قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن الولاياتالمتحدة لديها "الكثير من الأضرار لإصلاحها" في مكانتها بالعالم بعد ثمانية أعوام من إدارة الرئيس جورج بوش. وأضافت كلينتون في تصريحات للصحفيين بمقر وزارة الخارجية إن العالم أعرب عن تقديره للتوجه الجديد الذي حدده الرئيس باراك أوباما للسياسة الخارجية الأميركية. وأقرت كلينتون بأن العالم بدأ يتنفس الصعداء حيث أعرب الناس عن تقديرهم للتوجه الجديد الذي اعتمده أوباما. وقالت إن الفرصة سانحة أمام إيران كي تظهر للعالم استعدادها للتعاون الفعال مع المجتمع الدولي، وذلك في بادرة جديدة لانفتاح إدارة الرئيس أوباما على التعامل مع طهران. وأضافت "ثمة فرصة أمام الإيرانيين لإبداء قدر من الاستعداد للانخراط بصورة فاعلة مع المجتمع الدولي".وفي طهران نقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن المتحدث باسم الحكومة أن البلاد تتوقع "تغييرا ملموسا" في السياسة الأميركية حيالها. وأضاف غلام حسين إلهام أن الرئيس محمود أحمدي نجاد عبر في مناسبات عديدة عن وجهة نظر إيران، والحاجة لتغيير واشنطن سياستها تجاه طهران. وكان أوباما أكد في حملته الانتخابية وبعد تقلده مهام منصبه أنه يريد التعامل مع دول مثل إيران التي تتهمها الولاياتالمتحدة بالسعي لامتلاك أسلحة نووية ورعاية الإرهاب. وفي هذا المنحى قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية روبرت وود "نبحث عن طرق للتعامل مع الشعب الإيراني، من ذلك فتح قسم لرعاية المصالح"، في إشارة إلى مكتب دبلوماسي قررت إدارة الرئيس السابق جورج بوش "من حيث المبدأ" فتحه في طهران لكنها تركت التنفيذ لإدارة أوباما. ومع ذلك فإن عددا من المحللين لا يتوقعون تغيرا فوريا في الإستراتيجية الأميركية الراهنة التي تعمل على كبح الأنشطة النووية لطهران، مع ترجيح فرض مزيد من العقوبات واتخاذ خطوات محدودة تجاه فتح باب الحوار.وقال أنتوني كوردسمان من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية "أنت لا تنطلق فجأة وتحاول إنجاز كل شيء في المائة يوم الأولى من المفاتيح الرئيسية اختبار نطاق الحوار".بدوره يرى جون الترمان خبير الشرق الأوسط أن الخطوة الأولى قد تكون السماح باتصالات رسمية مع مسؤولين أميركيين على مستوى متدن، ومن المرجح أيضا أن يحدث المزيد من المناسبات الثقافية والرياضية. وقال أيضا "الكثير يعتمد على ما يحدث في إيران على الصعيد الداخلي، مشيرا إلى الانتخابات المتوقع إجراؤها في يونيو/ حزيران. وسيظهر مؤشر مبكر للتوجه الأميركي الأسبوع المقبل حين يلتقي بيل بيرنز المسؤول عن الملف الإيراني بالخارجية مع مسؤولين من الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لمناقشة الإستراتيجية مع الجمهورية الإسلامية وقد تحرك أوباما سريعا للتعامل مع بعض التحديات الدولية الكبيرة حيث أمر الخميس الماضي بإغلاق معسكر الاعتقال في خليج غوانتانامو بكوبا الذي يحتجز فيه المشتبه في صلتهم بالحرب على "الإرهاب". كما عين أوباما السيناتور السابق جورج ميتشيل مبعوثا خاصا إلى الشرق الأوسط والسفير الأميركي السابق لدى الأممالمتحدة ريتشارد هولبروك مبعوثا شخصيا لكل من أفغانستان وباكستان. ووصل ميتشيل إلى القاهرة أمس الأول في مستهل جولة له بمنطقة الشرق الأوسط تستهدف تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة.