يتوقع أن يصل محصول المشمش خلال الموسم الفلاحي الجاري بولاية باتنة إلى حوالي 28.300 طن استنادا إلى مديرية المصالح الفلاحة التي تراهن على كسب معركة تصدير هذا المنتوج إلى الأسواق الخارجية بعد تجربة السنة الماضية "المحتشمة". فحملة السنة الجارية انطلقت في "ظروف جيدة" بالبلديات الجنوبية الغربية للولاية والتي ينتظر أن يزيد فيها الإنتاج عن 21.285 طنا منها 10.500 طن بدائرة أولاد سي سليمان و7.500 بنقاوس و 3.285 طنا برأس العيون والباقي بمناطق عين التوتة و معافة ومنعة يقول مدير الفلاحة محمد لمين قرابصي. وإذا كانت أزمة التسويق التي كثيرا ما عانى منها فلاحو المنطقة فيما مضى لم تطرح خلال هذه السنة فإن الانشغال يبقى بالنسبة للأغلبية متعلق بكسب رهان التصدير إلى الأسواق الخارجية. وحسب رقاعة بلقا سم رئيس جمعية "أمل" الفلاحية لمنبع رأس العين بسفيان ( تضم 1.300 فلاح) فإن متعاملين اقتصاديين من جنسيات مختلفة ( فرنسية و سويسرية وإيطالية وحتى تشيكية) في اتصال مع الفلاحين لشراء محاصيلهم والمفاوضات جارية إلى حد الآن. أما الصعوبات التي تعيق المنتجين في هذا المجال فتتمثل خاصة -يضيف ذات المصدر- في انعدام إمكانات توظيب المنتوج وتقديمه في شكله النهائي للمتعاملين الأجانب الذين أبدوا في السنوات الأخيرة "اهتماما كبيرا بمنتوج الولاية وفي مقدمته مشمش منطقة نقاوس وخاصة سفيان (الروزي) لجودته العالية وخلوه من المواد الكيميائية". ويرى من جهته رئيس بلدية نقاوس بأن تنظيم سوق المشمش محليا جد ضروري لتطوير هذه الشعبة وتحقيق أهدافها المسطرة وفي مقدمتها تصدير المنتوج من خلال تكتل الفلاحين في جمعية واحدة تراعي كل جوانب هذا النشاط انطلاقا من سقي المحاصيل إلى غاية الترويج لها ثم التفاوض على أسعارها مع المتعاملين الوطنيين والأجانب. ويشتكي المنتجون من قلة وحدات التحويل الموجودة بالمنطقة للتكفل بمحاصيلهم التي أصبحت تتطور من سنة إلى أخرى مما جعل مصالح القطاع تقترح ضمن عقود النجاعة المبرمة منذ فترة إنجاز وحدات تحويل جديدة لاستغلال أكبر قدر ممكن من المنتوج والذي لا يتعدى المستغل منه حاليا سوى 12 بالمائة وهي نسبة ضئيلة بالنسبة لطاقة الولاية الإنتاجية حسب مدير المصالح الفلاحية. وتأتي المؤسسة الخاصة "نقاوس مصبرات" بفرعيها نقاوس ومنعة الوحيدة محليا التي يوجه إليها منتجو المشمش بالولاية محصولهم حيث تقدر طاقتها -حسب مسيرها علي لاتيب- ب20 طنا في الساعة أو ما يعادل 280 طنا في اليوم. إلا أن محدودية محصول المشمش الذي يمتد ما بين 25 و35 يوم فقط في السنة جعل المؤسسة تستثمر في مجالات أخرى أهمها لب الثمار الذي يفكر مسيرو هذه المؤسسة تصديرها للخارج بعد نجاح عملية تموين السوق الوطني بهذه المادة الأولية بطاقة معالجة تقدر ب6 آلاف طن سنويا. ويعد المشمش من بين أهم الفواكه المنتجة بولاية باتنة والتي سجل بها اكتفاء في السنوات الأخيرة وأصبحت تمون السوق الوطني بكميات كبيرة وتطمح إلى التصدير -حسب مصالح مديرية الفلاحة- بفضل الدعم الفلاحي المخصص في هذا المجال للولاية في العشرية الأخيرة . وتمتد بساتين المشمش بباتنة على مساحة 4.400 هكتار منها 3 آلاف هكتار منتجة حيث شهدت توسعا إلى مناطق عديدة من الولاية ولم تعد محصورة بمنطقة نقاوس إلا أن هذه الشعبة ينقصها -حسب ذات المصدر- إمكانات التخزين إلى جانب التبريد التي بالإمكان -حسب مدير الفلاحة- أن تصبح مجالا أكيدا بالنسبة للراغبين في الاستثمار حيث تقدر احتياجات الولاية حاليا في هذا الشأن ب17 ألف متر مكعب. ويبقى منتجو المشمش بباتنة يعلقون آمالا كبيرة على عيد هذه الفاكهة التي تحتضنها البلدية منذ حوالي 39 سنة لتسويق محصولها لأن التظاهرة أصبحت في السنوات الأخيرة تستقطب اهتمام المستثمرين وحتى المتعاملين الأجانب مما يجعل لهذه الشعبة آفاقا مستقبلية واعدة.