شكلت مسألة تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة موضوع ملتقى وطني افتتح بقالمة بمشاركة جامعيين مختصين في الاقتصاد والتسيير جاؤوا من مختلف مناطق البلاد. وأوضح رئيس قسم العلوم المالية بجامعة "8 ماي 1945" لدى افتتاح أشغال هذا اللقاء بأن "المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تلعب دورا جد هام في مجال التنمية المستدامة وتصنع القوة الاقتصادية لبلد ما". ويعد هذا الملتقى الأول من نوعه بجامعة قالمة بمثابة "إسهام في دراسة والتكفل بالمسائل التنموية" كما أضاف عادل سعادو مشيرا إلى أن النظام التعليمي الجديد "أل.أم.دي" (ليسانس - ماستر- دكتوراه) يستدعي معرفة الواقع السوسيو اقتصادي والثقافي بهدف اقتراح بدائل من شأنها أن تسمح بوضع استراتيجية لتحديث الاقتصاد". وأوصى منشطو هذا اللقاء بضرورة البحث عن آليات جديدة لتمويل فعال لفائدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مستشهدين بذلك بمثال بعض البلدان على غرار تونس والمغرب وإيطاليا وفرنسا التي سجلت نجاحا بفضل تنمية مؤسساتها الصغيرة والمتوسطة. وأشار بعض المحاضرين إلى أن "تردد" البنوك بشأن تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ما يزال يعمل على عرقلة التنمية الاقتصادية مرافعين في هذا السياق من أجل إرساء "مناخ إيجابي وملائم لإنعاش الاستثمار واستحداث مناصب عمل وذلك على أسس تسودها الثقة والشفافية. وتساءل متدخلون آخرون في هذا الشأن عن أسباب "تخوف" البنوك من تمويل مشاريع الاستثمار بالرغم من وجود صندوق الضمان الذي وضعته الدولة. وأكد مشاركون في هذا اللقاء من جهة أخرى على ضرورة تحديث النسيج الصناعي من خلال إنشاء أقطاب تنافسية بإمكانها أن تشكل كذلك بديل لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مبرزين في هذا السياق دور الدولة في مجال "ضبط" النشاطات الاقتصادية.