أكد تقرير عسكري أميركي أن أوجه التقدم المسجلة في الحرب على حركة طالبان في أفغانستان "متفاوتة" و"متواضعة"، وسط شكوك في جدية الحكومة الأفغانية في مكافحة الفساد الذي يعرقل التنمية. وأضاف التقرير -الذي يصدر بشكل دوري- أن حركة طالبان لا تزال تحتفظ بالمبادرة في بعض المناطق. ويتعارض ما جاء في التقرير مع التفاؤل الذي أعرب عنه بعض المسؤولين الأميركيين خلال الفترة الأخيرة. وكان الرئيس باراك أوباما قد أعرب السبت الماضي -في العاصمة البرتغالية لشبونة- عن بعض التفاؤل عندما قال إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) نجح في "كسر اندفاعة" طالبان. ويشار إلى أن أوباما شدد في الإستراتيجية التي أعلنها في ديسمبر عام 2009 على ضرورة انتزاع المبادرة من طالبان، وأرسل ثلاثين ألف جندي لترجمة إستراتيجيته. وأكد الجيش الأميركي في تقريره أن انتشار الفساد الأفغاني يقوض الجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة والناتو لإرساء دعائم الأمن والتنمية في البلاد. ورأى أن التزام الحكومة الأفغانية بوضع حد للإفلات من العقاب ومحاكمة المسؤولين الفاسدين "مشكوك فيه". وقال التقرير -الذي يغطي الفترة من أفريل وحتى الثلاثين من سبتمبر 2010- أن العنف في أفغانستان بلغ في الأشهر الأخيرة أعلى مستوى له على الإطلاق، وإن ما وصفه بالتمرد يزداد تعقيدا وتطورا. وأشار التقرير العسكري الموجه إلى الكونغرس إن حوادث العنف زادت بنسبة 300% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2007 باستثناء القنابل التي تفجر على الطرق. وفي الوقت الذي يشير فيه التقرير -الذي أعدته وزارة الدفاع وإدارات أميركية أخرى- إلى أن الرقعة الجغرافية التي ينشط فيها المسلحون قد زادت بشكل كبير، فإنه يقول إن الأمن ينتشر ببطء في مختلف أنحاء البلاد. ويتهم التقرير الأميركي إيران بالمضي في تقديم السلاح والتدريب لحركة طالبان في أفغانستان. ويقول إن التعاون بين الناتو والجيش الباكستاني شهد تحسنا، لكن مخابئ طالبان الآمنة على الحدود الباكستانية ما زالت عقبة في طريق الأمن.