شهدت قاعة ''الموڤار'' بالعاصمة مساء الإثنين من بحر هذا الأسبوع توافد النخبة الفنية والأسرة الإعلامية، مخرجين ومنسقين عن الجانبين الجزائري والفرنسي على العرض الشرفي الأول لفيلم ''ازهر'' للمخرجة الجزائرية فاطمة الزهراء زموم التي دخلت ميدان الإخراج للمرة الأولى مع كتابة النص، بعد حلم طفولي لازمها. الفيلم أعاد بذاكر الحضور إلى فترة العشرية السوداء، لكنه لم يخل من لحظات الدراما والضحك، نظرا لسهولة النص وتلقائيته وهو جانب إيجابي في الفيلم على الرغم من أن اللهجة فيها مزيج من مناطق الشرق الجزائري، بالإضافة إلى اللغة الفرنسية التي بدا فيها أن المخرجة لم تقدم فيلمها للإنسان الجزائري بقدر ما هي تطمح لشيء خفي في ذاتها ويسهل على المشاهد اكتشافه، وقد أعربت المخرجة ل ''المستقبل'' في هذا الشأن بأنها تريد أن تعبر للعالم عن معاناة الجزائري في تلك السنين كونها جزائرية، على الرغم من أن طبيعة الخناق الاجتماعي الذي كان سائدا كان يفرض على الجزائري إثبات هويته كجزائري للحفاظ على كينونته سواء عاش أو مات، غير أن طموحها لصناعة اسم لها في الضفة المقابلة بالتأكيد هو الذي حتم عليها فرنسة الفيلم إلى حد أنه بدا فيلما جزائريا مصدّرا للآخر وبثقافته هو، وقد يكون ذلك راجعا إلى الإمكانات المادية الخاصة من الجانبين الجزائري والفرنسي والتي قدرت ب 000 . 06 أورو. وقد مثل في البطولة فضيلة بلقبلة التي بدت متمرسة حد الشهرة في التمثيل، بارعة في الحركات وحتى في النطق بالنسبة للهجة واللغة الفرنسية وسهولة انتقالها بين هذه وتلك، إضافة إلى البطولة الرجالية التي قادها عبد القادر قادة، وآخرون وحبكة النص التي كانت رائعة شدت إليها المشاهد. للإشارة فإن المخرجة فاطمة الزهراء زموم تستعد إلى إطلاق صرخة جزائرية أخرى في عالم السينما من خلال فيلم ''قداش تحبني'' الذي كتب نصه عبد القادر قادة، وأوكلت فيه البطولة لكل من بهية راشدي وعبد القادر تاجر. وتدور وقائعه حول عطف وحنان الجد والجدة على حفيدهما ونجاحهما في تعويض حنان الأبوة بعد أن شاء القدر أن يكون الطلاق بين أب وأم حفيدهما الوحيد، وسيبدأ التصوير في خلال شهر حسب تصريح المخرجة زموم ل ''المستقبل''.