تستأنف المفاوضات غير الرسمية بين الطرفين المغربي والصحراوي، يوم غد وعلى مدار يومين تحت إشراف الأممالمتحدة للتحضير للجولة الخامسة من المفاوضات المباشرة حول مستقبل الصحراء الغربية، حيث أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن تسوية سريعة لمسألة الصحراء الغربية ستكون مفيدة للسلم والأمن بالمنطقة. يعقد الوفدان المغربي والصحراوي يوم غد المقبل بالقرب من نيويورك اجتماعا ثانيا غير رسمي تحت إشراف الأممالمتحدة للتحضير للجولة الخامسة من المفاوضات المباشرة حول مستقبل الصحراء الغربية الإقليم غير المستقل المحتل من قبل المغرب منذ 5791، وتم التوصل إلى عقد هذا اللقاء الثاني بفضل الجهود المعتبرة التي بذلها المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي للصحراء الغربية السيد كريستوفر روس الذي ضاعف منذ ستة أشهر الاتصالات بين طرفي النزاع. وأوضح في هذا الصدد، أن مبعوثه الشخصي قام بإجراء محادثات مع جميع الأطراف المعنية خلال السنة الفارطة خاصة اللقاء غير الرسمي الذي انعقد بفيينا في شهر أوت الفارط والذي اعتبره مفيدا جدا. وأعرب الأمين العام الاممي عن ارتياحه لقبول الطرفين عقد هذا اللقاء الثاني معربا عن آماله في القدرة على ''المضي قدما''. وكانت سلسلة المفاوضات غير الرسمية الأولى التي جرت بدويرنشتاين بالنمسا تميزت باستعداد صادق وصراحة واحترام متبادل حسب البيان الذي تمخض عن الأشغال. وجدد الطرفان، في البيان، عزمهما على مواصلة المفاوضات في أقرب وقت وسيحدد المبعوث الشخصي تاريخ عقد الاجتماع المقبل بالتشاور مع الطرفين، إلا أن المغرب واصل بعد أسابيع سياسته القمعية وحملات التوقيف والمضايقات القضائية ضد المناضلين الصحراويين لحقوق الإنسان، مما أدى إلى التصعيد خاصة مع خطاب ملك المغرب الذي اعتبره الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز مؤشرا لتطور خطير بالنسبة للمنطقة. وأضاف الرئيس الصحراوي أن ذلك الخطاب يتناقض مع جهود السيد روس للمرور قدما بالقضية الصحراوية خاصة وأن الملك المغربي -كما اشار الرئيس عبد العزيز- وصف الصحراويين "المتمسكين بحق تقرير المصير والمدافعين عن ميثاق ولوائح الأممالمتحدة والقانون الإنساني الدولي'' ب''الخونة''. وأمام الدعوات المتواصلة إلى التهدئة واستئناف المفاوضات توصل السيد روس إلى الاتفاق مع الطرفين على تاريخ هذا اللقاء الثاني الذي من المنتظر أن يعقد مثل الأول وفقا للائحة 1781 الصادرة في 9002 من مجلس الأمن الاممي واللوائح السابقة 7002-8002. ويتمثل الهدف من كل هذه المفاوضات التي يجب ان تعقد دون ''شروط مسبقة'' في التوصل إلى حل سياسي للنزاع في الصحراء الغربية يحترم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. ورفض المغرب خلال اللقاءات المباشرة الأخيرة التي بدأت منذ جوان 7002 التحدث عن خيارات أخرى للتسوية خارج مخططه الوحيد للحكم الذاتي في الصحراء الغربية تحت سيادته وهو ما يمثل شرطا مسبقا. وأمام استئناف المحادثات اعتبر رئيس بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية السيد هاني عبد العزيز، ان الوقت سانح للدخول بكل هدوء في المفاوضات، وذكر ان "موقفي الطرفين مختلفان تماما ولكن كل شيء ممكن مع وجود الارادة''. وأكد من جهته الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية أن ''فرنسا بصفتها رئيس مجلس الامن خلال شهر فيفري 0102 تساند المبعوث الشخصي في هذا المسعى''. وأعربت من جهتها اسبانيا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي وباعتبارها القوة المسيرة السابقة للصحراء الغربية، اعربت بكل بساطة عن ارتياحها لعقد هذه المحادثات غير الرسمية. وأوصت اللجنة الرابعة للامم المتحدة في شهر اكتوبر الماضي الجمعية العامة للامم المتحدة بدعم مسار المفاوضات حول الصحراء الغربية قصد التوصل الى حل سياسي عادل ودائم يقبله الطرفان ويمكن من تحقيق حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وفي قرار صادقت عليه لجنة المسائل السياسية الخاصة وتصفية الاستعمار (اللجنة الرابعة) تم حث طرفي النزاع جبهة البوليزاريو والمغرب على متابعة المفاوضات.