أهمية الأعمال الفنية تكمن في الطريقة الجديدة التي يعتمدها الفنان في إيصاله الأفكار للطرف الآخر، وهذا المنهج اعتمده الفنان طارق مسلي في معرضه برواق ''محمد راسم'' الذي يتواصل الى غاية 30 ماي الجاري ، ويشمل العديد من أعماله الفنية والتي اختار لها شعار "إطار بدون هوية''. المتجول في فضاءات معرض الفنان التشكيلي طارق مسلي يشاهد الكثير من الصور الكبيرة لأشخاص، نرى أجسادهم دون وجوه، وهم يحملون اللوحات الفنية الخاصة بمسلي، وعن هذه التقنية الجديدة اوضح الفنان طارق مسلي ''للمستقبل '' أنه أراد أشخاصا يرفعون لوحاته بدل رفعها أو تعليقها بشكل كلاسيكي على الجدران، وقال انه حرص على إخفاء الوجوه كي لا تبرز ملامحها ليظهر الشخص دون هوية أي لا يظهر إن كان أبيض أو أسود، أو اروبيا أو آسيويا، المهم أن يظهر ما يحمله من فن وقيم. واضاف قائلا ''إن تقنية معرض اللوحات وهي تقنية المرايا تطيل التواصل مع جمهوره، بمعنى أنني أردت تكسير الحدود والأطر التقليدية للوحة، وتقوم هذه التقنية على شق قماش اللوحة بالرغم من أنه مكلف واستبدال القطعة المنزوعة بمرآة، فتبدو خلفية الشكل المرسوم (غالبا ما يكون جسدا) مرآة تعكس صورة الزائر الواقف عند اللوحة لينظر الى نفسه وكأنه أحد رسوماتها وبالتالي تفتح عنده أبواب التساؤلات والتأملات''. يحوي المعرض ايضا لوحات لا تتضمن سوى الفراغات التي ملأتها المرايا في اللوحات السابقة، بمعنى أن الأجساد ترسم بالألوان الزيتية وبأشكال مختلفة ذات ظل واضح ولا يرسم غيرها، وذلك إلى جانب مجموعة أخرى من اللوحات الكاملة أي التي تجمع لوحات المرايا واللوحات ذات الأجساد بشكل عادي. نشاهد ايضا في هذا المعرض لوحات اخرى مميزة كاللوحة الرملية بالأبيض والأسود. وفي المعرض ايضا نعثر على أقمصة وسراويل بيضاء يعرض عليها فيلم سجله الفنان في فرنسا، يضم شهادات لأشخاص من جنسيات مختلفة يتحدثون عن علاقتهم بملابسهم ، أي المناسبات السارة او الحزينة التي استعملوا فيها قطعة دون الأخرى وصارت تذكرهم بتلك الاحداث. صفوة القول ننصح كل عاشق للفن التشكيلي ان يزور المعرض لانه جميل.