قال مسؤولون إسرائيليون أمس إن رئيس الوزراء المنصرف إيهود أولمرت سيغير عاموس جلعاد مبعوث حكومته في محادثات التهدئة التي تتوسط فيها مصر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد أن انتقد المبعوث علنا إستراتيجية الحكومة الإسرائيلية في المفاوضات. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن شالوم تورجمان وهو مستشار بارز لأولمرت ويوفال ديسكين رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) سيباشران المحادثات مع مصر بدلا من جلعاد. ومن جهتها شككت حركة حماس في مدى جدية نية إسرائيل في إبرام اتفاق للتهدئة برعاية مصرية وذلك بعد قرار أولمرت تعليق مهام عاموس جلعاد. واعتبر المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم في بيان صحفي أنه "لا نية لدى الحكومة الإسرائيلية في إبرام أي اتفاق بخصوص التهدئة أو صفقة تبادل الأسرى".ويأتي ذلك بعد أن أوقف أولمرت جلعاد رئيس الهيئة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع عن العمل في ملف التهدئة بعد رفضه الاعتذار عن تصريحات انتقد فيها اشتراط أولمرت الإفراج عن الجندي الأسير في غزة جلعاد شاليط لإبرام أي هدنة مع حماس. وقال مكتب أولمرت في بيان إن عزل جلعاد لن يعوق جهود تأمين الإفراج عن الجندي. وقد برر مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية قرار تعليق عاموس جلعاد بكونه لم يعد يحظى بثقة أولمرت بعد أن وجه انتقادات شديدة للحكومة الإسرائيلية على خلفية عدم التوصل لاتفاق. وكان عاموس جلعاد وهو مستشار لوزير الدفاع إيهود باراك يقوم برحلات مكوكية للقاهرة في محاولة لتثبيت وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 18 جانفي وأنهى هجمات استمرت ثلاثة أسابيع شنتها إسرائيل على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس.ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن جلعاد قوله إن حكومة أولمرت التزمت مواقف متناقضة من محادثات التهدئة وإن ذلك من شأنه الإضرار بالأمن القومي الإسرائيلي وإغضاب مصر.وذكر مسؤول بمكتب أولمرت وهو يعلن عزل جلعاد بوصفه مبعوثا إلى المفاوضات "القشة التي قصمت ظهر البعير كانت المقابلة التي ظهرت علنا في صحيفة معاريف الأسبوع الماضي، انتقاد موظف حكومي لرئيسه علنا أمر بعيد تماما عن الحرفية وتصرف غير لائق". ورد معاون لباراك قائلا إن أولمرت يضر بمصالح إسرائيل حينما يقرر "عدم الاستفادة من قدرات عاموس جلعاد وخبرته". وتظهر هذه الواقعة نقاط الضعف السياسية والشخصية في الحكومة الائتلافية المؤقتة التي يشارك فيها حزب العمل الذي يمثل تيار يسار الوسط مع حزب كاديما الذي ينتمي إليه أولمرت.