اقتربت تركيا كثيرا بمواقفها الصلبة من الدول العربية المؤيدة والداعمة للمقاومة، ومضعفة بذلك مواقف من يسمون بالمعتدلين، وقد كان للدور التركي الأخير في دعم اسطول الحرية قبل انطلاقه ثم ما تلى ذلك من مواقف قوية جدا للحكومة التركية بعد العدوان عليه الأثر البارز في تحريك المياه الراكدة وتذكير العالم بمأساة غزة المسكوت عنها والتي أراد البعض لو تدوم وتستمر، غير أن خطأ إسرائيل جعلها تدفع الثمن غاليا حيث تقوى مواقف الدول الداعمة للمقاومة بانضمام تركيا القوية التي جعلت بدورها حلفاء تل ابيب الغربيين يكثفون عليها الضغوطات كي ترفع الحصار عن قطاع غزة، ورغم أن رفعه لم يتم إلى حد الآن إلا أن الدور التركي على ما يبدو بدأ يؤتي بثماره من خلال إعلان الاحتلال عن إجراءات للتخفيف من الحصار مكرها ومرغما بسبب ما مارسته تركيا من ضغوطات أكدت فعلا أنها تدافع عن الفلسطينيين بصدق وجد وليس تمثيلا ورياء، على عكس بعض الحكومات العربية التي تطعن الفلسطينيين في السر وفي الظهر وتتمنى لو تظل غزة محاصرة وتستأصل إسرائيل حماس من الجذور. لقد ربحت القضية الفلسطينية وتيار المقاومة في فلسطين والعالم العربي والإسلامي دولة كبيرة اسمها تركيا، ودبلوماسية قوية ونزيهة ومشرفة اسمها دبلوماسية الصدق والمبادئ وبإمكانها أن تلعب دورا إيجابيا من اجل الدفاع عن الحقوق العربية، وما على الدول العربية الصادقة سوى مد اليد لها والتعاون معها والتضامن معها مثلما أعلن عن ذلك فاروق الشرع اول امس من الجزائر، وبالتأكيد فإن تركيا طيب رجب أردوغان إضافة كبيرة للعمل العربي والإسلامي وبإمكان الجميع أن يلتف حولها ويقوي موقفها ما دام انها صادقة فعلا وقولا وبإمكانها أن تقيم بعض التوازن في المنطقة بعدما غيبت الغطرسة الصهيونية الجميع وانفردت الولاياتالمتحدة بإيران.