رمى الشيخ سعدان، أمس، المنشفة وأعلن عن استقالته من العارضة الفنية للفريق الوطني بعد أقل من 42 ساعة عن تعثر تشكيلته سهرة الجمعة امام تنزانيا (1-1)، بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، لحساب الجولة الاولى من تصفيات كأس الامم الافريقية 2102، حسبما اعلنته الاتحادية الجزائرية أمس السبت في موقعها على الانترنت. وأوضحت الاتحادية أن استقالة رابح سعدان لقيت موافقة رئيس الاتحادية الجزائرية كرة القدم، محمد روراوة، الذي شكره وحياه على العمل الممتاز الذي قام به. وكان رابح سعدان قد نصب على رأس الطاقم الفني ل ''الخضر'' في شهر أكتوبر من عام 7002، وقاد المنتخب الجزائري الى نهائيات كأس العالم وإفريقيا 0102 بعد غياب دام 42 سنة. يبدو ان تداعيات التعادل المخيب الذي سجله المنتخب الوطني في مستهل تصفيات الامم الافريقية المقبلة امام المنتخب التنزاني كانت الفرضة الاخيرة للشيخ سعدان لتأكيد استمرار مهمته على رأس الفريق الوطني الجزائري رغم أن الاهداف المسطرة كانت تحقيق التأهل الافريقي، حيث قدم الطاقم الفني للمنتخب الوطني بقيادة رابح سعدان استقالته أمس من العارضة الفنية للمنتخب، وذلك بعد ضغوط نفسية كبيرة عانى منها الشيخ جراء الانتقادات التي مست شخصه، مطالبة برحيله عقب الهزيمة امام الغابون وديا ليكون التعادل امام تنزانيا قبل يومين بالبليدة القشة التي قسمت ظهر الناخب الوطني، خاصة أن الفوز كان في المتناول، إلا أن نتيجة التعادل في الديار قلصت من حظوظ المنتخب في التأهل مباشرة الى الكان المقبلة، وهو ما دفع سعدان الى تقديم استقالته من منصبه، وهو ما وافق عليه محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري الذي اكد بأنه تم الاتفاق على فسخ العقد بالتراضي على ان يتم اعلان اسم خليفته لاحقا. وقد انهيت مهام كل من رابح سعدان ومساعديه زهير جلول المدرب المساعد وحسن بلحاجي مدرب الحراس. الشيخ ينزل في أول محطة رسمية قبل أن تتحول الإنجازات إلى سلسلة من الإخفاقات تولى سعدان زمام العارضة الفنية للمنتخب في سبتمبر 2007 اين استطاع بفضل خبرته وحنكته والامكانات الهائلة التي سخرتها السلطات العليا لإعادة الكرة الجزائرية للمحافل القارية والدولية، وتوجت الجهود بالتأهل المزدوج لنهائيات الامم الافريقية بأنغولا بعد الغياب عن نسختين ومن خلال التأهل لمونديال جنوب افريقيا بعد ربع قرن من الغياب، كما انه نجح في قيادة الخضر الى المربع الذهبي في المنافسة القارية بعد 02 سنة من الغياب عنها، وهو انجاز عجز عن تحقيقه كل المدربين الذين جاؤوا بعد المدرب المحنك عبد الحميد كرمالي صاحب الفضل في اول كأس قارية للجزائر والتي دارت في بلادنا عام 0991. في الحقيقة فإن اسباب انسحاب سعدان من منصبه عديدة، فقد عانى من ضغوط كبيرة بعد نهاية المونديال، فقد كان مطالبا بتدعيم الطاقم الفني بمدرب قادر على اعطاء دفع للمنتخب عكس مساعديه الذين يقتصر عملهم على بعض الامور الثانوية، هذا بالإضافة الى تردي نتائج المنتخب في الآونة الأخيرة، حيث لم يحقق أي انتصار منذ بلوغه المربع الذهبي في كأس إفريقيا أما م كوت ديفوار باستثناء الفوز الودي على الامارات من ضربة جزاء. فقدانه السيطرة على المجموعة وراء رحيله يرى بعض المتتبعين للشأن الرياضي الجزائري أن السبب الرئيس وراء إقالة أو استقالة الشيخ سعدان هو شعوره بانفلات الامور من بين يديه وفقدانه السيطرة على المجموعة التي اضخت على فوهة بركان، خاصة وان بعض اللاعبين اصبحوا يلعبون وفق أمزجتهم، فالكل كان يجري بالكرة كيف وأين شاء في صورة اثبتت الفوضى في اللعب وغياب الانضباط التكتيكي التي اصبح المنتخب عرضة له، خاصة في إقامة جدار الصد مثلا الذي جاء من ورائه الهدف، اضف إلى ذلك التنافس غير الاحترافي في تعيين منفذ الكرات الثابة حيث غالبا ما كان اللاعبون يتنافسون حول تنفيذها، هذا بالاضافة الى دخول لاعبين لا يتمتعون بكامل امكاناتهم، كيبدة وحليش اللذين لم يلعبا اي مواجهة ودية او رسمية منذ نهاية المونديال، وهو ما اثر على مردودهم الفني والبدني وادى الى اصابة حليش في نهاية اللقاء، هذه كلها اسباب ادت الى الموافقة على إبعاد الشيخ سعدان من المنتخب قبل فوات الأوان، خاصة وأن الانصار عطشى للفوز، وقد يتحولون إلى ورقة غير رابحة في ''حسبة'' التصفيات الافريقية بن شيخة قد يكون مدربا مؤقتا في هذا الوقت بالذات فإن الاتحادية تبحث عن الخليفة المناسب ليحل محل سعدان المنسحب حيث تشير بعض المصادر الى ان روراوة سيوكل المهمة لعبد الحق بن شيخة مدرب المنتخبين المحلي والاولمبي الى غاية مواجهة افريقيا الوسطى في 01 اكتوبر القادم، وبعدها سيقرر من سيكون على رأس العارضة الفنية، خاصة ان الاخير قد اثبت قدراته مع منتخب المحليين الذي اهله لكأس الامم الافريقية في السودان العام القادم، والمنتخب الاولمبي الذي بات اقوى بمجيئه، وقد يكون في الطاقم الفني الموسع بعد اللقاء القادم.