الارسيدي والافافاس يقاطعان الرئاسيات تحوّل قرار مقاطعة الإنتخابات الرئاسية، من طرف بعض الأحزاب السياسية، إلى قنابل بدأت تنفجر بين أحضان هذه التشكيلات، فبعدما أعلن المرشح للرئاسيات بإسم حركة الإصلاح الوطني، جهيد يونسي، أن بعض الأحزاب ومنها الأرسيدي، جمعوا لصالحه توقيعات الترشح، أعلن الاثنين ، المكتب الولائي للأفافاس بباتنة، أن أعضاءه قرروا المشاركة في رئاسيات التاسع أفريل المقبل ودعم المترشح عبد العزيز بوتفليقة. * التمرد والعصيان الإنتخابي الذي إختاره مناضلون ونواب من التجمع من أجل الثقافة والديمقراطة وجبهة القوى الإشتراكية، يأتي بعد ما قررت قيادة الحزبين مقاطعة الإنتخابات الرئاسية، إحتجاجا على ما إعتبرته "غلق اللعبة الإنتخابية" وما أسمته "حسم النتائج بطريقة إستباقية"(...)، ويرى مراقبون أن إلتحاق بعض نشطاء وأتباع سعيد سعدي وحسين آيت أحمد، فجأة ودون سابق إنذار بالمشاركين في الإنتخابات الرئاسية، هو ضربة سياسية موجعة للحزبين اللذان يصنفان نفسيهما ضمن طابور الديمقراطيين. * ولم يتردد مكتب الأفافاس بباتنة، في بيان له، تسلمت "الشروق" نسخة منه، ووقعه أمينه الولائي وعضو المجلس الوطني للحزب، عن السير ضد تيار القيادة التي يمثلها كريم طابو كأمين عام، وأعلن مكتب باتنة: "نحن أعضاء المجلس الولائي ومناضلي الحزب، قررنا المشاركة في الإنتخابات الرئاسية ودعم المترشح الحر، عبد العزيز بوتفليقة"، وأضاف البيان: "المشاركة في جميع التجمعات الخاصة بالحملة الإنتخابية للمترشح والمناضل بوتفليقة"، وكذا "الذهاب إلى صناديق الإنتخاب يوم 9 أفريل المقبل". * وشدد المكتب الولائي للأفافاس: "إننا لا نعترف بالقرارات الصادرة عن كريم طابو الذي لا يمثل سوى نفسه، والتي نعتبرها أنها تحدث شرخا في وحدة الوطن وهويته". * وترى أوساط مراقبة، أن شق عصا الطاعة من طرف مناضلين ومسؤولين قاعديين في الأفافاس، موازاة مع لجوء مناضلين في الأرسيدي إلى جمع التوقيعات لمترشحين، بوسعه أن يحدث زلزالا عنيفا داخل بيتي سعدي وآيت أحمد، قد تتبعه هزات إرتدادية لما بعد التاسع أفريل، ولا يستبعد مراقبون أن تسلك عملية المشاركة العلنية في الرئاسيات من طرف نشطاء في الأرسيدي والأفافاس، طرق الكرة الثلجية، من خلال إلتحاق مناضلين ومسؤولين محليين بخيار المشاركة في الرئاسيات، عكس قرار قيادتي الحزبين بمقاطعة الإنتخابات والتشويش عليها. * وتكشف إزدواجية القرارات بشأن المشاركة في الرئاسيات أو مقاطعتها، الخلافات التي تعصف بتشكيلتي سعيد سعدي وآيت احمد، المتهمين من طرف بعض قدماء الحزبين، بالتسيير الأحادي وتهميش الأصوات المعارضة، ولا يستبعد متابعون للشأن السياسي والحزبي، أن تسارع قيادة الحزبين إلى تسليط عقوبات في حق "العصاة والمتمردين"، فيما لا يستبعد لجوء هؤلاء بالمقابل إلى الإستقالة والإنسحاب من الحزبين إحتجاجا على غلق أوعية صناعة القرارات الحاسمة والمصيرية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالإنتخابات. * *