طالب الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز أول أمس في رسالة هي الثانية خلال شهر إلى بان كي مون الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة بالتدخل العاجل لوقف التصعيد العسكري المغربي على الحدود الشماليةالشرقية للصحراء الغربية. حذرت جبهة البوليزاريو في ذات الرسالة من خطورة هذا التصعيد المغربي الذي بدأ منذ شهر أكتوبر الماضي بترميم الجدار العسكري المغربي وتوسيعه وتحصين قواعده ما يعتبر خرقا للهدنة المبرمة بين الطرفين. ووصفت الرسالة هذا التصعيد العسكري بالتحرش والعمل الاستفزازي المرفوض من طرف جبهة البوليزاريو. ودعا الأمين العام لجبهة البوليزاريو إلى الضغط على المغرب من أجل الامتثال لمقتضيات الشرعية الدولية والشروع في مفاوضات مباشرة جادة لتمكين الشعب الصحراوي من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والإستقلال. وذكّرت البوليزاريو الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالرسالة الأولى التي أشارت إلى التحركات المغربية على الحدود الشماليةالشرقية للصحراء الغربية، والذي مازال مستمرا في أشغال الجرافات والشاحنات وغيرها من الآليات في أغراض عسكرية معلنة، مع تجاهل نصوص إتفاق وفق إطلاق النار الذي تشرف عليه الأممالمتحدة منذ 6 سبتمبر 1991. وتترافق هذه الأعمال العسكرية مع قيام القوات المغربية بمهاجمة الحيوانات التي تخص السكان الصحراويين على جانبي الجدار العسكري، حيث قتلت وجرحت منذ شهر نوفمبر 2008 العشرات من رؤوس الإبل. وتتمادى السلطات المغربية في إنتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربيةالمحتلة بشهادة منظمات دولية وازنة مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايس ووتش وغيرها، وتتمادى أيضا في انتهاكها لمقتضيات إتفاق وقف إطلاق النار وتهديد سلامة وأمن المواطنين الصحراويين ومواشيهم على جانبي الجدار العسكري. وحمّل الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز في رسالته إلى بان كي مون، الحكومة المغربية كامل المسؤولية عن كل ما قد ينجر عن هذه الأعمال العسكرية الخطيرة من تبعات وآثار على الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة، في وقت يستعد مبعوث الأمين العام للامم المتحدة الى الصحراء الغربية كريستوفر روس للشروع في مهمته. وكان المنسق الصحراوي لبعثة المينروسو محمد خداد قد كشف أنه جرت محادثاث مع كريستوفر روس المبعوث الشخصي لبان كي مون حول مسألة التصعيد العسكري المغربي على الحدود الشمالية الشرقية للصحراء الغربية. ويرى مراقبون للنزاع في الصحراء الغربية أن المغرب يحاول بتصرفاته الأخيرة سواء بالتصعيد العسكري على هذه الحدود وإغلاق سفارته بكاركاس إلى فرض الأمر الواقع على الشعب الصحراوي وفرض خيار الحكم الذاتي الذي تطرحه السلطات المغربية على طاولة المفاوضات قبل الجولة الخامسة من المفاوضات المرتقبة بينه وبين جبهة البوليزاريو وذلك بالضغط على المجتمع الدولي وكسب الود الإسرائيلي وتأييد الإدارة الامريكيةالجديدة لطموحاته التوسعية في المنطقة وجر الشعب الصحراوي إلى قبول مشروع الحكم الذاتي كوضع نهائي للنزاع في الصحراء الغربية.