جنود التّفاؤل، حراس شعلة الأمل يقولون أن للشعب، حين يبلغ أقصى مناطق الحضيض قدرة عجيبة على الخروج من جديد إلى النّور. لكن محمد فلاق و على الرغم انه متفائل كذلك يقول أن الجزائري عندما يصل إلى التحت يقوم بالحفر. في الجزائر و على الرغم مما حدث، وما حدث فضيع بكل المعاني، لا زال التّكفير والتّطرّف يلتهم الناس في المدن و القرى.ما حدث كان كفيل أن يخرجنا و بقوة من الظلمات إلى النور. لكن لا زلنا في الظلام و لازال النور بعيد. مرارة الإقصاء والإحباط و التهميش و التطرف مستمر لازالت مغروسة في نفوس الجميع إلا القليل. و القليل لا يقاس عليه. الجميع يمتلكون الحقيقة والجميع قد يقتلون من أجلها. يقتلون الحاضر والماضي والمستقبل. يقتلون باللّغة والسّياسة والإعلام والتكنولوجيا الحديثة والمال والأيديولوجيات والأسلحة.وراء دعوات التّكفير قرار يتّخذه من وهبوا أنفسهم لنفي الآخرين ولتحقيق مصالح سياسيّة وإيديولوجية وحتّى ذاتيّة. فمن خلال إستراتيجية إسكات صوت الآخر يتوهّم البعض أنّهم يمهّدون الطّريق للسّيطرة السّياسيّة المطلقة وإقامة المجتمع "النّظيف" الخالي من الشّكّ المؤلم. وبعد نهاية جولة التكفير المتكررة وعنف الخطاب السّياسيّ وانسداد آفاق الحوار و استمرار الإقصاء والإحباط و التهميش و التطرف ، سنكتشف مرّة أخرى - وللمرّة ما بعد الألف - أننا أضعنا وقتا طويلا.