مدينة تبردقة الواقعة على بعد 3 كلم من مدينة ششار 50 كلم جنوب ولاية خنشلة، تتميز المدينة ببيوتها القديمة الضاربة في عمق التاريخ المتواجدة في قمة جبل عالية و التي تظهر على شكل قلعة منسية مهربة، وتزيد درجة الإعجاب بالمكان مع الإقتراب من آثار تبردقة المحفوظة بإحكام التي تعود إلى مئات السنين والى حقبتين الامازغية والإسلامية وزد عليها الاستعمارية حيث شهدت المدينة في هذه الحقبة العديد من التغييرات حيث كان يطلق عليها قسنطينة الصغرى، وتبقى هذه الآثار تكشف نمط عمراني تقليدي يعتمد على الحجارة المصقولة أو قطع خام بشكلها الطبيعي بمباني ترتفع إلى طوابق عدة. وتبين آثار المسجد القديم الذي مازالت منارته وجدرانه الخارجية بادية للعيان كشواهد على هذا النمط العمراني الذي يعود تاريخه إلى قرون خلت رغم ان اخو تجديد له كان في عام 1915 م، بالإضافة إلى الحصانة الطبيعية التي يمنحها لها موقعها على صخرة عتيدة فإن هذه المدينة القديمة محاطة بسور متبع و كان الدخول إليها يتم عبر أبواب تغلق وتفتح مع أذان الصبح والمغرب. تم اقتراح تصنيفها وترميمها سنة 2008 وجعل تبردقة موقع أثري ثقافي من خلال إعادة بعث المسجد العتيق وجعله مهيأ لاقامة الصلاة وترميم برج القايد ليصبح مدرسة للفنون الجميلة وكذا إعادة بناء السكنات الامازيغية القديمة فهذا الموقع يستوجب المحافظة عليه وتثمين، الا ان هذا المشروع بقى مجرد اقتراح حبيس أدراج مدراء الثقافة الذين تماطلو جميعا في إعادة ترميم المدينة رغم توصيات الوزارة الوصية، وفي سياق متصل تشهد الثقافة في السنوات الأخيرة بلاية خنشلة ركودا غير مسبوق من ناحية حماية واكتشاف الآثار والمواقع الأثرية حيث عرفت العشرات من المواقع الأثرية عمليات حفر غبر قانونية بحثا عن الكنوز.