تشهد حركة مجتمع السلم انتقالا نوعيا في توجهها واستراتيجيتها السياسية في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها البلاد والمنطقة ككل، وبدأت تظهر بوادر جديدة في ما يخص تسيير حزب الإخوان رقم 1 في الجزائر بعد تبني خيار سياسي جديد حيال السلطة، وهو ما أفرزه المؤتمر الخامس الذي اُنتخب فيه عبد الرزاق مقري، رئيسا جديدا للحركة خلفا لأبو جرة سلطاني، بعد أن أكد توجه الحزب إلى المعارضة السلمية، تتويجا لقراره الذي اتخذه العام الماضي بفك الارتباط مع الحكومة. قال زعيم حمس عبد الرزاق مقري في أول ندوة صحفية عقدها بعد اختتام المؤتمر الخامس للحركة إن خيار المعارضة تحكمت فيه مختلف النتائج السياسية والظروف المحيطة بها، مؤكدا أن التوجه يبقى خيار من الخيارات التي أفرزها المؤتمر الخامس، وبهذا الصدد قال مقري "لن تكون هناك مساندة إلا في البرنامج السياسي التشاركي المبني على الشفافية" مبديا اقتناعه بهذا الخيار الجديد الذي تسلكه الحركة. وأفاد الرئيس الجديد للحركة: ''نحن مشروع حزب سياسي معارض، كنا موجودين في الحكومة في وقت استثنائي، لم تكن موجودة فيه أحزاب أخرى، لأن السلم كان أولوية بالنسبة لنا، لكن الوضع تغير، نحن في زمن الحريات، وهناك فساد كبير لا يمكن السكوت عنه''. وبخصوص اختيار الوجوه في المؤتمر فقد اعتبره خليفة سلطاني اختيارا موفقا ، معربا عن ارتياحه لوجود بجانبه كل من الهاشمي جعبوب ونعمان لعور وقال أنه هذا سيحدث توازنات في الطاقم المدير للحركة، وكل أنماط التفكير موجودة داخل القيادة، مردفا "سنختار بعد شهر المكتب التنفيذي ونعرضه على مجلس الشورى، كما سنرشح 10 كفاءات لعضوية المجلس، وستكون لدينا ثلاثة أشهر لإعداد الخطة الخماسية''، مشيرا إلى أنه ''إذا كان وجود الوزير السابق الهاشمي جعبوب كنائب لي يطمئن جهة ما فذلك أمر جيد''، وأضاف ''أنا مطالب بتطمين كل الناس، وأنا مشروع سلم ولست مشروع حرب وثورة" وبخصوص العلاقة المستقبلية التي ستجمع حركة الإخوان في مصر وحركة مجتمع السلم بقيادة مقري المعروف عليه عدم تحمسه للتيار الإخواني في مصر، أكد خليفة سلطاني، أنه لن يسمح لأي اتجاه فكري بالتدخل في الشؤون الداخلية لحركة حمس مهما كان نوعه مشيرا في ذلك إلى تيار الإخوان في مصر، موضحا أن حمس ستتعاون مع الحركة الأم بما يفيد مصلحة الوطن العربي ويخدم القضية الفلسطينية أم ان تتدخل في قرارات الحركة في الجزائر وتتعدى على سيادة وقوانين الدول فهذا ليس مقبولا على الإطلاق باعتباره ليس من شيم الحركة، منتقدا في نفس السياق الاعتقاد السائد ان حركة الإخوان المسلمين تتدخل في قرارات حركة حمس . ونفى الرئيس الجديد للحركة أن يكون هناك ما يسمى ب "الديوان الأسود" داخل الحركة الذي حاول الاستلاء على تركة محفوظ نحناح السياسية والفكرية في وقت ما على غرار عبد المجيد مناصرة وعبد الرحمان سعيدي واحمد دان وفريد بهاز وعبد القادر بن قرينة ونصر الدين سالم، موضحا أنه اليوم تتجه إلى الوحدة، ولم الشمل جميع إطاراتها لأنه رأس مالها.