على قهوة أ /خلاص في المقهى، الذي لم يبق إلا أن يكتب على واجهته اسم مقهى عمي بوعلام، يجد بوعلام فرصته لكي يلتقط أخبار البلدة من مصادر متعددة ويظل يرويها طوال النهار لأحبابه ممن يرتاد المقهى. ولعمي بوعلام عادته، أو لنقل وسيلته في بث تلك الأخبار: يقوم أولا بدعوة المتلقي للاقتراب منه جيدا ويجذب أذنه اليمنى ليهمس فيها همسا لا لشيء إدراكا منه أن أهم الأخبار لا تذاع إلا على الأذن مباشرة فلو خرجت ولو للحظة إلى الهواء الطلق لمستها لعنة الكذب والتلفيق والتزوير، وإن كان صابر يستمع إلى لأخبار التي تأتي من هناك فعمي بوعلام ليس له إلا راديو طروطوار الذي يشتغل فيه. ومن الأخبار التي يستمع إليها ويطورها ويضخمها عمي بوعلام أخبار الطرافيك (التزوير). صابر: واش عمي بوعلام ما زالك تنشنش كيما عادتك بوعلام: اسكت برك الطرافيك داير حالة ما شي محال الفيستا اللي راك لابسها مطرافيكيا صابر: ما تقوليش حتى أنا مطرافيكي برك بوعلام: ارواح ادنى نفهمك. الدراهم اللي في مكتوبك ماشي محال انتاع طرافيك صابر: كيفاه هذي جديدة ما بقالنا غير الدراهم يصرا فيهم الطرافيك البارح كانوا يقولو الانتخابات فيها الطرافيك ولكواغط ما تهدرش، الزيت، الحليب، حتى الألعاب انتاع الدراري وين رانا بها. بوعلام: راهم يهدرو على 400 مليون مطرافيكيا وراهي تدور صابر: كيفاه نديرو باش نعرفوهم بوعلام: ما تقدر تدير والو عندك برك قالك دخل دراهمك في البنكا صابر: والهدرة انتاعك هذه ما فيهاش الطرافيك؟