دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إيران إلى بداية جديدة في العلاقات مع بلاده تقوم على الاحترام المتبادل بين الطرفين وليس عبر "التهديدات". وقال -في رسالة غير مسبوقة عبر شريط فيديو بالتزامن مع عيد النوروز، الذي يرمز للعام الجديد في إيران- "حكومتي ملتزمة الآن بالدبلوماسية التي تعالج كل القضايا التي تواجهنا وبمتابعة العمل من أجل روابط بناءه". وأضاف الرئيس الأميركي في رسالته التي بثتها إذاعة صوت أميركا باللغة الفارسية، أن "هذه العملية لن تتعزز بالتهديدات ونحن نسعى بدلا من ذلك إلى حوار يكون خالصا ويقوم على الاحترام المتبادل". واشترط أوباما على الإيرانيين لبدء أي حوار التخلي عن السلاح ودعم ما سماه الإرهاب, قائلا إن واشنطن تريد أن تتبوأ إيران "المكانة التي تستحقها في المجتمع الدولي, لكن لا يمكن الوصول إليها من خلال الإرهاب أو الأسلحة, ولكن من خلال الأفعال السلمية التي تظهر العظمة الحقيقية للشعب الإيراني وحضارته". وفي إشارة للبرنامج الإيراني النووي استطرد الرئيس الأميركي أن "مقياس تلك العظمة ليس هو القدرة على التدمير, وإنما إظهار قدرتكم على البناء والإبداع". ولم يقدم أوباما أي عروض محددة للإيرانيين في خطابه, لكنه قال إنه يسعى إلى "مستقبل يتميز بعلاقات جديدة بين شعبينا وفرص أكبر للشراكة والتجارة", ومع ذلك فقد أقر بأن هذا الموضوع "لن يكون بلوغه سهلا هينا".وفي تعليقه على خطاب الرئيس الأميركي قال رئيس تحرير مجلة الوحدة الإيرانية عباس خامه يار للجزيرة إن هناك يأسا لدى الإيرانيين من السياسة الأميركية, مضيفا أن أوباما اشترط على طهران عدم دعمها لما يسمى الإرهاب وهذا الشرط لن يقبله الإيرانيون. وأشار إلى أن واشنطن ورغم إعلانها بدء فتح صفحة جديدة فإنها لا تزال تدعم المعارضة الإيرانية المسلحة ولا تزال تحتجز الأرصدة الإيرانية, مؤكدا أن طهران تريد مواقف عملية من الجانب الأميركي. ويأتي هذا الخطاب بعد نحو أسبوع من تمديد الإدارة الأميركية العقوبات التي تفرضها على طهران لمدة عام آخر. وقال أوباما في رسالته للكونغرس إن تصرفات وسياسات الحكومة الإيرانية تأتي على النقيض من مصالح واشنطن في المنطقة وتهدد أمنها القومي واقتصادها. وقد ندد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بتمديد تلك العقوبات, وقال إن "محاولات وضع عقبات أمام التنمية في إيران عبر فرض عقوبات عليها تعد فكرة صبيانية وخطأ كبيرا". وفي وقت سابق وافق أحمدي نجاد على الحوار مع الولاياتالمتحدة, لكنه اشترط لذلك أن يتم بناء على الاحترام المتبادل بين الطرفين. كما انتقد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي الرئيس الأميركي, قائلا إن إدارته تسلك نفس الطريق الخاطئ للإدارة السابقة بتأييدها إسرائيل.