محتالون يستهدفون المسنين لسلب أموالهم    مستحضرات التجميل تهدد سلامة الغدة الدرقية    الشروع في إنجاز سكنات "عدل 3" قريبا    الرئيس تبون جعل السكن حقّا لكل مواطن    مجلس الأمن: مجموعة "أ3+" تؤكد على ضرورة احترام سيادة سوريا وتدعو إلى وقف شامل لإطلاق النار    الرابطة الأولى موبيليس - تسوية الرزنامة: شبيبة القبائل ينفرد مؤقتا بالصدارة وشباب بلوزداد يواصل سلسلة النتائج الايجابية    الوضع العالمي مؤسف.. والجزائر لا تريد زعامة ولا نفوذا في إفريقيا    تتويج مشروع إقامة 169 سكن ترقوي بتيبازة    افتتاح الملتقى الكشفي العربي السادس للأشبال بالجزائر العاصمة    عناية رئاسية لجعل المدرسة منهلا للعلوم والفكر المتوازن    شياخة: هذا ما قاله لي بيتكوفيتش واللعب مع محرز حلم تحقق    "الكاف" تواصل حقدها على كل ما هو جزائريٌّ    صيود يسجل رقما وطنيا جديدا في حوض 25 متر    رفع مذكرات إلى رئيس الجمهورية حول قضايا وطنية هامة    حملة "تخوين" شرسة ضد الحقوقي المغربي عزيز غالي    "حماس" تؤكد إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار    "الوزيعة"عادة متجذّرة بين سكان قرى سكيكدة    لقاء السنطور الفارسي بالكمان القسنطيني.. سحر الموسيقى يجمع الثقافات    تأسيس اتحاد الكاتبات الإفريقيات    حكايات عن الأمير عبد القادر ولوحاتٌ بألوان الحياة    5 مصابين في حادث مرور    دبلوماسي صحراوي: "دمقرطة المغرب" أصبحت مرتبطة بتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية    نجاح الانتخابات البلدية في ليبيا خطوة نحو استقرارها    الإطاحة بعصابة تروِّج المهلوسات والكوكايين    اليوم العالمي للغة العربية: افتتاح المعرض الوطني للخط العربي بالمتحف الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط بالعاصمة    الجزائر تتسلم رئاسة الدورة الجديدة لمجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب    سوناطراك: استلام مركب استخراج غاز البترول المسال بغرد الباقل خلال السداسي الأول من 2025    "اللغة العربية والتنمية" محور ملتقى دولي بالجزائر العاصمة    المالوف.. جسر نحو العالمية    مشروع جزائري يظفر بجائزة مجلس وزراء الاسكان والتعمير العرب لسنة 2024    المحكمة الدستورية تكرم الفائزين في المسابقة الوطنية لأحسن الأعمال المدرسية حول الدستور والمواطنة    هيئة وسيط الجمهورية ستباشر مطلع سنة 2025 عملية استطلاع آراء المواطنين لتقييم خدماتها    ربيقة يواصل سلسة اللقاءات الدورية مع الأسرة الثورية وفعاليات المجتمع المدني    ترشيح الجزائر للسفيرة حدادي لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي يهدف لخدمة الاتحاد بكل جد وإخلاص    آفاق واعدة لتطوير العاصمة    مولوجي: علينا العمل سويا لحماية أطفالنا    95 بالمائة من المغاربة ضد التطبيع    إلغاء عدّة رحلات مِن وإلى فرنسا    عطّاف يلتقي نظيره الإثيوبي    مولى: الرئيس كان صارماً    برنامج الأغذية العالمي يعلن أن مليوني شخص في غزة يعانون من جوع حاد    الاتحاد يسحق ميموزا    حرمان النساء من الميراث حتى "لا يذهب المال إلى الغريب" !    انطلاق فعاليات "المهرجان المحلي للموسيقى والأغنية الوهرانية" : وزير الثقافة يدعو إلى ضرورة التمسك بالثقافة والهوية والترويج لهما    تصفيات مونديال 2026 : بيتكوفيتش يشرع في التحضير لتربص مارس    اتفاقية تعاون بين كلية الصيدلة ونقابة المخابر    وفاة الفنان التشكيلي رزقي زرارتي    سوريا بين الاعتداءات الإسرائيلية والابتزاز الأمريكي    جزائريان بين أفضل الهدافين    خطيب المسجد الحرام: احذروا الاغترار بكرم الله وإمهاله    المولودية تنهزم    90 بالمائة من أطفال الجزائر مُلقّحون    الجوية الجزائرية تعلن عن تخفيضات    التوقيع على اتفاقيات مع مؤسّسات للتعليم العالي والبحث العلمي    باتنة : تنظيم يوم تحسيسي حول الداء المزمن    الصلاة تقي من المحرّمات وتحفظ الدماء والأعراض    كيف نحبب الصلاة إلى أبنائنا؟    أمنا عائشة رضي الله عنها..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



'' بابا مرزوق'' وأسرار استعمارية تنشر لأول مرة
المؤرخ بلقاسم باباسي يكشف في أحدث إصدار له : أرسلت بواسطة لسعيد , لبراêر 12, 2010 Votes: +0
نشر في المستقبل يوم 10 - 02 - 2010

عاد مؤخرا الباحث والمؤرخ بلقاسم باباسي‮ من رحالة البحث والتقصي‮ التي‮ أخذته إلى فترة عظيمة من تاريخ الجزائر،من خلال أحداث وظروف صنع المدفع الرمز‮ ''‬بابا مرزوق‮'' الذي‮ حمى الجزائر‮ ''‬المحروسة‮''‬لمدة‮ 50‮ سنة‮ ... الى أن سقط أسيرا بعد أن استولى عليه المستعمر ووضع على رأسه ديكا لاهانته‮ و هو منتصب اليوم في‮ ساحة الترسانة ببراست الفرنسية‮ بما حمل من معلومات ضمن كتاب جديد صدر في‮ طبعة أولية بعنوان‮ ''‬ملحمة بابا مرزوق‮..‬مدفع الجزائر‮ ''‬كتاب صادر باللغة الفرنسية كتب مدخله محمد اعمر الزرهوني‮ مستشار لدى رئيس الجمهورية‮ ،طبعة مميزة زاوج فيها الكاتب بين سحر الحكاية وصلابة الاحداث مدعمة بالصور‮ ،‮ المستقبل اقتربت منه وحاورته عن الكتاب وعن نشاط اللجنة الوطنية لإستعادة بابا مرزوق التي‮ يرأسها بالإضافة إلى التطرق إلى أسرار استعمارية تنشر لأول مرة‮.‬
* إنتهيتم مؤخرا من تأليف كتاب حول المدفع بابا مرزوق كيف جاءت فكرة إنجاز هذا الكتاب،‮ وماهي‮ الدوافع التي‮ كانت وراء هذه الخطوة خاصة وأن التأليف في‮ أي‮ مجال كان لا‮ يأتي‮ من فراغ؟
‮❊❊ أولا نشكر جريدة المستقبل لانها الجريدة الاولى التي‮ تكلمت بأكثر التفاصيل فيما‮ يخص هذا المدفع الرمز لمدينة الجزائر اثناء العهد العثماني‮ وربما لما تطرقت جريدة المستقبل لهذا الموضوع،‮ كثير من الناس إكتشفوا حكاية بابا مرزوق وكيف أن ألة حربية أو مدفع مرفوق بفترة تاريخية هامة التي‮ أغلبية من الناس‮ يجهلونها‮ ،‮ طبعا لما إكتشفت قصة المدفع بابا مرزوق أولا إستعجبت من أن توجد في‮ القرن السادس عشر ألة من هذا النوع فريدة من نوعها‮ ،‮ بسبعة أمتار طولا وإثني‮ عشر طن وزنا ويصل قذفها الى‮ غاية خمسة كلم‮ ،وبحثت إن كان هناك ألة من هذا النوع في‮ السابق ولم أعثر على أي‮ شيء ماعدا معلومات كانت بخصوص الحرب العالمية الاولى أين صنع ألامان مدفع سمي‮ ''‬بلاقروس بردا‮ ''‬بطول خمسة أمتار لكنه لم‮ يكن من النوع الرفيع والشيء الذي‮ يبعث على الدهشة هو أن العالم من الملوك والامراء والحكومات الاوروبية لم‮ يصنعوا ألة من هذا النوع الا تقريبا في‮ القرن العشرين‮ ،‮ أما الجزائريون بالمشاركة مع الاتراك الذين كانوا متواجدين على مستوى الجزائر صنعوا الآلة بسبعة أمتار في‮ سنة‮ 1542‮ ولما تعمقت في‮ البحث حول هذا المدفع اكتشفت أنه قاوم ودافع عن الجزائر بصفة إيجابية ومنذ تاريخ صنعه كانت الجزائرالتي‮ كانت تسمى المحروسة أنذاك محمية لمدة خمسين سنة ولم تكن أية محاولة ضدها أنذاك نظرا للمعلومات التي‮ قدمها القناصلة الاجانب لدولهم فيما‮ يخص قدرة هذه الالة التي‮ كانت تمنع أي‮ هجوم‮ يأتي‮ من خليج الجزائر‮ ،‮ قررت البحث وبدأت فيه وأخذ مني‮ فترة طويلة إطلعت خلالها على تقريبا أربعين كتابا ومخطوطا وبعدها شرعت في‮ التأليف‮ ،ولكني‮ قلت في‮ قرارة نفسي‮ أن أحكي‮ على ألة حربية باردة ربما تمر بسهولة سيما وأن هذه الالة هي‮ الشيء الاول الذي‮ جعله الاستعمار الفرنسي‮ صوب عينه لما احتل الجزائر في‮ 1830والاميرال دوبري‮ الشغل الشاغل لديه هو إلقاء القبض على المدفع الذي‮ يسمي‮ بابا مرزوق وأخذه الى براست في‮ الميناء كرمز للاحتلال‮ ،‮ وهنا قررت أن أحكي‮ عليه وأحاول كيف أنسق بين بعض الشخصيات الذين كانوا حسب المخطوطات مهتمين به لانه بعد أن إنفجر في‮ 1816‮ ولو داي‮ حاول مداواته أو إصلاحه وإعادة إستعماله وربما لو قام أحدهم بذلك منذ‮ 1816‮ كان‮ يقف في‮ وجه الاسطول الفرنسي‮ الذي‮ كان‮ يقوم باستفزازات قبالة الجزائر‮ ،‮ وأنا كتبت عن الاشخاص الذين إهتموا به وبموازاة ذلك بقيت أناضل من أجل إستعادته لبلاده كرمز‮ ،خاصة وأنه كانت هناك مبادرة من الرئيس الفرنسي‮ جاك شيراك الذي‮ قدم ختم الداي‮ حسين وأهداه لرئيس الجمهورية وهذه كانت إشارة لاسترجاع رموز أخرى ولهذا شكلت لجنة وكاتبنا كل الحكومة الفرنسية التي‮ ردت ولم‮ يكن هناك رفض وكما كان هناك تمييع كان أيضا تشجيع‮.‬
* في‮ الوقت الذي‮ كنتم فيه تبحثون في‮ المصاد،ر هل وجدتم هناك مصادر أجنبية تناولته وتكلمت عنه؟
‮❊❊ قلت لك أنه تقريبا أربعين كتابا مذكور فيه بصفة سطحية أو بصفة معمقة‮ ،‮ وهم أطلقوا عليه إسم‮ ''‬لاكنسولار‮''‬على إسم القنصل الفرنسي‮ الذي‮ كان قسا إسمه‮ ''‬لوفاشي‮''‬ولما‮ يتكلمون عن المدفع‮ يقولون‮ ''‬قاتل القنصل ألاب لوفاشي‮ ''‬ووصفوا هذه القضية بكل وحشية حيث أفادوا أن الاب لوفاشي‮ وضع على فوهة المدفع وأطلق فتناثرت جثته باتجاه الباخرة الاميرالية التي‮ كان‮ يقودها‮ ''‬دوكين‮''‬ليبينوا أن الجزائريين أكثر من الوحوش لكنهم لم‮ يتكلموا عن الاسباب التي‮ دفعت بالداي‮ أنذاك لقتل الاب لوفاشي‮ ،‮ ولما بحثت توصلت الى أن دوكين تسبب في‮ عدة أضرار لمدينة الجزائر خاصة العملية التي‮ إستهدفت عشرين أسيرا الذين كانوا لديه و الذين وضعهم في‮ باخرة صغيرة وأضرم النار فيهم وترك الباخرة تعود الى الميناء لذا كانت ما أسموها‮ ''‬وحشية‮ ''‬لزاما‮ ،أيضا لان القس هو من كان‮ يقوم بالاتصالات‮ ،‮ يقولون أن مواطني‮ الجزائر العاصمة كشفوا هذا القس متلبسا بارسال إشارات ضوئية أين ألقي‮ القبض عليه وإتهموه باخبار الفرنسيين وقالوا لدوكين هاك القس‮ ،ورغم هذا قام الاميرال دوكين بإطلاق تقريبا عشرة ألف قنبلة على مدينة الجزائر أسفرت عن وقوع المئات من الضحايا وتهديم العديد من المنازل ولكن هذه الاحداث تمت تغطيتها من طرف مرتكبيها ولكني‮ أدركت أنه حان الوقت لكشف هذه الحقائق لان فرنسا لن تعترف بجرائمها إذا لم نمنحها بالتوضيح بعض المعلومات التاريخية التي‮ تكشف حقيقة ما سمي‮ ''‬بخيرات الاستعمار‮''‬،لذا جاءت الفكرة أولا باسترجاع المدفع كرمز ثم تأتي‮ أشياء أخرى التي‮ لها تاريخ مثل مفتاح الاغواط فعندما نطلب مفتاح الاغواط للرأي‮ العام الفرنسي‮ أو الحكومة الفرنسية نحكي‮ مجزرة الاغواط التي‮ ذهب ضحيتها‮ 2500‮ عائلة ما بين أطفال وشيوخ ونساء ذبحوا‮ ،والمجزرة مذكورة في‮ التاريخ الفرنسي‮ لكنهم‮ يغضون الطرف عنها،‮ وقررت أني‮ كلما طالبت بشيء أرافقه بحكاية،‮ عندما طالبت بإسترجاع رؤوس بوبغلة وبوزيان فإني‮ أحكي‮ مجزرة زعاطشة أو مجزرة العوفية وهكذا الرأي‮ العام الفرنسي‮ يكتشف تجريديا حقيقة‮ ''‬الخيرات‮''‬التي‮ يدعونها‮ .‬
* الكتاب جاء باللغة الفرنسية هل ستقومون بترجمته إلى اللغة العربية حتى‮ يكون في‮ متناول كل القراء ؟
‮❊❊ لما ذهبت الى تركيا لكي‮ ألتقي‮ شيخا متقاعدا كان‮ يعمل في‮ مكتبة بعد أن أوصاني‮ به مولاي‮ بن حميسي‮ المؤرخ الذي‮ كتب عن البحرية الجزائرية لانه كان‮ يملك وثيقة كنت بحاجة للاطلاع عليها لانه لم‮ يكن في‮ إستطاعته منحها،‮ تبين لي‮ أن الأتراك‮ يهتمون بالجوانب التاريخية لكنهم‮ يخجلون‮ ،كون الداي‮ الذي‮ كان تابع لتركيا هو الذي‮ سلم الجزائر الى جانب أنهم كانوا في‮ إنحطاط ما منعهم من إعطائنا‮ يد المساعدة وحتى أثناء الثورة الجزائرية وقفوا ضدنا‮ ،كانوا‮ يصوتون ضد الجزائر في‮ الامم المتحدة‮ ،لانهم كانوا عضوا في‮ حلف الناتو،‮ لذا أصبحوا معقدين ولما‮ يجدون أحدا‮ يتكلم عليهم ويرفع من معنوياتهم قليلا‮ يساندوه،‮ لذا طالبوا مني‮ لما‮ يصدر الكتاب‮ يترجم الى اللغة التركية حتى‮ يطلع عليه الرأي‮ العام التركي‮ ويعرف حكاية الجزائر في‮ بعض من الجوانب وأنا في‮ بعض الأحيان أرفع من شأنهم وفي‮ بعض الاحيان الاخرى أضع منه وهكذا هي‮ الحقيقة،‮ حتى السفير التركي‮ قال أنه عندما‮ يصدر الكتاب سيقومون بترجمته إلى التركية ونشره بتركيا‮.‬
* هذا‮ يعني‮ وجود مشروع لترجمة هذا الكتاب إلى لغات أخرى‮ غير العربية ؟
‮❊❊‬إلى اللغة التركية،‮ أما اللغة العربية فأنا في‮ إتصال مع مترجمين لأني‮ أرغب في‮ ترجمته لا أقول بصفة بسيطة ولكن تكون مفهومة على شكل الحكاية‮.‬
* كون ترجمة العمل من اللغة الأم إلى لغات أخرى‮ غالبا ما تنقص من قيمة العمل إذا لم تتم العملية بطريقة جيدة أم هناك أسباب أخرى ؟‮
‮❊❊ لذا أريد أن تكون الترجمة على طريقة الراوي‮ كما حدث في‮ كتاب الرايس حميدو في‮ هذا الكتاب المترجمون قاموا بعملهم لكن الكثيرين لم‮ يفهموا ؟،والثالث بسط الحكاية مما مكن الجميع من إستعابها مهما كان سن القارئ‮ ،الكل‮ يفهمون لاني‮ أحب أن‮ يرافقني‮ من‮ يقرأ الكتاب وأخذه الى عمق الكتاب والحكاية وهو ما أقوم به في‮ عمل بالاذاعة والتلفزة الوطنية حيث أقوم بتبسيط حتى‮ يكون المفهوم واسع‮ ،‮ في‮ بعض الاحيان لما ألتقي‮ أطفال في‮ الشارع ويتكلمون معي‮ حول ما أقدمه من معلومات في‮ الحصص التي‮ أقدمها‮ ،‮ أتأكد أن الرسالة وصلت والدليل أنه منذ خمس سنوات حتى الان لم أتلق رسالة أو إيمايل تشكك فيما أقول بل العكس‮ يبعثون لي‮ بإضافات التي‮ تفيدوني‮ ،‮ هناك إيمايل وصلني‮ يقول صاحبه أنه‮ يملك مخطوطات هامة‮ يريد أن‮ يسلمها لي‮ وأخر بعث لي‮ بعشر صفحات خاصة بالمخابرات الفرنسية حول الامير عبد القادر وسأسلمها الى مؤسسة الامير عبد القادر لانه كلما كتبت عن الأمير لا‮ يمكنني‮ أن أكتب أكثر من الاخرين من أجانب ووطنين فالامير معروف عند الجميع وفي‮ المقابل هناك لالة فاطمة نسومر والحاج بوزيان وبوعمامة وبوبغلة والمقراني‮ هؤلاء‮ يحتاجون أيضا لأن نتكلم عنهم‮.‬
* لكن ألا ترون أننا كإعلاميين وكباحثين لا نعرف فن عرض تاريخنا حتى أصبحت بعض الدول تتعالى علينا ؟
‮❊❊ ربما هذا راجع الى بعض الخوف،‮ فأنا أحبذ الكتابة عن جوانب من الثورة التحريرية من‮ 54‮ إلى‮ 62‮ لكن الجرح مازال لم‮ يندمل ويمكن أن تتعرض لبعض العائلات وأنا شرعت في‮ سلسلة فيما‮ يخص الأطفال الذين شاركوا في‮ الثورة من عشر سنوات واثني‮ عشر سنة وأربعةعشر سنة موجودين في‮ كل مكان من الأوراس إلى الغرب وليس في‮ العاصمة فقط‮ ،وفيما‮ يخص الطفل عمر الذي‮ إستشهد مع الشهيدين حسيبة بن بوعلي‮ وعلي‮ لبوانت عند الحديث عنه‮ يجب التطرق الى الخائن الذي‮ أوشى بمخبأ المجاهدين وهو الذي‮ كان من ضمن القيادة في‮ المنطقة الحرة وكان‮ يراسل‮ ياسف سعدي‮ ولكنه كان عميلا للمخابرات الفرنسية وأصبح لزاما علي‮ ذكره لكني‮ اكتفيت بذكر الاسم الذي‮ كان معروفا به‮ ''‬زروق‮'' ثم أصبح‮ يمضي‮ ''‬صافي‮ ''‬وأخذوه هو وعائلته إلى فرنسا وتجنبت التطرق إلى إسم عائلته،‮ أما فيما‮ يتعلق بالباشاأغا بوعلام تكلمت عليه أين قلت أنه مات في‮ بلاده عندما كتب‮ ''‬بلادي‮ هي‮ فرنسا‮ ''‬ولكنه عرقل فترة من مسار التحرير في‮ منطقة الولاية الرابعة في‮ واد السنيس إذا لدينا معلومات لكن نخاف من الكشف عنها،‮ أيضا عندما نكتب عن هذه الفترة كثيرا ما‮ يأتون أناس ويقولون لا هذه المعلومات ليست صحيحة،‮ أنا شاركت فيها كل عملية‮ يتبناها ثلاثة‮ ،لذا تجنبت التطرق إلى هذا الجانب وكل ما لمست كان ضمن هذه السلسلة للاطفال لارد لهم الاعتبار لانه لا‮ يوجد شارع في‮ العاصمة‮ يحمل أسماءهم ماعدا شارع‮ ياسف في‮ العاصمة كان‮ يجب الحديث عن الطفلة ذات اثنتي‮ عشر سنة إسمها‮ ''‬حرة‮ ''‬التي‮ صعدت إلى الجبل،‮ طفلة صغيرة علّموها كيف تعالج الجرحى،‮ هؤلاء كان لزاما الحديث عنهم،‮ أيضا الطفل الذي‮ صعد الى عمود الكهرباء ليعلق العلم الوطني‮ لكن رجال المظليين أطلقوا عليه النار وقتلوه ثم ربطوه هو والعلم في‮ سيارة الجيب وطافوا به الشوارع مثل هذا الشهيد‮ يستحق منا الحديث عنه وذكر اسمه‮.‬
* ترأسون اللجنة الوطنية لاسترجاع بابا مرزوق،‮ إلى أين وصل عملها في‮ الميدان؟
‮❊❊ لم نصل إلى النهاية لأن المساندة مازالت تأتينا من جمعيات وصلنا تقريبا إلى‮ 2700‮ جمعية وطنية،‮ نحن نواصل خاصة وأن دور اللجنة هو رفع الرسائل الى المسؤولين الفرنسيين،‮ أما من الجانب الجزائري‮ الحمد لله حتى الرئاسة أخذت بعين الاعتبار هذا المطلب،‮ لكن لا بد أن نواصل لان كل‮ يوم نتلقى الدعم من أحدهم ربما عندما‮ يلتقي‮ الرئيس الجزائري‮ مع نظيره الفرنسي‮ سيتم طرح هذه القضية‮.‬
* وفيما‮ يخصّ‮ الأطراف الأجنبية من برلمانيين ومنتخبين محليين الذين أعلنوا دعمهم لمسعى اللجنة،‮ هل ما تزال مساندتهم قائمة حتى الآن ؟
‮❊❊ نعم مثل رجل أعمال معروف على مستوى حزب ساركوزي‮ الذي‮ طلب تمويل نقل المدفع من براست الى الجزائر وهي‮ عملية ليست سهلة‮ ،أيضا‮ ''‬ألان جوبي‮ ''‬وأيضا‮ ''‬بيار بيون‮''‬الذي‮ ألف كتاب عن كنز الجزائر‮ ،‮ هناك أيضا رجال السينما مثل‮ ''‬ديشون‮''‬،لذا كان من المفيد تقديم الحكاية‮ ،لانه ربما جريد لوموند ستنشر مقتطفات لمعرفة المجازر التي‮ حدثت و‮''‬الخيرات‮'' التي‮ يدعيها الفرنسيون‮ .‬
* إذن المقصود ليس إسترجاع بابامرزوق فقط وإنما المقصود لإطلاع الرأي‮ العام الفرنسي‮ على ما حدث أثناء تلك الحقبة ؟
‮❊❊ أجل لان فرنسا لن تعترف إذا لم‮ يتم دفعها الى ذلك‮ ،ساركوزي‮ لن‮ يستطيع طلب السماح لأنه رجل‮ يميني‮ انتخبه الحركى خاصة إذا كان‮ يرغب في‮ الترشح لانتخابات رئاسية أخرى،‮ هو قال أنه‮ غير معني‮ بطلب الاعتذار على اعتبار أنه خلال الثورة كان‮ يبلغ‮ من العمر إثنتي‮ عشرة سنة،‮ وهنا‮ يأتي‮ دورنا المتمثل في‮ ضرورة مساعدته لأن إثارة الرأي‮ العام والمفكرين هم من سيدفعونه إلى الاعتراف،‮ وفي‮ الكتاب ذكرت وقلت أن استرجاع هذه الآلة سيسهل العلاقات بين الجزائر وفرنسا فيما‮ يتعلق باتفاق الصداقة وسنرسل نسخة من هذا الكتاب إلى السفير الفرنسي‮ بالجزائر وكل الشخصيات التي‮ راسلتها‮.‬
* وبعد استرجاع بابا مرزوق ستكون المطالبة بأشياء أخرى ؟
‮❊❊ أكيد ستكون أشياء أخرى‮ ،‮ لأني‮ سأحكي‮ أسباب الاحتلال من حادثة المروحة وقبلها منذ1808‮ لما أرسل نابليون بونابرت‮ ''‬بوتان‮ ''‬حتى‮ يضع له تخطيط فيما‮ يخص الهجوم على الجزائر،‮ نحكي‮ الوقائع التي‮ حدثت حسب المعلومات خاصة المقاومة التي‮ دامت عشرين‮ يوما،‮ فرنسا قضت قرابة الشهر حتى وصلت إلى كدية الصابون فأخطر قوة وأحدث سلاح أنذاك قضت واحد وعشرين‮ يوما لتتقدم حوالي‮ عشرين كلم‮ ،والقضية ليست قضية طرق أو جبال،‮ بل كانت هناك مقاومة،‮ أولا معركة اسطاوالي‮ في‮ 19‮ جوان ثم معركة سيدي‮ خالف وبعدها معركة سيدي‮ بونقة ومعركة دالي‮ إبراهيم التي‮ دامت أربعة أيام وسقط فيها شهداء حتى إبن دوبرمون المدعو‮ ''‬أمادي‮''‬قتل في‮ معركة سيدي‮ بونقة ومعركة أخرى وقعت في‮ أعالي‮ بوزريعة أين‮ ''‬بنومزاق‮''‬قضوا على‮ 82‮ عسكريا فرنسيا وهؤلاء بني‮ مزاق كان مخيمهم في‮ سيدي‮ بنور ومن ثمة وصلت إلى المكان المسمى ڤفلون بلور‮ ''‬أين قضت أربعة أيام ولولا انفجار خزينة الذخيرة لربما عجزت جيوش فرنسا عن دخول الجزائر ولولا الخيانة أيضا‮.‬
لهذا قلت أني‮ أساهم،‮ ولما‮ يقرأون عن البلاد التي‮ كانوا‮ يقولون عنها أنها بلاد الوحوش والامية وأنا أستشهد بمقالات‮ الجنرالات الذين دخلوا الجزائر أين‮ يقول أحدهم أنه‮ ''‬أثناء المشوار وجدنا حدائق و فواكه‮ '' إذن من‮ يكذب نحن أم هم وأنا دائما أستدل بما قلوه هم‮ ،ولما قلت في‮ الكتاب أنه بين دوبري‮ ودوبرمون وقعت حادثة فالأول‮ غضب كون دوبورمون لما عثروا على كنز القصبة سمح لضباطه أن‮ يأخذوا منه الخناجر المنقوشة بالذهب وغيرها من المعادن الثمينة ولكن الاميرال دوبري‮ لما علم أن جنوده حرموا من الكنز كتب رسالة وندد‮ ،ثم أبرهن أن الكنز وجه الى الملوك وبعض الشخصيات مثل‮ ''‬شنيدر‮''‬الامر الذي‮ مكنهم من إحياء مجد الصناعة الفرنسية التي‮ كانت في‮ انحطاط‮ .‬
* وهذا ما‮ يؤكد أن احتلال فرنسا للجزائر كان لأغراض اقتصادية ونهب ثروات وخيرات البلاد ؟
‮❊❊ في‮ مقال لزرهوني‮ يقول فيه أنه‮ ''‬على المؤرخين أن‮ يتطرقوا الى المواضيع التاريخية بعمق وليس بسطحية‮ ''‬،‮ فالفترة الممتدة على قرنين ونصف لا‮ يمكن أن ننكرها صحيح أن الان الامور بدأت تسير بشكل جيد بعدما تكلمت في‮ الاذاعة عبر الحصص التي‮ أقدمها‮ ،الكثيرون أصبحوا‮ يعرفون من هو عروج ومن هو خيرالدين لكن في‮ السابق كانوا‮ يعتبرونهم قراصنة لان العرب لم‮ يكتبوا عنهم بل المسيحين هم من فعلوا ذلك وبعض الكتاب‮ يأخذون عنهم‮ .‬كيف ترريدون أن‮ يصفوننا ونحن نمثل الهلال الذي‮ هو ضد الصليب‮ ،يصفوننا بالوحوش‮ ،غير أنه هناك من كتب مثل إبن الهوكل والبكري‮ والادريسي‮ وهؤلاء مروا فقط على الجزائر وألقوا نظرة كيف كانت ولم‮ يدخلوها‮ ،‮ ماعدا إبن خلدون الذي‮ كتب عن الفترة التي‮ سبقت الفترة العثمانية ثم جاء القداش الذي‮ تعرض الى هذه الفترة لكن بحثه لم‮ يكن معمقا ولم‮ يستغرق مدة طويلة،‮ لأن هناك من‮ يتسرع في‮ الكتابة أنا بالعكس أخذ كل وقتي‮ في‮ البحث حتى أتأكد‮ ،بن حميسي‮ كتب عن البحرية الجزائرية لكن كانت له الابواب مفتوحة في‮ تركيا هو أستاذ‮ يملك بطاقة‮ يدخل بها حيث شاء وما أعطى كان هائلا وأعتقد أنه كان‮ يفهم اللغة التركية أو هناك من‮ يساعده في‮ ذلك وأيضا من الكتاب لشرف الذي‮ ألف كتاب‮ ''‬أماكن وتسميات‮ ''‬والبحث في‮ هذه الفترة بالذات صعب،‮ هناك‮ 1500‮ كتاب كان‮ يجب علي‮ الاطّلاع عليهم كلهم ربما أقع في‮ جملة تفيدني‮ في‮ بحث آخر لذا مرت‮ 25‮ سنة وأنا أبحث‮.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.