دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مطلع زيارة إلى الهند تستمر خمسة أيام، السلطات الهندية إلى التعاون مع باكستان في حربها على الإرهاب، في وقت اشترط فيه رئيس الوزراء الهندي على إسلام آباد معاقبة المتورطين في هجمات مومباي إذا أرادت استئناف محادثات السلام. وقالت كلينتون في مقال نشر بصحيفة ذي تايمز أوف إنديا قبل وصولها "يجب أن نساعد باكستان في مواجهتها لتحدي الإرهاب". وتحدثت عن تجربة واحدة تجمع الهند والولاياتالمتحدة من حيث تعرض كلتيهما لهجمات. واتفق رئيسا وزراء الهند وباكستان مانموهان سينغ ويوسف رضا جيلاني الخميس في مصر على محاربة الإرهاب، لكن سينغ طمأن أمس المعارضة الهندية المتذمرة من الاتفاق بأن بلاده تريد أولا لتستأنف محادثات السلام أن تعاقب باكستان المتورطين في الهجمات التي وقعت في نوفمبر الماضي. وأثار قرار محكمة باكستانية الشهر الماضي بإطلاق سراح مطلوب باكستاني رئيسي في الهجمات حفيظة الهند، لكن باكستان استأنفت الحكم هذا الشهر. وتريد الولاياتالمتحدة علاقات هادئة بين البلدين لتركز باكستان قواتها على جبهتها الغربية على الحدود مع أفغانستان عوض نقلها إلى الجبهة الشرقية. وبدأت كلينتون زيارتها من مومباي حيث اختارت الإقامة في فندق تعرض للهجمات التي أوقعت 166 قتيلا، وستحضر اليوم مراسم تحيي الذكرى.وترغب كلينتون التي تنتقل إلى نيودلهي غدا الأحد أن تبلغ المسؤولين الهنود رسالة مفادها أن أوباما ملتزم بالسياسة الأميركية التي ترى في بلادهم لاعبا إقليميا دوليا أساسيا. وستركز الزيارة على تعميق العلاقات في مجالات الأمن والحد من التسلح والمناخ والتجارة، وهو ملف يختلف البلدان بشأنه خاصة ما تعلق بمحادثات الدوحة. ووقع البلدان العام الماضي اتفاقا تاريخيا فتح سوق التقانة الذرية الأميركية أمام الهند رغم عدم توقيعها على معاهدة حظر الانتشار النووي، لينتهي حظر على الهند استمر ثلاثة عقود.ووقعت الهند في فبراير الماضي اتفاقا مع الوكالة الدولية للطاقة النووية لتفتيش مفاعلاتها النووية، واختارت في صفقة بمليارات الدولارات شركات أميركية لبناء مفاعلات جديدة ربما أُعلن عن مواقعها خلال زيارة كلينتون التي تريد ضمانات بأن التقانة النووية الأميركية لن تتسرب إلى دولة أخرى.