أعلن أمس وزير الحج السعودي فؤاد الفارسي أن المملكة العربية السعودية لا تنوي تقليص حصص الدول الإسلامية من الحجيج، مضيفا أن أي قرار من هذا القبيل "قرار سيادي ومن حق أي دولة أن تتخذ ما تراه مناسبا". وفي وقت أكدت فيه الجزائر على لسان مدير ديوان الحج والعمرة بربارة الشيخ رفضها التنازل عن حصتها من عدد الحجاج المقدّرة ب 36 ألف حاج وذلك في أعقاب التوصيات التي خرج بها الاجتماع الطارئ لوزراء الصحة العرب قبل حوالي أسبوعين بتحديد سن الحجاج بين 12 و65 سنة، تفاديا لخطر الإصابة بداء أنفلونزا الخنازير الذي بات يهدد موسم العمرة والحج لهذا العام، شدد وزير الحج السعودي في تصريحات نقلتها أمس جريدة عكاظ السعودية أن المملكة لن تتخذ أي قرار ملزم لأي دولة بهذا الخصوص أن "منع بعض الدول الإسلامية لمواطنيها من أداء العمرة شأن سيادي لأنه من حقها اتخاذ ما تراه، والمملكة لا تتدخل في ذلك مطلقا"، قبل أن يؤكد في نفس الاتجاه بأن "الاستعدادات قائمة على قدم وساق من قبل كافة الجهات المعنية لخدمة حجاج بيت الله الحرام، ورعايتهم والمحافظة على سلامتهم". وأكد الفارسي أن قرار إيران ومصر وتونس بمنع مواطنيها من أداء مناسك العمرة واحتمال أن يشمل ذلك الحج بسبب انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير سوف لن يؤثر على عدد قاصدي بيت الله خلال هذا الموسم، حيث أعلن أن هناك تزايدا في أعداد المعتمرين لهذا العام يصل إلى 300 ألف معتمر. ولم تعلن السلطات السعودية لحد الآن أي إجراءات رسمية لتنفيذ توصيات الوزراء، وأكدت أنها لن تقلص حصص أي دولة من الحجيج، لكنها نصحت كبار السن والحوامل والمرضى بتأجيل أداء الحج والعمرة إلى السنة المقبلة تجنبا للإصابة. وبالموازاة مع تصريحات وزير الحج السعودي المطمئنة لآلاف الجزائريين الذين ينوون آداء المناسك هذا العام قال الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة السعودي أول أمس إن بلاده وضعت خطة محكمة، بإشراف كبار الخبراء في العالم؛ بغية ضمان سلامة المعتمرين والحجاج، ناصحا كبار السن والحوامل ومن يشتكون من الحساسية والربو بتأجيل العمرة والحج هذا العام. وقالت الرياض إنها متفائلة بإنتاج تلقيح للمرض قبل موسم الحج الذي يحين موعده في نوفمبر المقبل ومن المرتقب أن يشهد توافد نحو 1.7 مليار مسلم من كل أنحاء العالم. وجاءت توصيات مجلس وزراء الصحة العرب بعد جدل طويل بين الفقهاء والمفتين فيما إذا كان يجب وقف الحج والعمرة هذا العام خوفا من انتشار المرض الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية وباء عالميًّا بعد انتشاره الواسع الذي حدا بالمنظمة إلى وقف رصد أعداد المصابين.