كيف سيكون حظ المنتخب الوطني الجزائري خلال نهائيات كأس العالم التي انطلقت وقائعها أمس؟ هل يتفاءل الشارع الجزائري بالدور الذي سيلعبه الخضر في مجموعة قيل عنها أنها مجموعة من مجموعات الموت؟ وهل ستدفن طموحات وآمال كل الشعب على أرض ''البافانا بافانا'' أم أن المحطة فرصة لإحياء أمجاد الكرة الجزائرية؟ وهل يعوض زياني مطمور وبوقرة وغيرهم أسماء ثقيلة في عالم الكرة الجزائرية على غرار ماجر، بلومي وعصاد والقائمة طويلة؟ وهل يعتقد الجزائريون أن ''الساحرة المستديرة'' ورقة يلعب عليها أشبال الجزائر ممثلين العرب كلهم على أوتار السياسة الدولية خاصة أمام الإنجليز وأمريكا؟ كل هذه الأسئلة و الانشغالات نقلتها جريدة ''الحوار''من خلال الاحتكاك بالشارع الذي لم نجده إلا متفائلا ..متشائما ..متذمرا... منقسما..في تناقضات لا يمكن أن تحدث إلا عند مناصري ''الخضر''. ''المهم أننا في المونديال يارجال'' أردنا في البداية أن ننقل القسم الكبير من تفاؤل الشارع الجزائري حتى نكون نحن أيضا متفائلين أيضا ''فنحن في المونديال.. نحن في المونديال'' هذه أهم وأكثر جملة رددها على مسامعنا مواطنو العاصمة، إذ يقول ناصر تاجر يبيع ملابس الرجال ببلدية جسر قسنطينة أن ''الأهم قد حققه المدرب الوطني رابح سعدان بتأهلنا إلى كاس العالم ، أما الحديث عن حظوظ الفريق ضمن مجموعته فهذا أمر صعب جدا، ففي البداية لا أخفي عليكم كنت متفائلا جدا لكن بعد المباراتين الوديتين بدأ ذلك التفاؤل يتضاءل شيئا فشيئا، ولا يجب أن نكذب على بعضنا فالفريق حديث التكوين وأنا شخصيا لا أنتظر منه الكثير''، من جانبه يقول رضوان عامل في تركيب أجهزة التبريد بالبليدة ''وقعنا مع انجلترا..واحدة من بين المنتخبات المرشحة للفوز بكأس العالم، خاصة بعد أن تولى تدريبها أحسن مدرب ربما في العالم، وبالتالي مباراتنا معهم صعبة جدا، على الورق لكن على أرض الملعب شيء آخر....فريق أراه متكاملا في كامل خطوطه ولا أجد له عيبا واضحا. منتخب أمريكا لا يجب أن نقلل من حجمه...تأهل إلى نهائي كأس القارات و خسر بصعوبة أمام البرازيل، وكان فاز على بطل أوروبا اسبانيا قبلها...فريق تكمن قوته في المرتدات لان له لاعبين يملكون السرعة و الخفة... علينا اللعب معهم بحذر شديد و يمكننا مباغتتهم. سلوفينيا الفريق المجهول لا يجب أن يستهان به. أقصى روسيا الفريق الذي له قوة بدنية، ولعب جماعي جيد ويملك الروح و العزيمة مثلنا تماما.... على هذا الأساس يقول رضوان، أنا أرى بأننا سنلعب تقريبا كما لعب اليونان في ..2004 نحن لن نصنع اللعب ندافع ونعتمد على الهجمات المرتدة والكرات العالية والمخالفات.. وبها يمكن الفوز على أمريكا وسلوفينيا فقط''. ''آلي ياليجان اقصفوا الماريكان'' ''نحن بطبعنا كنا نتمنى مجموعة أسهل من هذه.. لكن هذه هي القرعة و لها أحكامها''، يقول محمد من عين النعجة صاحب ''طابلة'' دخان أن ''جدول المباريات كان في صالحنا..يتوجب علينا الفوز على سلوفينيا في أول مباراة ثم تسيير المشوار بعدها..كل مقابلة وظروفها وتكتيكاتها... نملك حظوظا للتأهل.. وجب أن نثق في إمكانياتنا ونلعب بكل عزيمة وإرادة... المشوار صعب جدا لكن كرة القدم علمتنا المستحيل...أرجو أن نقوم بتحضيرات جيدة و إن شاء الله نشرف المسلمين والعرب و الأفارقة. وفي هذا الصدد يتدخل صديقه مقاطعا ''أختي أنا ما يهمنيش نتائج المباريات الا مباراة واحدة أمام الماريكان، راني حاب يضربوهم ويعطوهم طريحة ماينساوهاش''، ليتدخل شابان كانا بصدد شراء سجائر عندما عرفا أننا نتحدث عن الأمر قائلين ''آلي آلي ياليجان أربحونا الماريكان'' وراحا يرددان هذا الكلام عدة مرات. الكرة ليست علوما دقيقة.. وكل شيء ممكن اتفق غالبية من تحدثنا إليهم على أن كل شيئ ممكن في لعبة كرة القدم، وأنها ليست بالعلوم الدقيقة، ويقول فريد إعلامي جزائري ''هي ليست مجموعة صعبة وليست مجموعة سهلة... كل من تأهل إلى كاس العالم لا يعتبر فريقا ضعيفا''، معلقا على أداء الفريق الوطني خلال المبارتين الوديتين بالقول ''بصراحة، نحن لا نريد كأس العالم، نحن نريد أن نثبت وجودنا باللعب الجيد فقط، ونلقن دروسا للآخرين ولو بالخسارة، ربي يوفق منتخبنا وكيما قلت ماكاش فريق قوي وفريق ضعيف إن شاء الله ربي يوفقنا وعندنا أمل كبير . ''بالاك أتشفّوا فينا العديان'' يا أشبال سعدان القسم المتشائم من الجزائرين كلهم بنوا هذا التشاؤم انطلاقا من المباراتين الوديتين التي مني فيهما الفريق الوطني بثلاثيتين بالنسبة لفريق تأهل لكاس العالم، ويقول رفيق طالب جامعي بالتوفيق لمنتخبنا، نحن لسنا متفائلين كثيرا، إلا أننا نريد من الخضر أداء يشرف الكرة الجزائرية وحسب، والله معنا ومع محاربي الصحراء. وتقول أسماء فتاة لا تتجاوز العشرين كانت تتبضع ''حظوظ الفريق الوطني... الخروج في الدور الأول لكن الخروج بشرف ليس كالخروج بهزائم نكراء، ونحن ما يغيضنا هم المصريون الذين لن يتركوا لا كبيرة وصغيرة إلا وتابعوها أكثر مما سيتابعون أخبارهم الداخلية'' ، وفي نفس السياق يقول يوسف موظف إداري ''أنا واش راني خايف غير تشفي العديان فينا كما حدث في كأس إفريقيا فالقنوات المصرية لن يهدأ لها بال الا بعد أن تنشر سمومها المدفونة تشفيا في الشعب الجزائري في بطولة مسرحية أبطالها أمثال الغندور حجازي وغيرهم. الصحافة جعلت الخضر ''شوبيون دو موند'' كل شيء ممكن، نقول نروحو بعيدا إن شاء الله معاك يالخضرا ونديرو حالا تفاؤل كبير رانا كامل فيه، والله غير واعرة بزاف مي ربي يجيب لي فيه الخير.. شوف أنا رايحة نقولك رايحين نوصلو لنهائي وندو كاس العالم إن شاء الله كل شيء ممكن في لعبة كرة القدم .... مي ربي يجيب الخير هاذ الخطرة ولا واحد راح يرحمنا وحنا تاني مانرحموش العدو. ما يهمنا أن يكون مستواه جيداً، وبإذن الله سيكون منتخب الجزائر محل الثقة ويصل إلى أدوار متقدمة. كل هذه التوقعات والأماني التي عبر عنها الشعب الجزائري صنعتها الصحافة الوطنية من خلال تصويرها للفريق الوطني وكأنه ''بطل العالم'' مع أنه فريق في بداية التكوين. الكل يخطط ويهندس وسعدان في مأزق من كبيرهم إلى صغيرهم، في الحافلات .. على أرصفة الطرقات.. في المقاهي ..في كل مكان أصبح الجزائريون يخططون ويهندسون وحدهم كيفية لعب محاربي الصحراء فوق أرضية الميدان، أما خطط سعدان فباتت محل انتقاد الجميع. ''على سعدان إدخال هذا وإخراج كذا، عليه إتباع الخطة التالية واستبعاد أخرى ''ماياسف له المر ء أن الحلول موجودة والوقت بيننا لاثباتها وقد يندم سعدان لو لم يتخذ قرارات صارمة بإبعاد كلي لبعض العناصر واللعب ب 4 -4-2 وإدماج البعض من الجدد الذين اثبتوا قدراتهم صراحة وسترون، لكن بشرط اللعب بشجاعة كل واحد مسؤول عن مركزه حتى لا ندخل في متاهة التراجع دوما إلى الوراء'' هذا مخطط عز الدين . أما سعاد ماكثة بالبيت فتقول ''على المدرب رابح سعدان شطب أسماء كثيرة من الكرة الجزائرية عموما، وإلا ستكون الخسارة أكثر مما تتوقعون.''.