لم يعد صابر صابرا حقا فهو لم يتمالك نفسه أمام البرد الذي غزى البلدة وتسلل على حين غفلة إلى المقهى فليس من عادة صابر أن يعير اهتماما لتنبؤات الأرصاد الجوية في الراديو أو التلفزيون بل إن حدث وأن استمع لنشرة الأحوال الجوية خطأ وهي تتحدث عن الأمطار الغزيرة والبرد القارس فصابر لا يتوانى في الخروج بلباس صيفي اعتقادا منه أن الأخبار كلها كذب حتى ولو كانت نشرة الأحوال الجوية. لكن الأخبار التي تأتي من هناك تختلف في عين صابر عن الأخبار التي تأتي من هنا. أخبار الحروب في أفغانستان والعراق والفيضانات والأعاصير في آسيا وأمريكا واجتماعات الكبار والصغار وارتفاع أسعار النفط وانخفاض الدولار هذه هي الأخبار التي يعشقها صابر عشقا عكس عمي بوعلام الذي يظل يردد أخبار البائعين والمشترين والشجارات العائلية والمولودين والمتزوجين والمتوفين من أهل البلدة يحزن لبعضها ويفرح لأخرى تلك هي سنة الحياة. على قهوة أ/خلاص صابر: واش عمي بوعلام شفت البارح القماقم اللي اجتمعو في ليشبون بوعلام: واش ليشبون هذه ثاني ما شفتش القماقم اللي راهم يدورو قدامك وانت ما لقيت حتى باش تشرب قهوة صابر: ليشبون هذه هي العاصمة نتاع البرتغال اللي لعب فيها ماجر واحد الوقت بوعلام: واش صرا ما تقوليش تفاهمو باش يضربو كاش بلاد صابر: لا لا الجماعة تفاهموا باش ما يزيدوش يستعمرو افغانستان بصح حتى 2014. بوعلام: أنا على بالي علاه حابين يخرجو من ثماك باش يروحو لجهة اخرى صابر: أواه خلاص رايحين يدخلو للدار عياو راهم خسروا شحال من مليار بلا فايدة بوعلام واقيلا راك نيه يا وليدي الجناس هذوك اغناو بالفقر نتاع الضعفاء واقراو بالجهل انتاع الفقراء وما يعرفو غير الدراع