في مبادرة هي الأولى من نوعها في مواجهة المخدرات، تجمع بين الفنانين والمثقفين من أجل صياغة رسالة للشباب الذي يبحث عن أي طريقة للانتحار وما أكثرهم في البحث عن النشوة والهروب من الواقع للوقوع في كماشات شبح لا يرحم من استسلم له.. الإدمان حالة نفسية وعضوية تنشأ من تكرار تعاطي الفرد للمادة المخدرة، فيصبح الاستمرار عليها وتعاطيها لازما وضروريا، ويترتب على التوقف عنها أو تقليل جرعاتها اضطرابات بدنية أو عقلية، وكذلك أضرار اجتماعية ونفسية، لذا تعد مشكلة المخدرات من أهم المشكلات التي تواجه الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والأمني والنفسي للمجتمع بصفة عامة، وعلى هذا الأساس فهي تحتاج منا إلى العمل بجدية في سبيل إعداد الخطط الفاعلة لمواجهتها والقضاء عليها. هناك طرق ووسائل عدة لمواجهة الإدمان، منها الاكتشاف المبكر كخطوة مهمة لعلاج المدمنين، والتعرف على الاتجاهات والاستراتجيات الحديثة لمحاربة الظاهرة، وتدعيم العمل الأهلي التطوعي، وذلك بالإضافة إلى الدور المهم لوسائل الإعلام في مواجهة هذه المشكلة، وضروري جدا إنشاء برامج للوقاية من الإدمان، على مستويات مختلفة مثل الأسرة والمدرسة والأصدقاء وأجهزة المجتمع والإعلام، ويتحقق ذلك بإعداد البرامج الإعلامية المتخصصة التي يجب أن تقوم به الجمعيات الأهلية عن طريق شخصيات المجتمع المحبوبة والتي تشكل قيما أخلاقية مثل الفنانين والرياضيين والإعلاميين. مشكلة تعاطي المخدرات واحدة من أخطر المشكلات النفسية والاجتماعية التي تواجه العالم كله بمختلف مجتمعاته العربية والغربية وأنها لا تهدد مجتمعا واحدا فحسب، وإنما تهدد كل المجتمعات سواء المتقدمة أو نامية. وتنتشر المشكلة في مختلف الطبقات الاجتماعية ومختلف الأعمار، وإن كان أكثر مرحلة المراهقة والشباب وهي المرحلة التي تعتمد عليها الدولة في إنتاج أبنائها وتمثل المشكلة أضراراً مادية وصحية ونفسية بالغة. مشكلة وقوع الشباب في مصيدة المخدرات تسبب كثير من المشكلات الاجتماعية كالسرقة والقتل والاغتصاب والنزاع الأسري. ومهما كانت الظروف الاجتماعية المهيئة للتعاطي مثل أسلوب الشدة في المعاملة أو التدليل دون الحد وزيادة عدد أفراد الأسرة ووقوع الطلاق وحدوث الانحلال الأخلاقي داخل الأسرة، فإن المجتمع له المسئولية الكاملة في الوقاية من الإدمان. وتبني برامج تحسيسية من طرف الأسرة الفنية والمثقفة خطوة جديرة بالاهتمام، خاصة وأن الشباب من مستهلكي المادة الفنية ويتأثرون بمن يحبون أكثر من تأثرهم بالمدرسة والعائلة. فقط يبقى تثمين العملية وتوسيعها وإحاطتها باهتمام الإعلام إذا كنا حقا نريد أن نضيق على الآفة ونغلق منافذ التسرب اليها. ويمكن أن نفتح قوسا مهما في ظل المشاكل التي يعرفها قطاع التربية والانسداد الذي وصل اليه الحوار المتقطع ولعبة الغول التي لم تعد تستهوي أطفالنا بل وعلى العكس انفلت الجميع عن الخط وتفرقت الصفوف ولم يعد مهما أداء النشيد الوطني صباحا ومساء لأن الأمور دخلت المنطقة الحمراء بخصوص مصداقية التعليم ومصداقية وعود الحاكمين بزمام الأمور التي انفلتت وأصبح الأمر يتطلب حزما أكبر وجرأة في الاعتراف بالخطأ وتصحيحه قبل فوات الوقت الإضافي ..