السعادة التي ينشدها كثير من الناس لن يحصلوا عليها إلا بالالتزام بهذا الدين، وقد تكفل الله عز وجل لمن التزم منهجه أن يمنحه الحياة السعيدة الصافية من الأكدار، وأن يؤمنه من الخوف والجزع في الدنيا، وأن يعيش عيشة هنيئة مفعمة بالسكينة والطمأنينة والراحة النفسية، كما قال تعالى: (فمن تبع هُداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) وما يعيشه كثير من المسلمين اليوم من قلق وهم واكتئاب وكدر وأمراض نفسية، وعصبية، ما هو إلا عقوبة معجّلة ونتيجة للبعد عن الدين والتعلق بغير الله من هوى وشهوة عاجلة. يقول ابن القيم: الغموم والهموم والأحزان والضيق، عقوبات عاجلة، ونار دنيوية، وجهنم حاضرة، والإقبال على الله تعالى، والإنابة إليه، والرضى به وعنه، وامتلاء القلب من محبته، واللهج بذكره، والفرح والسرور بمعرفته، ثواب عاجل، وجنة، وعيش لا نسبة لعيش الملوك إليه البتة.وإن أعظم منحة يمنحها الله تعالى لعبده منحة التلذذ بالعبادة، ونعني بها الحياة الطيبة من راحة النفس وسعادة القلب وانشراح الصدر وسعة البال، أثناء العبادة وعقب الانتهاء منه، كما قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون). قال أبو بكر الوراق: الحياة الطيبة هي حلاوة الطاعة.