اتهمت تقارير إعلامية روسية واشنطن باستخدام قاعدة ماناس الجوية في قرغيزستان ستارا لعملية تجسس واسعة النطاق، وذلك بعد يوم واحد من ترحيب الأممالمتحدة بالتزام الرئيسين الأميركي والروسي بخفض ترسانة بلديهما النووية وتعزيز جهودهما لمنع الانتشار النووي.فقد نسبت وكالة رويترز للأنباء إلى التلفزيون الروسي الرسمي اتهامه للولايات المتحدة باستخدام قاعدة ماناس الجوية قرب العاصمة القرغيزية بيشكك -وهي الوحيدة المتبقية لها في آسيا الوسطى- مركزا للتجسس، عندما بث مقطعا من فيلم وثائقي يظهر كيفية قيام وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أي) بإدارة عمليات تجسسية في قرغيزستان.ويتهم التقرير المصور السلطات الأميركية بإنشاء فريق خاص من الجواسيس في العاصمة بيشكك لمتابعة ومراقبة الساسة المحليين ومنع المخابرات القرغيزية من كشف عملاء سي آي أي داخل قرغيزستان. وأعد هذا الفيلم الوثائقي الصحفي الروسي أركادي مامونتوف الذي أثار عام 2006 خلافا بين لندنوموسكو ببث فيلم عرض صورا لمن وصفهم بجواسيس بريطانيين في روسيا يستخدمون حجرا مزيفا لجمع أسرار الكترونية.ونقلت رويترز عن مسؤول عسكري أميركي -طلب عدم نشر اسمه- رفضه هذه المزاعم، مشيرا إلى أن بث التقرير يأتي في الوقت الذي استأنف مسؤولون أميركيون محادثات مع نظرائهم القرغيزيين بشأن مستقبل القاعدة التي كان البرلمان القرغيزي قد قرر بالإجماع إغلاقها. يشار إلى أن الولاياتالمتحدة اتهمت بطريقة غير مباشرة الجانب الروسي بممارسة ضغوط على حكومة قرغيزستان واستخدام الرشوة لإغلاق القاعدة التي تستخدمها واشنطن لنقل الإمدادات إلى القوات الدولية العاملة في أفغانستان بما فيها قوات حلف شمال الأطلسي المنضوية هناك في إطار قوات (إيساف).يشار إلى أن المحطة التلفزيونية الروسية التي بثت التقرير تعتبر بمثابة الناطق الرسمي للحكومة الروسية، الأمر الذي سيثير جدلا كبيرا بين موسكووواشنطن بعد أيام فقط من لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف على هامش اجتماعات مجموعة العشرين في لندن. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد رحب بإعلان أوباما وميدفيديف التزام بلديهما بإجراء تخفيض كبير على ترسانتهما النووية وتعزيز التعاون الثنائي لمنع انتشار السلاح النووي في العالم. وأثنى بان في بيان رسمي على موافقة أوباما وميدفيديف على الالتزام بهذا الهدف وتنفيذ تعهدات بلديهما في مجال نزع السلاح وفقاً للبند السادس من معاهدة منع الانتشار النووي والسعي الفوري لخفض ترسانتي بلديهما الإستراتيجيتين عبر استبدال معاهدة خفض الأسلحة الإستراتيجية (ستارت1) بمعاهدة جديدة ملزمة قانونياً. وأعرب بان عن تفاؤله بجهود الرئيسين الروسي والأميركي للتغلب على خلافاتهما المتعلقة بخطط نشر الدرع الصاروخي الأميركي في أوروبا، والتزامهما بتعزيز معاهدة منع الانتشار النووي ونظام منع الانتشار الخاص بأسلحة الدمار الشامل ووسائل نقلها.