أورد رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة، محمد الشريف ولد الحسين، أن الدولة ستُواصل تطهير القطاع ممن أسماهم ''الدخلاء'' عليه، أو ما يُسمى بالفلاحين المُزيفين، وحسب الأرقام التي أوردها، فإنه تم لغاية الآن تشطيب أكثر من 42 ألف فلاح مُزيف من، في سياق متصل، انتقد المتحدث سياسة استيراد مادة الطماطم في وقت بإمكان الجزائر تحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير هذه المادة، علما أن القطاع فقد خلال السنوات الأخيرة 08 ألف عامل بعدما تم غلق مصانع هامة في بعض الولايات. رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة الذي كان يتحدث في حصة ''ضيف التحرير'' على أمواج القناة الثالثة للإذاعة الوطنية، رافع من أجل إعادة الاعتبار لشعبة الطماطم، سيما وأن الجزائر سجلت خلال السنوات الأخيرة قدرات هائلة في هذا المجال وأثبتت أنها قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي والتوجه نحو تصدير كميات معتبرة، ومن بين الولايات التي كانت لديها مصانع التصبير نجد عنابة، سكيكدة، الطارف وڤالمة والتي فقدت فيما بعد عددا معتبرا من مناصب الشغل بلغ 08 ألف منصب مباشر وغير مباشر بسبب فتح المجال على مصراعيه للمستوردين. وحسب ولد الحسين، فإن سنة 5002 كانت نقطة القطيعة والتحوّل نحو الاستيراد بدل التصدير مثلما حدث للكثير من المنتجين الذين فضّلوا عدم المغامرة والاستمرار في حصد مزيد من الخسائر، ورافع المتحدث لصالح الإسراع في اتخاذ تدابير عاجلة لإنقاذ هذه الشعبة، وبرأيه فإن وزارة الفلاحة تتجه رويدا نحو هذا المسار، وهو ما بدأ يتضح من خلال مقارنة الإنتاج المُحقق سنة 9002 مع السنة التي سبقتها. وتُبين الأرقام التي أعلن عنها رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة، أن المساحة الإجمالية المزروعة لإنتاج الطماطم تراجعت من 23 ألف هكتار قبل حوالي عشرة أعوام إلى حدود 7 آلاف هكتار، وهو الوضع الذي قال إنه دفع بالدولة إلى استيراد 0032 طن من هذه المادة من تركيا مؤخرا، مُعلقا على هذه الوضعية بالتأكيد أنه من المؤسف أن تلجأ الجزائر إلى استيراد الطماطم في وقت لديها كل الإمكانات التي تسمح لها بالتصدير. ومن هذا المنطلق، أطلق تحذيراته من استمرار الوضع الحالي على الاقتصاد الوطني وعلى ممارسي هذه المهنة، ودعا إلى ضرورة التكتّل في تعاونيات من أجل إعادة الاعتبار للمساحة المزروعة، موضحا أن شعبة إنتاج الطماطم كانت تجلب مداخيل مالية للجزائر تتراوح بين 01 إلى 21 مليار دينار سنوات التسعينيات. وبعد تأكيده بأن الجزائر وصلت سنوات التسعينيات إلى حد تصدير الطماطم إلى روسيا وبلدان أخرى، ذهب إلى المُطالبة بضرورة وضع حدّ للاستيراد غير الشرعي لهذه المادة من بلدان الجوار، وإقرار إجراءات تحفيزية إضافية للفلاحين بهدف إعادة الاعتبار لهذا النشاط سيما مع التوجهات الجديدة للحكومة في الجانب الاقتصادي والذي يدفع تُجاه حماية الإنتاج الوطني.