بدأ الجيش الإسرائيلي أمس ولمدة خمسة أيام مناورات هي الأوسع قرب الحدود مع لبنان تحمل اسم "نقطة تحول/3". وتجري المناورات على افتراض شن هجوم على قطاع غزة ثم تنتقل إلى حرب على الحدود الشمالية مع لبنان, وتشمل التعامل مع "انتفاضة عربية داخل إسرائيل". وقال مراسل الجزيرة في الناصرة إلياس كرام إن المناورات تقوم على أساس حرب شاملة مفترضة تشن عليها من جانب سوريا ولبنان وإيران. كما يبدأ التدريب باجتماع طارئ للحكومة تتداول في كيفية الرد والتعامل مع هجمات صاروخية من عدة جبهات عبر بحث التنسيق التقني بين الوزارات المختلفة وغرفة الطوارئ, طبقا للمحاكاة المعلنة للحرب. كما تبلغ ذروة المناورات يوم الثلاثاء حيث تدوي صافرات الإنذار ويطلب من المدنيين اللجوء للمخابئ, مع تدريب قوات الطوارئ للتعامل مع هجوم بيولوجي بهدف التنسيق بين الأذرع المدنية والعسكرية. وقال المراسل إن السلطات الإسرائيلية حرصت على تأكيد أن هدف المناورات هو التدريب وليس تخويف الجيران. في هذه الأثناء وتحسبا للمناورات, أعلن الجيش اللبناني حالة تأهب قصوى رغم ما أعلنه مصدر أمني لبناني بأن الحكومة اللبنانية تلقت تأكيدات من أطراف عدة من بينها قوات الأممالمتحدة في جنوب لبنان (يونيفيل) بأن هذه المناورات ذات طبيعة دفاعية. وقال مراسل الجزيرة في لبنان إن الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل وحزب الله في حالة ترقب حذر, مشيرا إلى أن الانطباع العام يتركز على توقع حرب على لبنان واغتيالات بصفوف حزب الله وربما الأمين العام حسن نصر الله. وأشار المراسل إلى أن اللبنانيين يسجلون بأن إسرائيل تجري مناورات تتوقع فيها معركة تجري على أراضيها وليس بأرض "العدو". وتتسبب المناورات العسكرية الإسرائيلية في مناطق محافظة طوباس وفي الأغوار الشمالية في تدمير الزراعة. ويتخوف الأهالي الذين يقطنون خياما من تهجيرهم بالقوة, فيما يؤكد المسؤولون الفلسطينيون أن إسرائيل تختار هذه التلال والجبال والسهول لأنها تشبه جغرافيا جنوب لبنان وبعض الدول العربية. من جهته اعتبر "أبو عبيدة"، الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن المناورات تمثل "تهديداً مبطناً لكافة الدول العربية والإسلامية والإقليمية التي تنادي بالتمسك بمبادرة السلام العربية". وأكد المتحدث أن كتائب القسام على جاهزية عالية "للتصدي لأي عدوان في إطار الإمكانيات التي تمتلكها". كما أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين الذراع المسلح للجان المقاومة الشعبية الاستنفار العام في صفوف عناصرها للتعامل مع أي تصعيد إسرائيلي. وقال الناطق العسكري باسم الألوية في بيان إن "المقاومة الفلسطينية جاهزة لصد أي عدوان صهيوني مفاجئ على قطاع غزة"، معتبرا أن المناورة العسكرية الإسرائيلية "أسلوب غباء إسرائيلي لن تحمد عواقبه". ودعا الناطق كافة المقاتلين بالفصائل الفلسطينية إلى "أقصى درجات الحيطة والحذر والجاهزية التامة لأي عدوان صهيوني والضرب بكل قوة وبكل الإمكانيات المتاحة والتخندق في خندق الوحدة الفلسطينية على أساس حماية المقاومة وشعب المقاومة". وحذر الناطق من أي حماقة ترتكب باستهداف قيادات المقاومة الفلسطينية أو المدنيين أو المنشآت المدنية، مشددا على أن "أي خطوة غبية بهذا الاتجاه ستكون الورقة التي لا رجعة عنها في قلب سياسات المعركة رأسا على عقب".