قال مسؤولون أميركيون إن قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي ناتو في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال عبر عن خشيته من أن ''الفساد'' هناك من شأنه أن يمنع النصر على تنظيم القاعدة وحركة طالبان. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين أميركيين مطلعين على ملف أفغانستان قولهم إن ماكريستال أكد أن ''فساد الحكومة الأفغانية'' سيعيد ''الإرهابيين'' إلى أفغانستان. وحسب المصادر نفسها، فإن المسؤول العسكري الأميركي -في تقريره الذي سلمه في الآونة الأخيرة إلى الإدارة الأميركية وإلى مسؤولي ناتو وطلب فيه إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان- حذر من أن الفساد سيجعل الأفغانيين يفقدون الثقة في الحكومة وهو ما سيزيد في رأيه الدعم الشعبي لطالبان والقاعدة. ويقول ماكريستال حسب المسؤولين المذكورين- إنه حتى مع إرسال قوات إضافية، فإنه يجب الانتباه إلى خطورة الفساد في الأجهزة الرسمية الأفغانية. وبحث أمس الرئيس الأميركي باراك أوباما في اجتماع مع فريقه للأمن القومي إستراتيجيته الجديدة في أفغانستان، التي قال إنه سيحسمها ''خلال أسابيع قليلة''. وفي السياق نفسه قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الديمقراطي جون كيري إنه ''متوجس للغاية'' من إرسال المزيد من القوات الأميركية للمنطقة، ''بسبب التجارب الماضية وبسبب بعض التحديات'' التي يراها. وأضاف كيري أن الدروس المستفادة من حرب فيتنام تشير إلى ضرورة عدم إرسال قوات إضافية إلى أفغانستان ''دون وجود خطة خروج واضحة''. وتابع ''العامل الرئيسي في أفغانستان هو أن علينا معرفة ما الذي يمكن تحقيقه، وقياس ذلك من خلال المصالح المشروعة للولايات المتحدة، خاصة في ما يتعلق بالقاعدة''. ودعا كيري الذي سيتوجه اليوم إلى أفغانستان حيث يلتقي ماكريستال- الولاياتالمتحدة إلى ''حسم مسألة ما إذا كانت طالبان في حد ذاتها تمثل تهديدا''، وقال إن لديه الكثير من الأسئلة ليطرحها على ماكريستال. وفي السياق ذاته يتوقع أن يعلن رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون إرسال بلاده 500 جندي إضافي إلى أفغانستان، في استجابة لجهود واشنطن للحصول على تعزيزات من حلفائها الأوروبيين. وذكرت مصادر إعلامية أن براون سيطالب خصوصا ب''إستراتيجية للحلف الأطلسي لتدريب طاقم مدني وعسكري أفغاني وبتجهيزات ملائمة وتشكيل حكومة أفغانية جديدة فعالة'' بعد الانتخابات العامة التي جرت في أوت وشابتها اتهامات بالتزوير.