كان رجلا رغم اعاقته الحركية، غير أن طيبة وخفة روحه جعلته محبوبا من طرف الجميع خاصة أبناء حيّه الذين تربى معهم وقضى الليالي سامرا في مجالسهم، فرغم فقره واعاقته لم يعرف غير الابتسامة والأمل المتواصل وحلم كثيرا بالزواج من امرأة صالحة، فكان من الله سبحانه وتعالى أن استجاب لحلمه محققا له إياه بزواجه من فتاة جميلة لم توصف إلا بمكارم الأخلاق، تلك الفتاة التي أمل عند الزواج بها بناء عش زوجي سعيد عنوانه حياة هادئة هنيئة وهدفه نشء صالح، غير أن الرياح جرت بما لا تشتهيه السفن، الرياح أكدت للزوج أن المرأة التي اعتقد أنه سيتقاسم معها باقي أيام عمره ليست إلا امرأة مجردة من أدنى الأخلاق الإنسانية تلك المرأة التي كانت تحتقره لفقره واعاقته وترفض تلبية أدنى حاجاته الإجتماعية والبيولوجية، ليجد نفسه يوما محروما من الغذاء وآخر من العشاء وآخر ملطوما بلكمة أو مهانا بشتمة، بل والأكثر من كل هذا وذاك أنها كانت تدوس كرامته إلى حد التهديد الصارم بالقتل وعلم الزوج أن زوجته على علاقة غرامية بابن عمتها، فصارحها بذلك، معلنا لها عن نيته في تطليقها، غير أنها لم تستح أو تخاف، بل تمادت في تهديداتها بالقتل وضرب زوجها كان للزوج صديق عزيز لاحظ أنه ليس على ما يرام، خاصة وأن تقاسيم وجهه تثبت وبكل وضوح ذلك الحزن الكبير والألم العميق الذي يخفيه بداخله، فما كان من الزوج إلا مبادرته بمصارحة صديقه عما يدور مع زوجته، فنصحه الصديق بتبليغ مصالح الأمن بالتهديدات الدائمة بالقتل التي تهدده بها زوجته، وفعلا بدر منه ذلك، وكان اتفق مع صديقه على أمر وهو أنه يضع أمام باب بيته كل صباح حجرا صغيرا، فإن مر صديقه ورأى تلك الحجرة بها فلن يفعل أي شيء، وإن لم يجدها فإنه سيبلّغ مصالح الأمن أن الزوجة قد قتلته وفي تلك الليلة المشؤومة، وصل الشجار بين الزوجين أشده، فحملت الزوجة قضيبا حديديا وتضرب به رأس زوجها أربع مرات متتالية حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وعندما تأكدت من موته، أحضرت سكينا وبدأت بتقطيع جسده، بعدها فرت هاربة وبعدما ألقي القبض عليها، وبعد التحقيق والمداولة، قررت المحكمة أن تضع المجرمة نادية ك في السجن المؤبد بتهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد، وأن يكون حبسها المؤبد مرفوقا بالشغل والنفاذ