وصل الرهينتان الاسبانيان اللذان افرج عنهما بعد احتجازهما في مالي طوال تسعة اشهر على يد تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي، الى مطار برشلونة (شرق اسبانيا) ليل الاثنين-الثلاثاء، على ما افاد صحافي من وكالة فرانس برس. وكان الكاتالانيين روكي باسكوال (50 عاما) وألبرت فيلالتا (35 عاما) المتطوعان في منظمة اكسيو سوليداريا الكاتالونية، اختطفا في موريتانيا في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2009 خلال مشاركتهما في عداد بعثة انسانية. ووصل الرجلان الى مطار برشلونة اتيين من واغادوغو الثلاثاء عند الساعة 01,20 (23,20 ت غ الاثنين). وبدا عليهما التعب وكان فيلالتا يسير على عكاز. وقال فيلالتا في تصريح مقتضب بعيد وصوله الى المطار "انه يوم مهم جدا بالنسبة لنا، هذه الاشهر التسعة التي قضيناها كرهائن كانت قاسية والان نحن احرار. انا سعيد للغاية ومتاثر جدا". واضاف "نعلم ان الحكومة الاسبانية بذلت جهدا دبلوماسيا مهما مع كافة حكومات المنطقة. نحن فخورون جدا بحكومتنا". وتوجهت زوجتاهما وطبيب نفساني وعدة موظفين الى بوركينا على متن الطائرة الخاصة التي اقلعت عائدة من واغادوغو بعيد السابعة والنصف مساء الى اسبانيا. وتم الافراج عنهما بعد ايام من تسليم موريتانيا الى مالي عمر سيد احمد ولد حمة، المالي الملقب بعمر الصحراوي والذي ادين بخطف هذين العاملين الانسانيين الاسبانيين في موريتانيا. وافاد فرد في عائلة عمر الصحراوي انه تم الافراج عن قريبه، وذلك في تصريح لفرانس برس الاثنين. وقال محمد ابن عم عمر "لقد افرج عن عمر قبيل الافراج عن الاسبانيين، لقد رأيته بام عيني". وكانت عودة "عمر الصحراوي" الى مالي من الشروط التي طلبها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي للافراج عن الاسبانيين. واعرب رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس رودريغث ثاباتيرو في تصريح مقتضب عن سعادته قائلا ان "اليوم عيد"، معلنا عن هذا الافراج دون ان يتحدث عن فدية خلافا لما افادت بعض الصحف. وقال ثاباتيرو "انه خبر سار جدا (...) يضع حدا لعملية ارهابية كان من الافضل ان لا تقع ابدا" قبل توجيه "الشكر لعدة حكومات لا سيما حكومات المنطقة التي احتجز فيها الرهينتان"، وكذلك المغرب. واكد تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي انه افرج عن الرهينتين منذ الاحد مقابل الاستجابة ل"بعض مطالبه"، وهو ما اعتبره "درسا" على فرنسا ان تتعلمه، وذلك في تسجيل صوتي بثته صحيفة "الباييس" الاسبانية الاثنين على موقعها على الانترنت. ووصل الرهينتان بعد ظهر الاثنين الى واغادوغو، كما افاد مراسل لفرانس برس، على متن مروحية لجيش بوركينا هبطت على بعد مائة متر من مقر الرئاسة في واغادوغو. وافادت صحيفتا الموندو وآ.بي.ثي الاسبانيتان ان عملية الافراج عن الرهينتين بدات بعد ترحيل عمر الصحراوي. وتحدثت الصحيفتان عن دفع فدية قالت الموندو انها بلغت 3,8 مليون يورو (الموندو) وآ بي ثي انها عشرة ملايين. لكن رئيس الحكومة الاسبانية لم يتحدث عن اي فدية ولا عن تسليم "عمر الصحراوي" في تصريحه المقتضب الذي لم يطرح اثره الصحافيون اي سؤال. ونفت الحكومة بشدة في اذار/مارس دفع اي فدية مقابل الافراج عن اليثيا غامث المتطوعة الثالثة من منظمة اكسيو سوليداريا التي خطفت مع روكي باسكوال وألبرت فيلالتا. وجاء في التسجيل الذي قرأه "صلاح ابو محمد المسؤول الاعلامي في تنظيم القاعدة في بلادالمغرب الاسلامي" وحدد تاريخه يوم الاحد، ان "وفق الله عز وجل المجاهدين لايجاد تسوية ايجابية لملف الاسيرين الاسبانيين البرت بيلالتا وروكي باسكوال، فتم اليوم الاحد اثنا عشر رمضان 1431 هجرية، اطلاق سراحهما مقابل الاستجابة لبعض مطالبنا". واضاف "وهو درس يتوجب على الساسة الفرنسيين استيعابه جيدا مستقبلا، فقد كان بامكانهم التعاطي بعقلانية ومسؤولية مع المجاهدين، وكان بوسعهم تفادي الرعونة والحماقة والغدر الذي جعلهم يتسببون في مقتل مواطنهم". وكان مسؤول القاعدة يشير الى العملية الموريتانية-الفرنسية الفاشلة التي نفذت في مالي في 22 تموز/يوليو بهدف الافراج عن الرهينة الفرنسي ميشال جرمانو وانتهت بمقتل سبعة من عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وفق موريتانيا. ولم يتم تحرير الرهينة خلال هذه العملية، واعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي اعدامه في 24 من الشهر نفسه انتقاما لمقتل عناصره. واثار هذا الهجوم مخاوف مدريد على مصير الرهينتين الاسبانيين المحتجزين لدى مجموعة من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي يقودها الجزائري مختار بلمختار الملقب ب"الاعور". الا ان منظمة اكسيو سيوليداريا اعلنت في 16 اب/اغسطس ان عائلتي الرهينتين تلقتا "ادلة على وجودهما على قيد الحياة" وعلى انهما سالمان وان المفاوضات متواصلة من اجل الافراج عنهما. واعرب مدير اكسيو سوليداريا فرانثسك اوسان الاثنين عن ارتياحه قائلا "نحن سعداء جدا (...) بعد تسعة اشهر طويلة من الاحباط". وحيا رئيس بلدية برشلونة جوردي هيرو الاشتراكي جهود الحكومة.