجزائريات المقيمات في قطاع غزة مع عائلاتهن". وقد أفادت مصادر من البعثة الدبلوماسية الجزائرية المتواجدة بمعبر رفح أمس أن الجهود المبذولة لإجلاء العائلات الجزائرية من غزة متواصلة، وأن سيدة جزائرية تمكنت رفقة أبنائها الخمسة من الوصول إلى مدينة رفح الفلسطينية في انتظار إتمام الإجراءات الأمنية الضرورية التي يمكن أن تدوم أكثر من 48 ساعة لدخولها الأراضي المصرية. وذكر قنصل الجزائر بمصر المتواجد بمنفذ رفح أنه على اتصال دائم مع باقي العائلات الجزائرية المقيمة بغزة والمقدر عددها بحوالي خمس عائلات في انتظار دخولها في أمان إلى التراب المصري.