كشف الأمين العام بوزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي محمد خياط عن تشديد العقوبات على المستخدمين والأولياء الذين يشغلون أطفالهم خلافا لما ينصّ عليه تشريع العمل. وأشار محمد خياط في كلمته بمناسبة تخليد اليوم العالمي ضد عمالة الأطفال إلى تعزيز مشروع قانون العمل الجديد بنصوص تتضمن أحكاما فيما يخص تحديد الأعمال الخطرة على الأطفال وكذا تشديد العقوبات على المستخدمين والأولياء الذين يشغلون أطفالهم خلافا لما ينصّ عليه تشريع العمل أي الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 سنة. ورغم أن نتائج المراقبة أكدت حسب كلمة الأمين العام بأن هذه الظاهرة تقريبا منعدمة في بلادنا إلاّ أنه أشار إلى الوعي الكامل بأهمية الدور الحيوي لجهاز تفتيش العمل في مراقبة احترام السن القانوني في العمل وحماية الأحداث في العمل، حيث تم بذل مجهود كبير في هذا الشأن بدعم الموارد المادية والبشرية لمصالح مفتشية العمل في القضاء على هذه الظاهرة. وقال في السياق ذاته أن مصالح مفتيشية العمل سجلت نسبة ضعيفة لأعداد الأطفال العاملين في القطاع الاقتصادي في إطار علاقة عمل (عمل أجراء)، حيث قدرت النسبة ب0 .17 ٪ الشيء الذي يؤكد النسب الضئيلة المسجلة في سنتي 2006 (0,45 ٪) و 2002 (0,56 ٪). ورغم أنّ بلادنا لا تعرف حالات لأسوأ أشكال عمال الأطفال كما هو موجود في بعض البلدان، يضيف أنه أمام تحديات القضاء على عمالة الأطفال، سعت الجزائر منذ سنوات على تعزيز أعمال الوقاية من خلال مقاربة شمولية تنبني تنسيق جهود كافة المتدخلين من دوائر وزارية وفعاليات جمعوية وتربوية. وعقّب أن هذه المقاربة تتخذ أبعادا متعددة بين ما هو مؤسساتي وتشريعي على غرار المخطط الوطني للطفولة الذي تمت المصادقة عليه سنة ,2008 إضافة إلى إلزامية ومجانية التعليم للأطفال ما بين 6 و16 سنة، وبالمقابل اتخاذ تدابير في سياق التكوين المهني والتمهين. كما انتهى الأمين العام في كلمتة إلى أنه ما يُعتمد عليه من وسائل لاقناع المستخدمين بعدم تشغيل الأطفال لا يجب أن ينحصر فقط على النصوص القانونية الملزمة، ولا على مبدأ منح المساعدات المادية للعائلات، بل ينبغي بالأحرى أن ينبني على إبراز قيمة الطفل في بناء مجتمع منسجم، متحضر ومتطور، ليشير في السياق نفسه إلى تفعيل أعمال الوقاية من خلال الجهاز الوطني للوقاية ومكافحة عمالة الأطفال في الجزائر والعمل جاهدا للحد من هذه الظاهرة. من جهته أكد نور الدين بن براهم، القائد العام للكشافة الجزائرية، خلال تدخله، أن الجزائر تسعى جاهدة للقضاء على عمالة الأطفال من خلال دعم التدريس والتكوين المهني وجعله بديلا للحياة القاسية التي يعيشها بعض أطفال الجزائر، ونفى بن براهم أن تكون النسبة المرتفعة للتمدرس في الجزائر علاقة بانعدام عمالة الأطفال، قائلا ''شوارع الجزائر لا تخلوا من الأطفال العاملين خصوصا في التجارة وفي ميادين أخرى''، ودعا المجتمع المدني والأسرة خصوصا للعودة إلى لعب دورها الأساسي بدفع الأطفال إلى الدراسة والتحصيل العلمي بدل دفعهم إلى العمل في سن مبكرة. وبلغة الأرقام وحسب ما جاء في الإحصائيات الوطنية التي تقدمها مصالح مفتشية العمل حول عمالة الأطفال، فإن الظاهرة لا تعرف الرقاماغلمن انتشار كبيرا في الجزائر، حيث تم إحصاء سنة 2008 نسبة ضعيفة لعمالة الأطفال في الجزائر حيث بينت العملية التي مست أكثر من 4800 مؤسسة تشغل أكثر من 38 ألف عامل، تسجيل نسبة 17,0 بالمائة تمثل عمالة الأطفال أي ما يعادل 68 طفل اقل من 16 سنة. فيما تم سنة 2006 تسجيل 156 طفل على مستوى أكثر من 3800 مؤسسة يعمل بها أكثر من 28 ألف عامل مما يعني أن النسبة المسجلة لم تتجاوز 54,0 بالمائة، فيما تم سنة 2002 تسجيل 95 طفل عامل على مستوى أكثر من 5 آلاف مؤسسة يعمل بها أكثر من 16 ألف عامل، مما يعني نسبة 56,0 بالمائة.