تتواصل المعارك في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه بين أذربيجانوأرمينيا، وفي وقت يتبادل الطرفان الاتهامات، تقول روسيا إنها تدرس اقتراحا إيرانيا لإنهاء القتال، مشيرة إلى أنها ستواصل العمل مع تركيا لمنع اتساع المواجهة العسكرية. وأعلنت أذربيجان، تكبيد القوات الأرمينية، التي استهدفت المناطق السكنية، خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، خلال الاشتباكات التي اندلعت طوال الليل على محاور مختلفة من الجبهة. وأفادت وزارة الدفاع الأذرية في بيان، أن الاشتباكات تواصلت بشكل مكثف على محاور آغدره وخوجاوند وفضولي وقوبادلي وزنغيلان. وأشارت إلى أن القوات الأرمينية اضطرت للانسحاب من بعض المناطق على خط الجبهة إثر تكبدها خسائر في الأرواح والعتاد. تصريحات.. نفي وقالت أذربيجان إن مواقعها على الحدود مع أرمينيا تعرضت للقصف بقذائف المورتر والأسلحة الصغيرة، وإن مدينة فيزولي الواقعة بين قره باغ وإيران، والقرى المحيطة، بها تعرضت للقصف. في المقابل، نفت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان التقارير عن قصف فيزولي. وقال مسؤول بهذه الوزارة إن القتال مستمر في الجزء الشرقي من إقليم قره باغ. من جانبه، قال المدعي العام في أذربيجان كامران علييف -في مقابلة أجرتها رويترز معه- إن قوات بلاده المتقدمة وجدت فيزولي خالية. يأتي ذلك في وقت قال جيش إقليم قره باغ إن 1177 من جنوده قتلوا منذ اندلاع الاشتباكات في 27 سبتمبر الماضي. ولا تعلن أذربيجان عن خسائرها العسكرية، في حين قدرت روسيا عدد القتلى من الجانبين ب 5 آلاف. توتر ومخاوف ومنذ أكثر من شهر يسود التوتر إقليم قره باغ، وسط حرب واسعة النطاق بين أذربيجانوأرمينياجنوب القوقاز، حيث تتنافس أنقرةوموسكو. وبموجب القانون الدولي، يعد إقليم ناغورني قره باغ جزءا من أذربيجان، لكن الأرمن -الذين يشكلون الأغلبية العظمى من سكانه- يرفضون حكم باكو. ويدير الإقليم شؤونه الخاصة بدعم من أرمينيا منذ انشقاقه عن أذربيجان خلال صراع نشب عند انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991. مقترح ومساع سياسيا، قالت روسيا إنها تدرس مقترحا إيرانيا لإنهاء الصراع في قره باغ بعد فشل 3 اتفاقات لوقف إطلاق النار في القتال الذي دخل أسبوعه السادس. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن أندري رودينكو نائب وزير الخارجية الروسي قوله إن مقترح طهران قدمه نظيره الإيراني عباس عراقجي خلال زيارة موسكو الأسبوع الماضي، لكنه لم يذكر أي تفاصيل. وذكرت وكالات أنباء روسية الأسبوع الماضي أن إيران اقترحت القيام بدور بارز في مفاوضات سلام تشارك فيها دول المنطقة، وقالت إن روسيا ستكون إحدى هذه الدول. وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده ستواصل العمل مع تركيا لمنع اتساع المواجهة العسكرية في إقليم قره باغ. موقف خامنئي من جانبه، أعلن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن الأراضي التي سيطرت عليها أرمينيا من أذربيجان "يجب أن تعاد" موضحا بذلك موقف بلاده من النزاع الدائر في ناغورني قره باغ. وقال خامنئي في خطاب متلفز "هذه الحرب الدائرة للأسف عند أبوابنا بين دولتين جارتين أرمينياوأذربيجان (...) تهدد أمن المنطقة. يجب أن يتوقف ذلك في أسرع وقت". وأضاف "بالطبع الأراضي التي استولت عليها أرمينيا يجب إعادتها وتحريرها. إنه شرط أساسي. هذه الأراضي تابعة لأذربيجان التي تتمتع بحق مطلق عليها". ومطلع أكتوبر أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن "الاحتلال غير مقبول بتاتا" وأن "على الجميع احترام وحدة أراضي الدول" بدون أن يدعو أرمينيا صراحة إلى الانسحاب من الأراضي التي تحتلها.