أكد وزير الطاقة والمناجم أن الجزائر تتوفر على الإمكانيات لإعادة تشكيل احتياطيها من المحروقات بالرغم من تراجع بعض الحقول الذي أدى إلى انخفاض في إنتاج النفط. واعترف يوسفي أثناء عرضه آفاق تطوير القطاع في ندوته الصحفية بالجزائر، بأن الانتاج الوطني للمحروقات عرف انخفاضا إثر تراجع بعض الحقول المستغلة منذ 50 سنة. معتبرا هذا التراجع بال "عادي" بالنسبة لحقول ظلت مستغلة على مدار عشريات من الزمن. لكن ما يبعث الكثير من الأمل حول المستقبل الطاقوي للبلد، كما اضاف هي الاكتشافات التي تمت خلال السنوات الأخيرة، والتي سمحت باستغلال حقول جديدة وإعادة تشكيل احتياطي الجزائر. وبالأرقام ذكر الوزير أنه تم حفر 66 بئرا سنة 2012، مما سمح بتحقيق 31 اكتشافا، مضيفا أن هذه الجهود ستتواصل سنة 2013 من أجل حفر 130 بئرا جديدة . و قال في هذا السياق أن شركة سوناطراك تحصلت مؤخرا على مؤشرات بخصوص حقول نفطية هامة تقع بحاسي الرمل. وإن تأكدت هذه المؤشرات ستحقق الجزائر أهم اكتشاف للمحروقات منذ 50 سنة. وصرح يوسفي أن معهد الهندسة النووية الذي تم انشاؤه مؤخرا سيشرف على تكوين المهندسين والتقنيين الذين سيكلفون بتشغيل هذه المحطة. وكانت الجزائر قد اعلنت في نوفمبر 2008 عن نيتها في انشاء اول محطة نووية لها سنة 2020، وتوقعت بانها ستقوم ابتداء من ذلك التاريخ بإنجاز محطة نووية جديدة كل خمس سنوات. وسبق ليوسفي أن صرح في مارس 2011 ، ان على الجزائر اولا ان تحل ثلاثة مشاكل موضوعية لإنجاز هذه المحطة النووية، وترتبط بأمن المنشاة في مكان انجازها، وتوفر موارد هامة من المياه. كما ابرز بان الجزائر تتوفر على احتياطات كافية لتشغيل محطة نووية. و تشير الارقام التي اعلنت عنها وزارة الطاقة والمناجم ان الاحتياطات المؤكدة للجزائر من اليورانيوم تقدر بحوالي 29000 طن مما يمكن من تشغيل محطتين نوويتين فقط بطاقة 1000 ميغاواط لكل واحدة منها لمدة 60 سنة. أما عن خيار اللجوء جزئيا الى النووي لانتاح الكهرباء فقد جاء حرصا على التخفيض من الفاتورة المكلفة لإنتاج هذه الطاقة من الطاقات المتجددة التي تقدر تكلفة برنامج تطويرها ب 100 مليار دولار. قال الوزير ان شركة سوناطراك الحكومية خصصت مبلغ 15 مليار دولار لتطوير مصنع البتروكيميائيات الواقع في ولاية سكيكدة شرق الجزائر. وأكد أن تطوير المصنع الذي سينتج كل أنواع البلاستيك سيتم بالتعاون مع مجموعة سامسونغ الكورية الجنوبية. وتسعى الجزائر، البلد المنتج والمصدِّر للنفط والمحروقات تسعى لانتاج البلاستيك بعد ان اصبحت منذ عام 1992 مستوردا للمنتجات البلاستيكية.