نقلت وكالة أنباء رويترز عن مصادر عسكرية سريلانكية أن زعيم التمرد فيلوفيلاي برابهاكاران قد قتل وينتهي بذل غموض ظل يكتنف مصير الزعيم المؤسس لحركة التاميل. وقال متحدث عسكري إنه تم أيضا العثور على جثتي رئيس الجناح السياسي لجبهة نمور تحرير تاميل بيناديسان والمتحدث باسمها سيفاراتنام بوليديفان. أوعلن الجيش السريلانكي أن قواته واصلت ملاحقة فلول متمردي جبهة نمور تحرير تاميل إيلام وقتلت أربعة من قادتهم بينهم تشارلز أنتوني ابن الزعيم المؤسس للحركة بعد إعلان الجيش انتصاره في جبهات القتال وإقرار المتمردين بالهزيمة. وقال الجيش إن باقي مقاتلي الجبهة يحاربون من خنادق حفرت في أرض رملية تقل مساحتها عن نصف كيلومتر على ساحل سريلانكا المطل على المحيط الهندي. ولم يتسن الاتصال بالجبهة للتعليق على ذلك كما لم يمكن التحقق من تأكيدات الجيش لأن جبهة القتال مغلقة أمام المراقبين الأجانب. ومن المقرر أن يعلن الرئيس السريلانكي ماهيندا راجاباكسي النصر رسميا في البرلمان اليوم. وكانت جبهة نمور تحرير تاميل إيلام قد أقرت بالهزيمة أول أمس قائلة إن المعركة وصلت إلى نهايتها المرة, لكنها قالت إن زعيم المتمردين فيلوفيلاي برابهاكاران لا يزال في منطقة الحرب. وقال مدير العلاقات الدولية بالجبهة سيلفاراسا باثماناثان في مقابلة عبر الهاتف مع القناة الرابعة البريطانية، إن برابهاكاران يريد وقف الحرب وبدء عملية السلام, مبديا استعداد المتمردين لإلقاء السلاح والمشاركة في عملية السلام. وأضاف سيلفاراسا الذي كان يتحدث من مكان غير معلوم بجنوب شرق البلاد إن "هناك أقل من ألفين من كوادر الحركة, ونحن على استعداد لوقف الحرب. شعبنا يموت كل ساعة, وهناك نحو ثلاثة آلاف وفاة منذ و25 ألف جريح". لكن الحكومة رفضت الدعوة الأخيرة إلى وقف إطلاق النار مع المتمردين, قائلة إن آلاف المدنيين المحاصرين بمناطق القتال فروا إلى أماكن آمنة وإنه لم يعد هناك أي سبب لوقف المعارك. يأتي ذلك في حين أعلن الجيش السريلانكي أنه قتل نحو سبعين من متمردي التاميل لدى محاولتهم الفرار بعدما سيطر على كل المنافذ البحرية وحاصر مقاتلي التاميل في رقعة لا تزيد مساحتها عن ثلاثة كيلومترات مربعة. وكشفت الصور التي التقطت من الجو في مناطق القتال أن الآلاف يواصلون فرارهم سيرا على الأقدام. وقد رصد قرابة 12 ألفا وهم يرحلون عن ديارهم يوم السبت وحده، فارتفع العدد إلى 25 ألفا خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط. وفي العاصمة السريلانكية تظاهر أكثر من مائة ألف سريلانكي خارج السفارة البريطانية في كولمبو ورددوا هتافات تندد بدعوة بريطانيا إلى وقف الحرب. وحصب المحتجون السفارة بالحجارة مما أدى لتهشيم بعض نوافذها، وأحرقوا دمية لوزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند، وكان ميليباند قد انتقد مواصلة الحكومة السريلانكية للحرب، كما ساندت لندن دعوات للتحقيق في الجرائم التي رافقت الحرب. ويقول الصليب الأحمر الدولي إن كارثة جسيمة بصدد الحدوث لأن عشرات الآلاف من المدنيين الفارين من المواجهات هناك لا يجدون غذاء ولا دواء. وحاول المتمردون منذ تفجر الصراع عام 1983 إنشاء وطن قومي للتاميل بشمال البلاد وشرقها بحجة تهميشهم على أيدي الأغلبية السنهالية منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1948.