تستعيد المعالم الأثرية التاريخية بقصبة دلس العتيقة شرق ولاية بومرداس، بصورة تدريجية بريقها من جديد بعد سنوات من التدهور و اللامبالاة. وبفضل أشغال الترميم و إعادة البناء التي استفادت منها هذه المعالم، من خلال المخطط الدائم لحفظ و إصلاح و ترميم قصبة دلس العتيقة الذي شرع في إعداده سنة 2007، تم إلى حد اليوم إنقاذ و إعادة الحياة إلى عدد من هذه المعالم، و البعض الآخر منها لا يزال قيد الترميم و أخرى تنتظر استكمال التحضيرات للانطلاق في الأشغال. تشتهر مدينة دلس منذ القدم بعدد كبير من الأولياء الصالحين و العلماء المصلحين، الذين توافدوا و عاشوا على أرض هذه المدينة الساحلية حيث أسسوا خمسة منشآت مدرسية قرآنية دينية و تعليمية متخصصة اشتهرت في تعليم القرآن الكريم و علوم الدين و اللغة ضمن القصبة العتيقة و حافظت بعد وفات مؤسسيها على مهمتها الأصلية. ولم يتبق من مجمل المنشأت الخمس المذكورة إلى حد اليوم إلا المدرسة القرآنية "سيد عمار" والمدرسة القرآنية "سيدي محمد الحرفي" حيث أدرجتا بغرض ترميمهما و الحفاظ على معالمهما ضمن المخطط الدائم للحفاظ و ترميم قصبة دلس. كما يعد ضريح" سيدي محمد الحرفي" من أبرز المعالم و المدارس التربوية التي لعبت دورا أساسيا في الحفاظ على معالم الهوية الوطنية من خلال تعليم القرآن و اللغة العربية حيث شيدت من طرف رواد إصلاح مستقلين مشهورين على رأسهم محمد الحرفي قبل الإحتلال الفرنسي للمدينة. ويشهد مسجد "الإصلاح" لمدينة دلس هو الأخير الذي يعود تاريخ إنجازه إلى العهد العثماني و هدمه الإحتلال الفرنسي سنة 1844 و بنت على أنقاضه مستشفي عسكري. وتتمثل أبرز هذه المعالم التاريخية المعنية في كل من الثانوية التقنية القديمة المشهورة، الثكنة القديمة الواقعة بوسط المدينة التي شرعت الولاية في ترميمها مؤخرا، الى جانب التحضير لبعث دراسات تقنية و تسجيل مشروع ترميم "منارة بن غوت".