لأجل عيون أطفال ونساء فلسطين والعراق وأفغانستان ولأجل ظلم السياسة الأمريكية اهزموا أمريكا ولو في مباراة لكرة القدم، هذا هو أمل كل الجزائريين ومن ورائهم الملايين من العرب والمسلمين الذين ينتظرون أن تنهزم أمامهم الولاياتالمتحدة ولو بشكل رمزي وهم من يعتقدون بأن الإدارة الأمريكية هي سبب كل المشاكل والأزمات التي يتخبطون فيها لاسيما ما يعانونه من جراء غرس الكيان الصهيوني في قلب العالم العربي وتوفير كل أنواع الحماية والرعاية والتغطية على جرائمها ومساعدتها على الإفلات من العقاب. الهزيمة التي يريد الكل أن يلحقها المنتخب الجزائري بالمنتخب الأمريكي ستكون لو تحققت بإذن الله ليست كروية فقط بل ستكون هزيمة أبعاد سياسية وحضارية رغما عن الجميع بالرغم من أننا جميعا نفرق بين الشعب الأمريكي وبين السياسة الأمريكية التي تسبب التعاسة للشعوب العربية والإسلامية، لذلك فإن مباراة اليوم هي في الحقيقة بطعم آخر لاسيما وأن لا أحد من المنتخبات العربية سبق له وهزم المنتخب الأمريكي الذي كان آخر ضحاياه العام الماضي منتخب الفراعنة الذي سقط بالثلاثة أمام أبناء العم سام، لذلك فإن التحدي كبير بعد ظهر اليوم في أن يثأر محاربو الصحراء لكل الذين تضرروا من سياسات السيطرة والاستبداد الأمريكية في العالم من فلسطين إلى لبنان إلى العراق إلى الصومال إلى أفغانستان ...إلى الكثير من الضحايا الذين يتمنون لو تهزم أمريكا ولو في لعبة بعدما تحول إلى أخذ حقوقهم من الساسة الأمريكية أمرا مستحيلا اللهم إلا في مباراة لكرة القدم. كل هذه الترسبات التاريخية والسياسية هي من تمنع من أن نصنف مباراة الجزائرالولاياتالمتحدة في إطارها الرياضي فقط فهي أكثر من مقابلة كروية، هي محاولة لرد اعتبار ملايين البشر والكثير من الدول المظلومة رغم أنه حتى ولو فازت الجزائر بعشرات الأهداف فإنها لن تهزم أمريكا، لكن رمزية الفوز في حد ذاته يعطي إحساسا آخر، لكن مع ذلك دعونا نتمنى لو نتمكن من هزيمة واشنطن هذه القوة الكبرى والعظيمة في الأرض في مجالات أخرى في العلم والتطور والتحضر وحتى في احترام حريات واختيارات المواطنين، ففي هذه المجالات يتمنى الواحد لو نتفوق أو على الأقل لونتعادل معها.