في موجة جديدة من الاستقالات التي يعرفها حزب جبهة القوى الاشتراكية، أعلن عبيد ناصر، عضو بارز في الأفافاس بتيزي وزو والذي انخرط فيه منذ 1990، استقالته من أقدم حزب معارض في الجزائر، داعيا في بيان له تسلمت "المستقبل" نسخة منه أمس الأول سكان منطقة القبائل عدم الاستجابة لدعاة المقاطعة. ويمثل عبيد ناصر ثقلا بحزب جبهة القوى الاشتراكية في تيزي وزو حيث تولى عدة مناصب هامة كنائب أول لرئيس المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو خلال الفترة الممتدة من 2002 إلى 2005، وكان أمينا بلجنة الأربعاء ناث راثن خلال الفترة الممتدة من 1996 إلى 2000، وتأتي هذه الاستقالة بعد أيام قليلة من استقالة رئيس بلدية ذراع بن خدة من الأفافاس وإعلانه مساندته للمترشح عبد العزيز بوتفليقة. وسبق لرئيس المجلس الولائي ومناضلين من الجبهة القوى الاشتراكية بباتنة أن قدم استقالات جماعية من الحزب في شهر فيفري الفارط منتقدا قراره بمقاطعة الانتخابات الرئاسية. كما تلقى الأفافاس هزة قوية بعد أن تخلى عنه أحد أعمدة الحزب في ولاية الشلف الذي قدم استقالته رافضا قرار الحزب مقاطعة الانتخابات ومنتقدا الوضع الذي آل إليه الحزب تحت "قيادة" كريم طابو. وإن كان الحزب قد تلقى عدة هزات خارج معاقله في منطقة القبائل فإن موجة الاستقالات التي مست أركانه في تيزي وزو تطرح أكثر من تساؤل حول وضعيته السياسية التي آل إليها منذ تولي كريم طابو للأمانة العامة للحزب وإخفاقه في محليات 2007 في الوقت الذي لا يزال زعيمه التاريخي حسين آيت أحمد مقيما خارج الوطن في سويسرا، مما زاد في إضعاف مكانته قبيل إجراء الرئاسيات بأيام فقط. وتجدر الإشارة إلى أن المترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة حظي باستقبال الفاتحين في تيزي وزو التي خرج أبناؤها عن بكرة أبيهم لاستقباله بعد سنوات من المقاطعة والمعارضة لكل ما يرمز للسلطة، حتى أن المترشح بوتفليقة تفاجأ للجماهير الكبيرة التي خرجت لاستقباله والذين اكتظت بهم الساحات والشوارع، مما يوحي بتغير الكثير من المعطيات في منطقة القبائل وتقلص مكانة الحزبين التقليديين في منطقة القبائل لحساب المترشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة.