، في المواجهات التي تواصلت أمس السبت بين قوات موريتانية وعناصر من تنظيم ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' شمال مالي. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أمس، عن مصدر أمني جزائري، تأكيده ''وقوع عديد الضحايا بين قتيل وجريح في صفوف الجيش الموريتاني''، وأضاف المصدر الذي امتنع عن كشف هويته، أنه ''وقعت خمس عربات للجيش الموريتاني على الأقل، بين أيدي الجماعة الارهابية، وعدد القتلى ارتفع حاليا إلى ما لا يقل عن 51''. من جهة ثانية أكد مسؤول عسكري موريتاني رفيع المستوى، لوكالة الأنباء الفرنسية، ارتفاع الحصيلة المؤقتة للمواجهات، وقال ''لدينا خمسة قتلى في صفوفنا، وتسعة جرحى غالبيتهم جروحهم طفيفة''، وأضاف ''جيشنا قتل 21 إرهابيا مسلحا، وجرح العشرات منهم''. بدوره، ذكر منتخب محلي من شمال مالي للوكالة الفرنسية، أنه ''حسبما ذكره لنا بدو قادمون من مناطق قريبة من مسرح المعارك التي دارت الجمعة، فإن الكثير من العسكريين الموريتانيين قتلوا''. وحسب شاهدين ينتميان إلى نفس العائلة، تحدثا إلى مراسل ''فرانس برس'' عبر الهاتف، فإنهما ''شاهدا بالصحراء المالية، عبور ثلاث عربات عسكرية للجيش الموريتاني'' وقعت بين أيدي عناصر التنظيم الإرهابي. وكان الشاهدان متواجدين على بعد حوالي 05 كلم من بلدة رأس الماء (532 كلم غرب تمبكتو) والمنطقة التي شهدت المواجهات. كما أكد المنتخب المالي أنه ''فعلا هناك خمس عربات للجيش الموريتاني وقعت بين يدي المسلحين''. ويربط المراقبون بين المواجهات الجارية شمال مالي وعملية اختطاف سبعة من موظفي شركة الإنشاءات الفرنسية فينشي وشركة أريفا للطاقة النووية في شمال النيجر الخميس الماضي، من بينهم خمسة فرنسيين. واتهمت الحكومة الفرنسية ''الجماعة السلفية'' بالوقوف وراء اختطافهم. ويعد التدخل العسكري الموريتاني بالأراضي المالية الثاني من نوعه، بعد نحو شهرين من عملية عسكرية فرنسية موريتانية ضد مواقع للتنظيم الارهابي في صحراء شمال مالي. وبحسب باريس فإن هجوم 22 جويلية هدف الى تحرير ميشال جيرمان (87 عاما) الذي كان خطف قبل اشهر في شمال النيجر، غير ان المختطفين اعلنوا في 52 من نفس الشهر انهم اعدموا الرهينة انتقاما لمقتل عناصرهم في الهجوم. ودعوا بعيد ذلك الى الانتقام من فرنسا، ووصف رئيسها نيكولا ساركوزي في رسالة إلكترونية بأنه ''عدو الله''. وقال ابو انس الشنقيطي احد قادة هذا التنظيم في بيان نشرته مواقع إرهابية على الانترنت ''إلى عدو الله ساركوزي أقول: لقد ضيعت الفرصة على نفسك وفتحت باب البلاء على بلدك''. وهي العملية التي كان تدبيرها وتنفيدها محل انتقاد من عديد حكومات المنطقة، التي تحفظت على مشاركة فرنسا في العملية، باعتبار أن ذلك يتعارض مع الاتفاقيات السابقة بين دول المنطقة، التي جعلت من التدخل العسكري خطا أحمر. كما أدانت المعارضة الموريتانية وقتها العملية، واشتراك قوة فرنسية في تنفيذها، وحذرت من عواقبها على الداخل الموريتاني.