أصيب سبعة أشخاص على الأقل واعتقل آخرون في مظاهرة كبيرة نظمتها مجموعة حقوقية تدعى "سحق إيدو" وشارك فيها عدة آلاف أمام مصنع يزود إسرائيل بالأسلحة في مدينة برايتون جنوبلندن. وطالب المتظاهرون وأغلبهم من الشبان الملثمين بإغلاق مصنع إيدو للسلاح الذي يقولون إنه يزود إسرائيل بحاملات للقذائف الذكية لطائرات أف 16 وأباتشي حيث استخدمت مكونات أنتجت من المصنع في العدوان الأخير على غزة. واشتبك عدد كبير من المتظاهرين مع الشرطة البريطانية التي حاولت منعهم من الوصول للمصنع حيث رشقوها بالحجارة والعصي والزجاجات الفارغة، وهاجموا فرع بنك باركسلي وهشموا نوافذ مطاعم ماكدونالد. كما أغلق متظاهرون طرقات بشوارع وسط المدينة وألقوا مواد مشتعلة على سيارات الشرطة التي استخدمت الهري والخيالة لصدهم حيث تحولت شوارع وسط برايتون إلى ساحة لاشتباكات ومطاردات استمرت لعدة ساعات. وحمل المحتجون أعلاما حُمراً تعبيرا عن غضبهم بشأن الدماء التي سالت بسبب المصنع، كما رفعوا أعلاما فلسطينية ولافتات دعت إلى إغلاق المصنع وتقديم المسؤولين عنه للمحاكمة. كما رفعوا لافتات تطالب بالإفراج عن الناشطيْن إليجاه سميث وروبرت ألفورد المعتقلين منذ جانفي الماضي لدورهما في اقتحام المصنع بعد أن حطموا محتويات بداخله قدرت بأكثر من ربع مليون إسترليني احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على غزة، وفق ما أفادت به محامية المعتقلين ليديا داجستون للجزيرة نت. وتأتي الاحتجاجات الجديدة بعد أيام من إعلان لندن إمكانية فرض حظر على صادرات الأسلحة إلى إسرائيل بعد تعرضها لضغوط من قبل أعضاء بمجلس العموم (البرلمان) بسبب صنع أسلحة ومكونات أسلحة استخدمت من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية في العدوان على غزة. وقال الوزير والنائب السابق توني بن في حديث للجزيرة نت "إننا نعيش في أوقات مخيفة جدا، ولكن واحدة من وسائل الجنس البشري للبقاء على قيد الحياة ستكون من خلال وقف إهدار الأموال على الأسلحة". من جانبه قال الناطق الرسمي باسم مجموعة "سحق إيدو" أندرو بيكيت في تصريح للجزيرة نت إن المتظاهرين أرادوا أن يبعثوا برسالة بمناسبة عيد العمال للتنديد بالنظام الرأسمالي الذي أثبت أنه لا يمكن تحمله ومحكوم عليه بالفشل. وأوضح أن المجموعة لا تتعاون مع عناصر الشرطة لأنهم وكلاء العنف لهذا النظام، على حد وصفه، مشيرا إلى أن رسالة المجموعة بسيطة وهي رفض وجود شركات أسلحة متعددة الجنسيات في مدينتهم والتي تقوم على دعم حروب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة وبريطانيا. وأكد بيكيت أن الحركة المعارضة لمصنع إيدو للسلاح والاحتجاجات التي بدأت في عام 2004 سوف تواصل عملها حتى تحقيق جميع الأهداف. ومن جانبها اعتبرت آن هالام -من حملة التضامن البريطانية مع الشعب الفلسطيني، فرع برايتون- أن الحملة البريطانية تشارك في الاحتجاجات بالشوارع ضد الحرب حيث لا تزال معاناة سكان غزة ماثلة في الأذهان. وأكدت هالام للجزيرة نت أن هناك أدلة على أن طائرات أف 16 المقاتلة التي قصفت المدنيين العزل في قطاع غزة استخدمت مكونات صنعت في مصنع إيدو، وطالبت هالام حكومتها بالتوقف عن مساعدة دعاة الحرب الذين يستفيدون من معاناة الأبرياء، مشددة على ضرورة حظر تجارة السلاح لإسرائيل والعمل على تقديم مجرمي الحرب للمحاكمة.