السؤال: السلام عليكم أنا ولله الحمد حامل في الأسبوع 22، وبفضل الله لا مشاكل في الحمل، وأتمنى أن أؤدي عمرة، فهل ترون أن الرحلة مرهقة؟ وهل يفضل أن أؤجلها كلها أو أكتفي بالعمرة فقط دون الذهاب للمدينة؟ وجزاكم الله خيراً. الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: في ما يخص السفر بالنسبة للحامل في هذه المرحلة، فلا يوجد مانع طبي بإذن الله مادامت صحتك طيبة ولا تعانين من أي أمراض أخرى، فيمكنك السفر بالطائرة خاصة أن المسافة ليست طويلة، وأنصحك وأنت في الطائرة بتحريك رجلك من فترة لأخرى وإذا استطعتِ التحرك قليلاً في الطائرة فهو جيد. أما الرحلة كلها وما يحصل فيها من جهد، فيعتمد على قدرة التحمل وأنت حامل، فمنهن من تستطيع ذلك ومنهن من تتضرر ولا تستطيعه، وما أراه أن تكتفي بأداء العمرة في هذه الرحلة، فإذا ولدتِ بالسلامة ذهبتِ في رحلة أخرى لزيارة المسجد النبوي. أما بالنسبة للجانب الشرعي فلا شك أيتها الكريمة أن المسارعة في الخيرات مما أمر الله تعالى به مسابقة للأجل وابتدرا للخير، فربما لا يتمكن الإنسان منه بعد لحظته التي هو فيها، ومن ثم فينغي المسارعة إلى فعل الطاعات كما قال الله تعالى {سارعوا إلى مغفرة من ربكم} والنصوص من القرآن والسنة في هذا المعنى كثيرة، فبادري بارك الله فيك إلى أداء العمرة ما دمت تقدرين عليها، وتتمكنين منها وسيتولى الله عز وجل عونك . بالنسبة لزيارة المدينة فزيادة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصلاة فيه عمل جليل من أعمال الإسلام، وفيه وأجور عظيمة، فالصلاة في المسجد النبوي بألف صلاة فيما سواه من المساجد، ولكن لا ينبغي للإنسان الزيارة لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقصد بهذه الزيارة زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم-لأنه علمنا صلى الله عليه وسلم –بأن لا نشد رحالنا ونسافر لزيارة بقعة من البقاع بقصد التعبد إلا إلى المساجد الثلاثة، فقال عليه الصلاة والسلام ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد) وبهذا استدل بعض أهل العلم على منع السفر بقصد زيارة قبر أحد من الناس ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أردت الذهاب إلى المدينة فاقصدي بسفرك هذا زيادة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصلاة فيه، ثم إذا حضرت البقعة فيستحب أن تزوري رسول الله صلى الله عليه وسلم-في قبره وتسلمي عليه. نسأل الله تعالى أن يتقبل منك.