كشفت مصادر عليمة أن أنباء تدور في الأيام القليلة الماضية حول تغييرات مرتقبة في مناصب المسؤولية ببنك الجزائر، تشمل مديرين مركزيين ومستشارين لمحافظ البنك محمد لكصاسي. وأشارت تلك المصادر الى ان حركة واسعة سيتم الإعلان عنها قريبا، وتضم القائمة أسماء عشرات المسؤولين سيتم ترقيتهم وآخرين سيتم إحالتهم على التقاعد وآخرين تم تفضيل تعيينهم في مناصب شرفية قبل إحالتهم على التقاعد، وذلك في خطوة لإبعادهم من ممارسة مهام المسؤولية لأسباب مهنية تتعلق بارتكابهم أخطاء متصلة بالنشاط اليومي للبنك. وحسب نفس المصادر، فإن وزارة المالية باعتبارها الوزارة الوصية وافقت على تلك الحركة التي اقترحا محافظ البنك. وليست هذه أول مرة يتم الحديث عن تغييرات في مناصب المسؤولية في بنك الجزائر، غير أنها تأجلت في أكثر من مرة لأسباب بقيت مجهولة ربطها البعض مع محاولة تغليب الاستقرار على التغيير في الظرف الحالي الذي يشهد محاولة لإعادة ترتيب النظام المصرفي الجزائري والذي غالبا ما يكون مرتبطا مباشرة بنشاط البنك المركزي ونشاط البنوك العمومية. وترجح نفس المصادر ان يكون هذا التغيير مقدمة لإجراء تغيير على هرم البنك في محاولة إعطاء نفس جديد لعمله في ظل التحولات العميقة التي تعرفها الجزائر على المستوى الاقتصادي. ويقصد بالتحول العميق احداث تغيير على رأس البنك من خلال تعيين خليفة جديد لمحمد لكصاسي بعد تسع سنوات قضاها على رأس بنك الجزائر. وكانت مصادر إعلامية تحدثت شهر سبتمبر من العام الماضي، وعلى نطاق واسع، عن تغيير مرتقب على رأس بنك الجزائر ويمس أيضا نواب المحافظ المعينين من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بمرسوم رئاسي. وذلك تمهيدا لحركة واسعة تمس مديري البنوك العمومية. وللإشارة فإنه بمقتضى قانون القرض والنقد المعدل العام 1002، فإن مهمة المحافظ غير محددة ورئيس الجمهورية هو الذي يعين المحافظ ونائبيه، بعد أن كان محدد لهما عهدة بست سنوات للمحافظ وخمس سنوات لنائبيه والذين تحولوا وفقا للأمر رقم 30-11 المؤرخ في 62 أوت 3002 المتعلق بالقرض والنقد إلى ثلاثة نواب لمحافظ البنك. ويتمتع محافظ بنك الجزائر بصلاحيات واسعة وفقا للتعديلات المنصوص عليها في قانون القرض والنقد، إذ يعد رئيس مجلس القرض والنقد ورئيس مجلس إدارة مجلس القرض والنقد فضلا عن ترؤسه اللجنة المصرفية، كما يترأس مجلس إدارة بنك الجزائر رفقة ثلاثة نواب وثلاثة موظفين سامين. ويشغل محمد لكصاسي منصب محافظ بنك الجزائر منذ نهاية 1002 خلفا لعبد الوهاب كيرمان. وقد شهدت عهدته أهم تعديل لقانون القرض والنقد في أوت 3002 بعد تعديل أولي طفيف في 1002 مسّ بالخصوص إلغاء تحديد عهدة محافظ بنك الجزائر، حيث تم من خلال تعديل العام 3002 تقييد مهام محافظ بنك الجزائر ونوابه على خلفية فضيحة بنك الخليفة وتشديد العامل الرقابي القبلي والبعدي على البنوك وإعادة تحديد مهام وصلاحيات اللجنة المصرفية وتوسيع مهام مجلس القرض والنقد.