أخيرا أعطت وزارة الداخلية البريطانية، بعد ظهر أمس، الضوء الأخضر لترحيل الملياردير الجزائري رفيق عبد المومن خليفة لتعاد محاكمته في الجزائر، إلا أن القرار يعني أيضا أن القضية ستعود من جديد إلى أروقة العدالة على مستوى محكمة النقض في لندن، حيث سيقدم دفاع المتهم طعنا في أجل أقصاه 14 يوما. وجاء قرار التسليم بعد سلسلة من التأجيلات التي أقرتها وزارة الداخلية منذ صدور القرار القضائي الأول عن محكمة ويستمنستر اللندنية قبل 10 أشهر كاملة، وتحديدا منذ تاريخ 25 جوان الماضي، والذي أعطى الجزائر الحق في تسلم الخليفة المدان غيابيا بالسجن المؤبد في حكم صادر عن محكمة البليدة في مارس .2007 وأكدت إيلن ميلر، المتحدثة باسم الداخلية البريطانية في رسالة إلكترونية ل ''المستقبل'' قرار التسليم، وأوضحت أن أسباب القرار سُلمت للأطراف المعنية ولا يجوز كشفها للرأي العام، مشيرة إلى أن أمام المتهم 14 يوما لتقديم الطعن في القرار وإلا سيتم ترحيله بعد نهاية المهلة مباشرة، غير أن محامية الخليفة أنا روثوال سبق أن أكدت في حديث سابق ل ''المستقبل'' أنها جهزت مسبقا ملفا للطعن على مستوى محكمة النقض في لندن حيث أشارت في حديثها أيضا إلى أنها كانت تتوقع قرارا يقضي بترحيل موكلها، كما أكدت أنه من غير الوارد أن يعطل الوزير حكما قضائيا أوليا صدر في غير صالح موكلها وهو ما تم بالفعل. وكان من المنتظر أن يصدر قرار الداخلية الأول قبل تاريخ 24 أكتوبر الماضي بناء على المهلة الأولى التي حددها قاضي ويستمنستر تيموتي ووركمان، غير أن الداخلية طلبت مهلة ثانية إلى غاية ديسمبر، ثم ثالثة انتهت الشهر الماضي ثم رابعة وأخيرة، حسب أوامر القاضي، كان مقررا أن تنتهي يوم غد الجمعة. ومع إعلان قرار التسليم الذي طال انتظاره، سيكون على السلطات الجزائرية انتظار نهاية فصول معركة قضائية جديدة على مستوى محكمة النقض في لندن، وإن كان مستبعدا أن تشهد جلسات ماراطونية كالتي عرفتها المحاكمة الأولى في ويستمنستر، حيث وبحسب التقاليد القضائية سيتقدم دفاع المتهم بإيداع الطعن قبل يوم 12 ماي الداخل ليبدأ القضاة في دراسة الملف دون عقد جلسات علنية إلى غاية تبليغ الأطراف المعنية بالحكم النهائي والذي يُتخذ عادة خلال بضعة أسابيع، حسب ما أكدته لنا المحامية روثوال في اتصال سابق. وفي حالة الخليفة، المواطن الجزائري، فإن قضيته ستطوى على مستوى محكمة النقض ولن يكون بإمكانه رفع قضيته إلى المحكمة العليا أو مجلس اللوردات أو المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وهذا دائما استنادا إلى تصريحات المحامية.