ما زالت العديد من العائلات تصارع الحياة بين وسط تغمره الاوساخ والنفايات على مستوى واد جاكير بالرغاية الذي اصبح يحتضن العديد من العائلات بين اكوام من النفايات، عائلات لم تعرف بعد معنى الحياة والعيش الكريم ولم تر النور بعد في نهارها بعد ان ذاقت ولسنوات عدة مرارة الحياة التي تمر لسنوات دون ان يطرق أي جديد عليها. عائلات تغرق في الاماسي و اخرى.... من وادي جاكير بالرغاية أو سيدي علي، وهو اسم اخر الذي يتردد على ألسنة السكان، تنبعث المعاناة الكبيرة ممزوجة بالنفايات، تستقر رائحتها بين البيوت القصديرية التي تحيط بها المزابل والقاذورات من كل الجوانب، وتتجول بين أكوامها التي تكبر يوما بعد آخر الفئران وكل أنواع الجرذان التي تصارع القاطنين فيها.. ''المستقبل'' تلقت اتصالا من هؤلاء الابرياء التي لم تجد الكلمات المناسبة للتعبير عن حالتها الماسوية والتي تتضاعف يوما بعد اخر منتظرة من جهتها التفاتة من السلطات المحلية من اجل اخذ وضعيتها بعين الاعتبار وترحيلها الى سكنات لائقة، هذا خوفا من ان تصبح ضمن الخانة المنسية. من جهة اخرى من المفروض ان تكون البلدية قد اخذت بعين الاعتبار وضعية هذه العائلات وتسجيلها في اجندتها التنموية وتطبيق المشروع التنموي الذي تنتظره هذه العائلات.. اناس سئموا حياة البؤس والفقر في بيوت قصديرية مبنية من الطين والقش وأسر هي الاخرى لم تصلها بعد الحضارة، واقل ما يقال عنها انها شبيهة بالاوكار، فلا ماء ولا كهرباءناهيك عن الامراض والاوبئة التي استفحلت بين الاطفال الذين يعتبرون المزابل ملاذهم الاول والاخير وجعلوها مكانا للعب. قد تنسي حرارة الصيف البعض من المتاعب والآلام لكن الليالي الباردة ليست سهلة على سكان منطقة وادي جاكير بالرغاية حيث يمنع القصدير من توفير جو الراحة للقاطنين، اضف الى ذلك قلة الأغطية ووسائل التدفئة التي ضاعفت من معاناة القاطنين الذين باتوا يخافون هذا الفصل. ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة من هذه النفايات والانقطاعات شبه المتكررة للماء والكهرباء حيث تضطر هذه العائلات الى قضاء الليالي في البرد والظلام. في الوقت الذي يزاول فيه الأطفال في ربوع الوطن دراستهم بالمدارس يبقى أطفال وادي جاكير يلعبون مع القطط في المفرغة العمومية القريبة منهم، وهم الذين من المفروض ان يكونوا في المدارس، لكنهم فقدوا حقهم في الدراسة، وهناك من بين هؤلاء الذين أسعفهم الحظ في الالتحاق بالمدارس، كبشير وأخيه أحمد، وقد صرح لنا بعض الأولياءأنهم يتوجهون إلى المفارغ القريبة لجمع خردوات حديدية وبيعها إلى من يحتاجها من أصحاب العمل في مجال الحديد سواء أولئك الذين يقطنون بالقرية التي تبعد بحوالي 70 كلم أو الذين يمرون عبر طريقها للبحث عن أدوات حديدية غير صالحة، ليعودوا عند المساء ببعض الحليب والخبز وأغراض بسيطة، وكم كانت دهشتنا كبيرة حين علمنا أن الشباب في وادي جاكير بلا وثائق وكأنهم نازحون بلا عنوان، لكنهم ورغم استمرار المعاناة، مصممون على المواجهة. وفي انتظار التفاتة من السلطات المحلية من اجل اخذ وضعيتها بعين الاعتبار تبقى هذه العائلات تصارع حياة الفقر والبؤس منتظرة تنفيد الوعود من السطات المحلية وترحيلها الى سكنات لائقة. حسيبة ارقام